الإثنين 17 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

ابن ناجٍ من المحرقة يدين إبادة غزة.. ماذا يقول فينكلستين عن 7 أكتوبر؟

ابن ناجٍ من المحرقة يدين إبادة غزة.. ماذا يقول فينكلستين عن 7 أكتوبر؟

شارك القصة

المفكر وعالم السياسية الأميركي نورمان فينكلستين
المفكر وعالم السياسية الأميركي نورمان فينكلستين - غيتي
الخط
يرى المفكر وعالم السياسة الأميركي نورمان فينكلستين أن ما حدث في غزة خلال عامين ليس حربًا بل إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين. 

قدّم المفكر وعالم السياسة الأميركي نورمان فينكلستين، شهادة فكرية وأخلاقية نادرة تربط بين ذاكرة المحرقة النازية، التي نجا منها والده وشكّلت وعيه، والإبادة الجماعية في غزة.

فقد تمرد المفكر السياسي اليهودي على السردية السائدة، وكتب عما يقول إنه "التاريخ الموضوعي الوحيد لغزة" في كتاب يحمل عنوان: "غزة: بحث في استشهادها".

وفي حديث إلى بودكاست "هامش جاد" عبر "العربي تيوب" ، يشير فينكلستين إلى أنه لم يظهر على أي وسيلة إعلامية تقليدية ولم يذكر اسمه ولو لمرة واحدة. لكنه ظهر في برنامج الصحفي البريطاني بيرس مورغان قبل أن تُفرض عليه الرقابة من رعاة البرنامج.

ولفت إلى أن كتابه الذي طُبع في مطبعة جامعة كاليفورنيا "لم يوص به في أي مكان أسوة بكتب تأسيسية أخرى".

"إنها إبادة جماعية"

وشرح المفكر أنه درس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لمدة 42 عامًا، لكنّه ركز على غزة 15 عامًا. وذكّر بما قاله عندما بدأ العدوان على غزة في أكتوبر 2023، "لا تسموها حربًا. إنها ليست حربًا، إنها إبادة جماعية".

وشرح أن الحرب والإبادة الجماعية أمران مختلفان، فهدف الحرب هو هزيمة جيش الطرف الآخر، أمّا في الإبادة الجماعية، فالهدف هو تدمير السكان المدنيين.

وبرأي فينكلستين "يجب تصحيح المصطلحات". ويشير إلى كتاب الدراسة الكلاسيكية عن إبادة اليهود للمؤرخ الأميركي من أصول يهودية راؤول هيلبرغ، والذي سُمّي "تدمير يهود أوروبا".

ويرى أن الأمر نفسه يحدث في غزة ويجب أن يفهم على أنه إبادة وليس حربًا. ويقول: "إن جانب حماس هامشي جدًا مقارنة بما يحدث من دمار في القطاع". ويلفت إلى أن إسرائيل دمّرت 92% من المنازل في غزة، لافتًا إلى أن 1% من الدمار جاء نتيجة استهداف إسرائيل لحماس.

خلل في توازن القوى

ويضيف: "لم يكن من الممكن أن تدور معركة في غزة بسبب الاختلال الكبير في توازن القوى. لا توجد إمكانية لخوض معركة في غزة". ويتابع: "أُلقيت قنابل على غزة في يوم واحد أكثر من العدد الإجمالي للقنابل التي ألقتها الولايات المتحدة على أفغانستان في عام كامل. لذا، في ظل هذه الظروف، لم تكن هناك إمكانية للمقاومة في غزة، لم يكن ذلك ممكنًا ماديًا".

ويؤكد فينكلستين أنه لا يحاول "التقليل من إرادة حماس"، مشيرًا إلى أنها "ليست مسألة إرادة"، بل "مسألة توازن قوى غير موجود واستحالة مادية".

كتب عالم السياسية الأميركي نورمان فينكلستين كتابًا بعنوان "غزة: بحث في استشهادها".
كتب عالم السياسية الأميركي نورمان فينكلستين كتابًا بعنوان "غزة: بحث في استشهادها".

ويلفت إلى أنه منذ 18 مارس/ آذار الماضي وحتى بداية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قُتل 50 جنديًا إسرائيليًا فيما استشهد 12 ألف فلسطيني أي ما نسبته 1 إلى 240. ويقول: "في إفريقيا، كانت هناك نسب مثل هذه خلال الغزو الأوروبي". 

فينكلستين يرفض إدانة هجوم السابع من أكتوبر

فينكلستين أكّد أنه لم يكن ليقبل بإدانة هجوم السابع من أكتوبر، وأضاف: "لم أكن أسعى لاتخاذ موقف متطرف، الأمر ببساطة أنني قضيت 15 عامًا أُركز على ما فُعل بشعب غزة. ومع وضع ذلك في الاعتبار، كان من المستحيل تمامًا أن أدين هؤلاء الناس على ما فعلوه".

وقارن ما حصل في غزة بما حدث خلال ثورات العبيد الدموية في أميركا وأشهرها عام 1831 بقيادة نات تيرنر والتي راح ضحيتها مدنيون. ولفت إلى أن تيرنر لم يعد مدانًا بعد مئة عام من تلك الثورة.

وقال: "كان عبدًا... ولم يكن لديه ماض أو حاضر أو مستقبل، ومن الصعب جدًا إدانة ما يفعله الشخص مع العلم بأنه محكوم عليه". 

ويلحظ فينكلستين أنه منذ عام 1948 حين هُجر الفلسطينيون إلى غزة، كان يُنظر للقطاع على أنه معسكر اعتقال باعتراف مسؤولين أمميين ووكالات أممية.

ففي عام 1955، قال رئيس هيئة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة إيدسون لويس ميلارد بيرنر إن غزة معسكر اعتقال. كما قال مرشح الرئاسة الأميركية لعام 2000، آل غور، الأمر نفسه.

ثم في عام 2004، كان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، غيورا آيلاند، في محادثة مع الأميركيين حول الوضع في قطاع غزة ووصفه بأنه "معسكر اعتقال ضخم".

سؤال مضلل

ويرى فينكلستين أنه انطلاقًا من هذا الواقع والحصار المفروض على القطاع لا يمكنه إدانة ما حدث في السابع من أكتوبر، كما أنه لا يستطيع الإجابة عن سؤال مضلل آخر وهو: "هل كان لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس؟ لأن إسرائيل لم تكن تخوض حرب دفاع عن النفس، بل كانت ترتكب إبادة جماعية".

ولفت إلى تقارير تشير إلى أن إسرائيل تستهدف بشكل منهجي الأطفال في الرأس والصدر. وتساءل: "إذا كنت تخوض حرب دفاع عن النفس ضد حماس، فلماذا تطلق النار على الرؤوس؟"

كما أشار إلى تقارير تتحدث عن "حالات اغتصاب كثيرة للرجال في معسكرات الاحتجاز".

وبحسب الباحث الأميركي، فإن سجل حماس أثناء وجودها في السلطة يشير إلى أنها جربت الدبلوماسية وفشلت، وجربت القانون الدولي وفشل، وجربت المقاومة المدنية السلمية وفشلت. ويتساءل: "ماذا كان يفترض أن تفعل حماس بعد أن جربت كل شيء؟"

كما تطرق المفكر الأميركي إلى جدوى الاعتراف بدولة فلسطين وتحدث عن المجتمع الإسرائيلي وتفوق اليهود بالإضافة إلى موقف اليمين الأميركي من إسرائيل والهجوم على الحرية الأكاديمية بالإضافة إلى ملفات أخرى. 


يمكنكم مشاهدة المقابلة الكاملة للمفكر وعالم السياسة الأميركي نورمان فينكلستين ضمن بودكاست "هامش جاد" والتي عرضت على قناة "العربي تيوب" في الفيديو المرفق 

 

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي