السبت 20 أبريل / أبريل 2024

اتفاق على الهدنة في المنطقة.. الكاظمي يلتقي رئيسي في طهران

اتفاق على الهدنة في المنطقة.. الكاظمي يلتقي رئيسي في طهران

Changed

نافذة على "العربي" حول زيارة الكاظمي إلى إيران والسعودية (الصورة: واع)
في رغبة من الطرفين لعودة العلاقات الدبلوماسية لسابق عهدها بين البلدين، دخلت طهران والرياض في مباحثات برعاية بغداد.

وصل رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، إلى العاصمة طهران، اليوم الأحد، بعد يوم من زيارة لمدينة جدة، في مسعى لإحياء المحادثات بين الخصمين الإقليميين، السعودية وإيران والتي احتضنت بغداد جولاتها سابقًا في خطوة يراها الكاظمي من إنجازات حكومته المنتهية ولايتها.

وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، بوصول رئيس الوزراء العراقي إلى طهران يصحبه وفد رفيع المستوى يضم مسؤولين سياسيين واقتصاديين لبحث القضايا الإقليمية والثنائية.

واستقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الكاظمي، اليوم الأحد، في قصر سعد آباد بالعاصمة طهران. وذكر مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه "جرت في القصر مراسم الاستقبال الرسمية للكاظمي".

على ماذا جرى الاتفاق؟

ووصف رئيسي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الكاظمي، زيارة هذا الأخير بأنها تمثل منعطفًا في تطوير العلاقات بين البلدين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

وأضاف رئيسي، أن العلاقة مع العراق ليست علاقة عادية بل عميقة وضاربة في التاريخ تنبع من الثقافة والاعتقاد، وزاد بالقول: "هناك إرادة بين البلدين لتطوير العلاقات في مختلف المجالات".

وأضاف الرئيس الإيراني أنه "في سياق سياستنا لتعزيز العمل مع دول الجوار، نرى أن الشعب العراقي والحكومة العراقية هم الأقرب لنا بين دول الجوار"، مؤكدًا أنه جرى "التباحث حول تعزيز العلاقات التجارية والسياسية والاقتصادية وأكدنا على أهمية تنفيذها".

بدوره، أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الاتفاق مع الرئيس الإيراني، على التهدئة في المنطقة.

وقال الكاظمي: "اتفقنا على دعم الهدنة في اليمن والمنطقة". كما بيّن أنه جرى الاتفاق "على تذليل تحديات الأمن الغذائي في المنطقة، وعلى تعزيز التعاون الثنائي بين العراق وإيران".

وأضاف الكاظمي: "ناقشنا تحديات المنطقة والتعاون المشترك". ومضى قائلًا: "جئنا لبحث العلاقات التاريخية الثقافية والدينية مع الجمهورية الإسلامية".

ولفت الكاظمي خلال حديثه، إلى أنه جرى الاتفاق على تعزيز العلاقات التجارية، وكذلك "وضع برنامج لدعم زيارة الأربعينية".

وزاد الكاظمي بالقول: "في السابق رفعنا التأشيرات في المطارات العراقية وفي الأسابيع الماضية رفعناها ضمن الحدود البرية وضمن حدود معينة".

وسبق أن أكد مسؤول إيراني لرويترز: أن "استئناف المحادثات بين طهران والرياض سيُناقش خلال زيارة الكاظمي لإيران".

وقطعت إيران والسعودية العلاقات بينهما عام 2016، وزادت حدة التوتر بين إيران والسعودية عام 2019 بعد هجوم على منشآت نفطية سعودية قالت الرياض إن إيران مسؤولة عنه، وهو اتهام تنفيه طهران.

وفي رغبة من الطرفين لعودة العلاقات الدبلوماسية لسابق عهدها بين البلدين، دخلت طهران والرياض في مباحثات برعاية بغداد.

وعُقدت الجولة الخامسة من المحادثات السعودية الإيرانية في أبريل/ نيسان الماضي، بعد قيام إيران بتعليق المفاوضات في مارس/ آذار، دون إبداء سبب لذلك.

لكن الإجراء جاء بعد قيام السعودية بتنفيذ الإعدام في 81 رجلًا، في أكبر تنفيذ جماعي للعقوبة منذ عقود، الأمر الذي دفع طهران لإدانة تنفيذ أحكام الإعدام التي قال نشطاء إنها شملت 41 شيعيًا.

 قادم من السعودية

واستبق الكاظمي زيارة طهران، بإجراء محادثات أمس السبت مع ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان في جدة.

واكتفت وكالة الأنباء السعودية، بالتعليق على زيارة الكاظمي، بالقول: إن المحادثات شملت العلاقات بين البلدين وتعزيز الأمن والسلم في المنطقة.

وتحمل جولة الكاظمي لكل من الرياض ملفات عدة، على رأسها تعثر تشكيل الحكومة العراقية بعد انتخابات برلمانية جرت أخيرًا، وقبيل قيام الرئيس الأميركي جو بايدن بزيارة الرياض في منتصف يوليو/ تموز المقبل، حيث من المتوقع أن تشمل المحادثات المخاوف إزاء أمن الخليج الناجمة عن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وشبكة وكلاء طهران في الشرق الأوسط.

ويعيش العراق أزمة سياسية منذ أكثر من 7 أشهر نتيجة خلافات حادة على تشكيل الحكومة الجديدة بين الكتلة الصدرية التي فازت بالمرتبة الأولى بـ73 نائبًا، وأحزاب سياسية ممثلة في ما يعرف باسم الإطار التنسيقي المنافس لها.

كما تأتي زيارة الكاظمي لطهران بينما من المتوقع كسر الجمود المستمر منذ شهور في المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران خلال الأيام المقبلة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي فرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

أبعاد جولة الكاظمي

وفي هذا الإطار، علق مراسل "العربي" ضياء الناصري على جولة الكاظمي بالقول: إنه من المهم الإشارة إلى التوقيت السياسي للزيارة، ولا سيما بعد أكثر من أسبوع على إعلان الكتلة الصدرية الانسحاب وتقديم نوابها استقالتهم من البرلمان العراقي.

وأضاف المراسل، أن الزيارة تأتي في توقيت بدء الحراك بوتيرة عالية لتشكيل الحكومة العراقية، وبخاصة أن هناك زيارات مكوكية يقوم بها بعض القيادات السياسية إلى إيران بعيدًا عن الإعلام من أجل بحث هذا الملف وتسهيل تشكيل الحكومة نظرًا لتأثيرها على القوى السياسية أو تأثر بعض القوى بالقرار الإيراني.

ولفت المراسل، إلى أن من ضمن الأسماء المرشحة للبقاء على كرسي رئاسة الوزراء هو مصطفى الكاظمي لمرحلة قادمة وربما انتقالية.

وختم الناصري بالقول: إن الكاظمي يرى في ترطيب الأجواء بين طهران والرياض إحدى إنجازاته خلال فترة توليه رئاسة الوزراء.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close