كشف رجل الأعمال إيلون ماسك أنه يتّفق مع الكثيرين على أن خبير العملات المشفّرة نيك زابو قد يكون ساتوشي ناكاموتو، المبتكر الغامض لعملة البيتكوين الرقمية.
وقال رئيس شركة "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية وشركة استكشاف الفضاء "سبيس إكس"، في حديث صحافي، إنه "عند النظر إلى تطوّر الأفكار قبل إطلاق عملة البيتكوين، يُمكن معرفة من كتب تلك الأفكار".
ورغم أنه أكد أنه "لا يعرف من أنشأ العملة المشفّرة"، إلا أنه يعتقد أن نظريات زابو كانت "أساسية" لتطوير العملة المشفّرة الرائدة.
وقال: "نيك زابو ربما يكون، أكثر من أي شخص آخر، هو المسؤول عن تطوّر الفكرة"، مشيرًا إلى أنه رغم إنكار زابوا بأنه ناكاموتو "إلا أنه مسؤول عن الأفكار الكامنة وراء البيتكوين أكثر من أي شخص آخر".
وأشار ماسك، وهو رجل أعمال أميركي من أصل جنوب إفريقي ويحمل جنسيتي البلدين، إلى أنه "لا يعتقد بوجود أهمية كبيرة وراء هوية مبتكر البيتكوين، إذ إنه اسم مرتبط بفكرة".
وتأييدًا لفكرته، اقتبس من الكاتب البريطاني الشهير ويليام شكسبير قوله: "الوردة، بأي اسم آخر، تفوح منها رائحة حلوة".
محاولات لتحديد الهوية
ويعتبر "ساتوشي ناكاموتو" الذي لم يتمّ تحديد هويته، هو أول من اقترح البيتكوين لأول مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2008. ويعتقد الناس أنه يمكن أن يكون شخصًا واحدًا أو عدة أشخاص.
وعام 2014، درس فريق من الباحثين اللغويين ورقة العمل البيضاء لناكاموتو عن البيتكوين، وقارنوها مع كتابات زابو و10 من الأشخاص المحتملين، لكنّهم أكدوا أن النتائج لا جدال فيه بأن زابو هو مبتكر البيتكوين.
وقال الباحثون إن "عدد أوجه التشابه اللغوي بين كتابات زابو وورقة البيتكوين البيضاء غريب".
وعام 2015، قال تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن نيك زابو هو مخترع البيتكوين، وهو ما نفاه مرارًا وتكرارًا، مؤكدًا بأنه ليس المخترع المجهول الذي يقف وراء الأصول الرقمية.
ما هي بيتكوين؟
توصف "بيتكوين" بأنها عملة مشفّرة أو افتراضية أو رقمية لا تنتمي لدولة أو لتنظيم، ولا قوانين تلزمها. ولا يحدد قيمتها اقتصاد، بل تصورات المستثمرين وجرأتهم على خوض الاستثمارات.
وكل "بتكوين" هي ملف رقمي يُخزّن في تطبيق "المحفظة الرقمية" على الهاتف الذكي أو الكمبيوتر. ولأنها عملة، يمكن تداولها بين الناس.
وتسجّل كل معاملة في قائمة عامة تسمى "بلوكتشاين"، وهي عبارة عن قاعدة بيانات؛ ما يجعل تتبع تاريخ عملات "بتكوين" ممكنًا، وذلك لمنع الناس من إنفاق العملات التي لا يمتلكونها، أو عمل نسخ عنها، أو التراجع عن المعاملات.
تم إجراء أول تعامل تجاري معروف بالـ"بتكوين" في 22 مايو/ أيار عام 2010، الذي صار يعرف بـ"يوم بيتزا البيتكوين"، عندما دفع مبرمج أميركي من فلوريدا اسمه لازلو هايينتش (Laszlo Hanyecz) لرجل بريطاني 10 آلاف "بتكوين" ليطلب له وجبتي بيتزا "بابا جونز"، ويدفع ثمنها بمال نقدي بالنيابة عنه.
وقد تجاوزت قيمة عملة "بتكوين" في مارس/ آذار الماضي عتبة الـ60 ألف دولار، لأول مرة في تاريخها، ما يعني بحسابات السعر الجديد أنّ لازلو هايينتش دفع أكثر من 600 مليون دولار ثمنًا للبيتزا بالمقارنة.