الخميس 19 حزيران / يونيو 2025
Close

اتفاق بلا إسرائيل وجولة لترمب تستثني تل أبيب.. هل نشهد مرحلة جديدة؟

اتفاق بلا إسرائيل وجولة لترمب تستثني تل أبيب.. هل نشهد مرحلة جديدة؟

شارك القصة

زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية
وقع ترمب اتفاقيات وشراكات مع السعودية وسيزور قطر والإمارات، لكن جولته الشرق أوسطية لن تشمل زيارة تل أبيب - غيتي
الخط
أثارت زيارة ترمب إلى السعودية العديد من التساؤلات بشأن مستقبل المنطقة، في حين لن تشمل جولة الرئيس الأميركي الشرق أوسطية زيارة تل أبيب.

استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي بدأ جولة في المنطقة تشمل السعودية وقطر والإمارات.

ووقّع الجانبان وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية، وشهدا إعلان مذكرة نوايا بشأن تطوير قدرات القوات المسلحة السعودية، وتوقيع اتفاقيات في مجالات العدل والصحة والفضاء والجمارك والنقل الجوي.

من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن واشنطن والرياض وقعتا اتفاق مبيعات دفاعية بقيمة 142 مليار دولار، مضيفًا أن السعودية ستستثمر 600 مليار دولار في الولايات المتحدة.

وفي حين لن يزور ترمب إسرائيل في جولته الشرق أوسطية، يتزامن وصوله إلى المنطقة مع وصول مبعوثين أميركيين ووفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث خطة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس.

وجاءت هذه الخطوة عقب إفراج حركة حماس عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر في ما وصف ببادرة حسن نية قبيل وصول ترمب للمنطقة.

واللافت في الأمر، أن هذه البادرة أثارت العديد من التساؤلات عن العلاقة بين ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة في ظل ما نقلته تقارير إسرائيلية عن عدم رضا نتنياهو عن مجمل الاتصالات بين الإدارة الأميركية وحماس والتي ساقت إلى "بادرة عيدان".

وفي وقت يتحدث فيه مبعوثو ترمب عن بارقة أمل لإبرام صفقة في غزة، خرج نتنياهو مؤكدًا استمرار الحرب في غزة حتى وإن قبلت إسرائيل بصفقة جزئية.

كما أثار نتنياهو مسألة تهجير الغزيين مجددًا، مؤكدًا أنه يجري مباحثات بشأن دول قد تستضيفهم.

"توافق في الرؤى"

وفي هذا الإطار، يرى رئيس مركز القرن العربي للدراسات سعد بن عمر أن هناك توافقًا في الرؤى بين القيادتين السعودية والأميركية، وهو ما أخرج هذا الكم من الأحداث الكبرى المتسارعة، مشيرًا إلى أن رؤى البلدين تتطابق في البحث عن السلام خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط.

ويضيف بن عمر في حديثه من الرياض إلى التلفزيون العربي أن الرؤية التي يتبناها ترمب تعكس رغبته في البحث أيضًا عن شراكات إستراتيجية وتجارية إلى جانب السلام، لافتًا إلى أن ترمب يواجه معضلة كبيرة تتمثل في الصين ويريد التركيز عليها.

وأردف بن عمر أن ترمب وجد ضالته في المملكة التي تبحث عن شركاء إستراتيجيين وتنمويين من أجل تطبيق رؤية السعودية 2030.

تحوّلات ليست في صالح إسرائيل

بدوره، يقول مدير مركز دراسات الخليج في واشنطن جورجيو كافيير إنه لا شك في أن زيارة ترمب للسعودية ستؤدي إلى تقوية علاقات واشنطن بالرياض، ما قد يدفع بشركات أميركية أكثر للتوجه نحو السعودية، خصوصًا بعد خطاب ترمب اليوم الذي ارتكز على الاستثمار، وفق قوله.

وفي حديثه من واشنطن إلى التلفزيون العربي يعتقد كافيير أن هناك مؤشرات جيوسياسية أيضًا لهذه الزيارة، وتوافقًا أكبر بين البلدين، مضيفًا أن الأنباء التي أعلن عنها ترمب برفع العقوبات على سوريا تعد أمرًا إيجابيًا لمصلحة السعودية.

ويستطرد كافيير حديثه بالقول إن هناك تحولًا في سياسات واشنطن الخارجية همشت فيها دور إسرائيل، وقد أظهرتها إدارة ترمب فيما يتعلق بالإفراج عن عيدان ألكسندر، ووقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن، وقرار ترمب بدخول المفاوضات النووية مع إيران، بالإضافة إلى رفع العقوبات عن سوريا.

مرحلة تحول جديدة

من جانبه يوضح رئيس تحرير موقع عرب 48 رامي منصور أن زيارة ترمب تقرأ في إسرائيل على أن ترمب يقود مرحلة تحول جديدة في الشرق الأوسط، ما يجعل نتنياهو أمام خيارين: إما أن يلحق بركب ترمب، أو الذهاب نحو صدام سريع معه، وهذا يمثل إخفاقًا كبيرًا لإسرائيل مع الولايات المتحدة، على حد تعبيره.

ويؤكد منصور في حديثه إلى التلفزيون العربي من حيفا أن العلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة باتت تتعرض للضرر بسبب سياسات نتنياهو لتعارضها مع رؤية ترمب، موضحًا أن نتنياهو يصر على إبقاء الجبهات في المنطقة مفتوحة، بينما يرغب ترمب في تهدئة الأوضاع والاستقرار والحديث عن استثمارات كبيرة جدًا في الشرق الأوسط.

ويتابع منصور أن ترمب يرى أن هناك تحولات كبيرة قد جرت في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يمكنه استثمارها ليس فقط ماديًا في مواجهة الصين، وإنما عسكريًا أيضًا.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة