الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

"اتركونا نلعب".. جدل حجاب الرياضيات الفرنسيات إلى الواجهة من جديد 

"اتركونا نلعب".. جدل حجاب الرياضيات الفرنسيات إلى الواجهة من جديد 

Changed

تحقيق لـ"أنا العربي" حول منع ارتداء الحجاب في المسابقات الرياضية بفرنسا (الصورة: تويتر)
عاد الجدل حول الحجاب في الملاعب، بعد تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي لصالح مشروع قانون يحظر ارتداء الحجاب في المنافسات التي تنظمها الاتحادات الرياضية.

فازت اللاعبات المحجبات في فرنسا بجولة في معركتهنّ للمطالبة بالمساواة من خلال لعب مرتديات الحجاب كرة القدم وغيرها من الرياضات، وسط جدل مستمر شارك فيه لاعبو كرة قدم ووزراء فرنسيون.

فقد تمكنت جمعية "المحجبات" في فرنسا أمس الجمعة، من تعليق القرار الذي أصدرته بلدية باريس بمنع مظاهرة لنساء محجبات في ساحة "ليز أنفاليد" بالعاصمة الفرنسية، احتجاجًا على مشروع قانون يمنعهنّ من ممارسة الرياضة وهن مرتديات الحجاب. 

وتقول فوني دياوارا العضو المؤسسة في جمعية "المحجبات" أن "ما يزعجنا هو استبعاد آلاف النساء اللواتي يرتدين ويمارسن رياضة معينة وهي كرة القدم ومرة أخرى يستبعدوننا في حين أن القيم الأساسية لكرة القدم والرياضة هي الاتحاد".

محاولات إخفات أصوات المحجبات

وجاء القرار الأخير بعد منع السلطات الفرنسية اللاعبات المحجبات من التظاهر أمام مبنى البرلمان الفرنسي يوم 9 فبراير/ شباط، بحجة "احتمال وقوع أعمال عنف ومواجهات بين داعمين ورافضين لها"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

بدورها، بررت مديرية الشرطة قرار منع المظاهرة في بيان أصدرته الأربعاء الفائت، تقول فيه إن "هناك انقسامًا كبيرًا داخل المجتمع بين مؤيدي أفكار الإسلام السياسي الذي يدعو النساء لارتداء الحجاب وأنصار الجمهوريين وقيم المساواة بين النساء والرجال".

وتابع بيان شرطة باريس أن التخوف من المضي بهذا التحرك يرجع أيضًا "إلى السياق الانتخابي وخطر الإسلام الراديكالي".

من جهتها، اعتبرت جمعية "محجبات" أن الحجج المقدمّة "لا تستند إلا على التحيز العنصري"، فيما وصفت منظمة العفو الدولية في فرنسا قرار منع المظاهرة بـ"المسيء والتمييزي".

وجاء قرار المحكمة الإدارية يوم 11 فبراير ليعتبر أن منع المظاهرة "أمر غير شرعي" كما أنه "يشكّل انتهاكًا جسيمًا لحرية التظاهر" الذي يكفله الدستور الفرنسي.

كما قضت المحكمة بدفع بلدية باريس تعويضات مالية بقيمة 1000 يورو لصالح جمعية "المحجبات" ولرابطة قوق الإنسان.

دعم رسمي ورياضي للحجاب 

وسبق لهؤلاء الرياضيات المحجبات أن نظمن مطلع هذا الشهر مباراة كرة قدم في حديقة "لوكسمبورغ" قرب مقرّ مجلس الشيوخ الفرنسي، بالإضافة إلى إطلاق عريضة عبر موقع "تشينج" للمطالبة بإلغاء مشروع القانون الذي يمنع ممارسة الرياضة بالحجاب.

واقتربت العريضة من تحقيق هدفها وهو توقيع 75 ألف شخص عليها، حيث جمعت لغاية اليوم أكثر من 61 ألف توقيع.

وتتابع دياوارا: "لا نفهم لماذا يجب حظر الحجاب.. لا يوجد سبب ولا قانون يقول إن الحجاب يتعارض مع القيم الرياضية.. لذلك لا أفهم لماذا يجبروننا على خلعه"، مؤكدةّ أن ارتداء الحجاب هو أمر شخصي وحميمي "وليس هناك حق في أن يطلب أحد منا خلعه".

كذلك، تلقت اللاعبات المحجبات الدعم من مشاهير الرياضة الفرنسية وصل عددهم إلى نحو 50، أبرزهم إريك كانتونا وليليان تورام وأودري تشوميو وكانديس بريفوست وغيرهم.

ووقع نجوم الرياضة الفرنسية بيانًا عبر صحيفة "ليبراسيون" تحت عنوان "اتركوا المحجبات يمارسن كرة القدم".

حتّى أن وزيرة المساواة الفرنسية إليزابيث مورينو انتقدت قرار منع لعب المحجبات، وصرحت يوم الخميس الفائت إن "النساء يملكن الحق في ارتداء الحجاب لممارسة كرة القدم في الملاعب".

المعركة لم تنتهِ بعد

يذكر أن جمعيتي "المحجبات و"تحالف المواطنة"، تقودان حملة منذ سنوات للمطالبة بالسماح للمحجبات بلعب كرة القدم وهو الأمر الذي يحظّره الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بينما يسمح به الفيفا منذ عام 2014.

وعاد الجدل حول الحجاب في الملاعب الفرنسية إلى الواجهة مؤخرًا، بعد تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي في يناير/ كانون الثاني الفائت لصالح مشروع قانون يحظر ارتداء الحجاب في المنافسات التي تنظمها الاتحادات الرياضية، وسيناقش للمرة الثانية يوم 16 فبراير الجاري قبل أن يطرح للمصادقة عليه يوم 24 فبراير في الجمعية الوطنية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية. 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close