تتجه الأنظار إلى مدينة أوديني الإيطالية، حيث يستعد المنتخب الإيطالي لمواجهة حاسمة أمام نظيره الإسرائيلي في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري ضمن تصفيات كأس العالم 2026، وسط أجواء مشحونة خارج الملعب بسبب تصاعد الاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ عامين.
وعمّت تظاهرات شعبية مؤيدة للفلسطينيين في مختلف أرجاء إيطاليا الأسبوع الماضي، ما جعل الأنظار شاخصة على المواجهة القادمة، والتي ستكون بعد مباراة إيطاليا ضد إستونيا التي ستُقام يوم السبت ضمن المجموعة التاسعة الأوروبية.
غاتوزو: قلبي يتمزق
وفي يوم إضراب نُظم دعمًا للفلسطينيين الجمعة، توجّه متظاهرون إلى مركز تدريب المنتخب الإيطالي في فلورنسا للمطالبة بإلغاء المباراة. ومن المتوقع تنظيم مزيد من الاحتجاجات في أوديني قبل مباراة الأسبوع المقبل.
مدرب المنتخب الإيطالي جينارو غاتوزو حاول استيعاب الاحتقان الذي يغلّف أجواء المباراة، بتصريح أدلى به أمس الثلاثاء للصحافيين، قال فيه: "نحن نعلم أننا مضطرون لخوض المباراة، لأننا إن لم نفعل فسنُعتبر خاسرين بثلاثة أهداف دون رد".
وأضاف: "أكرر مرة أخرى أن ما يحدث للمدنيين الأبرياء، وللأطفال، أمر مؤلم للغاية، وتمزق قلبي رؤيته".
وشهدت مبيعات تذاكر مباراة الثلاثاء بطئًا ملحوظًا، مع توقع وجود مساحات شاغرة كبيرة في ملعب "بلو إنرجي" الذي سيخضع لإجراءات أمنية واسعة النطاق.
وقال غاتوزو: "الأجواء لن تكون سهلة، لأن هناك نحو 10 آلاف شخص سيكونون خارج الملعب، و5 إلى 6 آلاف فقط داخله".
وأضاف: "نحن نريد التأهل إلى كأس العالم، وكنت أفضّل أن نخوض المباراة على أرضنا أمام جماهير متحمسة، كما حدث في بيرغامو قبل شهر، عندما فزنا على إستونيا 5-0".
مباراة إيطاليا وإسرائيل
يُذكر أن مباراة المنتخبين السابقة، التي أُقيمت في المجر في الثامن من سبتمبر/ أيلول الفائت، انتهت بفوز إيطاليا 5-4 وسط أجواء مشحونة سياسيًا، حيث أدار بعض المشجعين الإيطاليين ظهورهم أثناء عزف النشيد الإسرائيلي، ورفعوا لافتات كتب عليها "توقفوا"، فيما أُطلقت صافرات استهجان من المدرجات.
ويواجه المنتخب الإسرائيلي ضغوطًا متزايدة من جهات رياضية وشعبية أوروبية تطالب بحظره من المشاركة في المنافسات الدولية، بسبب جرائم جيش الاحتلال في غزة.
كما تأتي المباراة في ظل جدل سياسي كبير، إذ أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها أُبلغت بإحالتها مع وزراء آخرين إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في جرائم حرب بسبب مواقف حكومتها الداعمة لإسرائيل.
وهذا التطور زاد من حدة النقاش العام، لا سيما وأن الحكومة الإيطالية تُعد من الحكومات الأوروبية التي اتبعت خطًا مؤيدًا لتل أبيب خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع الفلسطيني.
وتحتل إيطاليا التي فشلت في بلوغ النهائيات في النسختين الأخيرتين، المركز الثاني في المجموعة التاسعة بالتساوي بتسع نقاط مع إسرائيل وبفارق ست نقاط عن النروج المتصدرة، مع مباراة أقل منهما.
ويضمن الفريق المتصدر فقط تأهله المباشر الى النهائيات المقررة الصيف المقبل في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، فيما يخوض صاحب المركز الثاني مواجهة الملحق.