الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

اتهمت بتسببها في إبطاء جهود إغاثية.. انتقادات "صفر كوفيد" تتصاعد في الصين

اتهمت بتسببها في إبطاء جهود إغاثية.. انتقادات "صفر كوفيد" تتصاعد في الصين

Changed

نافذة عبر "العربي" على الإغلاق العام الذي تفرضه السلطات الصينية في تشنغتشو لمكافحة كوفيد 19 (الصورة: غيتي)
خلف الانتشار المرعب لفيروس كورونا في الصين انتقادات متصاعدة محليًا ودوليًا، ومع ذلك ردت الحكومة بتشديد قيود الحركة في المدن، بما في ذلك بكين.

أثار حريق سقط فيه قتلى في شينجيانغ بشمال غرب الصين، غضبًا على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن سياسة بكين الصارمة "صفر كوفيد"، التي يرى مستخدمو الإنترنت أنها أدّت إلى إبطاء جهود الإغاثة.

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة، بأن 10 أشخاص لقوا حتفهم فيما جُرح 9 آخرون في حريق اندلع في مبنى سكني في مقاطعة شينجيانغ.

"آليات منعت وصول الإطفاء"

ومنذ أمس الجمعة، تؤكد رسائل متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي في الصين وخارجها أن الحجر الصحي المفروض في المدينة، بسبب جائحة كوفيد-19، عرقل وصول رجال الإطفاء إلى مكان الحادث. وظهرت في مقاطع فيديو مجموعات من الأشخاص، نزلوا إلى شوارع أورومتشي للاحتجاج على هذه القيود.

وقال البعض على شبكة "ويبو" إن آليات كهربائية متوقفة في الطرق، ومتروكة بلا كهرباء خلال فترات الإغلاق الطويلة، منعت وصول سيارات الإطفاء إلى طريق ضيق يؤدي إلى المبنى المحترق.

وأوردت وكالة "فرانس برس"، أن السلطات الصينية - التي تفرض رقابة على المحتوى الحساس سياسيًا على الإنترنت - حذفت على ما يبدو عددًا كبيرًا من المنشورات والوسوم المتعلقة بالحريق، في وقت باكر من صباح السبت.

وكانت شرطة أورومتشي أعلنت الجمعة على موقع "ويبو"، أنها أوقفت امرأة "لنشرها شائعات على الإنترنت" حول عدد ضحايا الحريق.

وكشف تحقيق أولي أن الحريق بدأ من صف من المقابس الكهربائية في غرفة نوم في إحدى الشقق، وفقًا لقناة "سي سي تي في" العامة.

وصرّح لي وين شينغ رئيس فريق الإطفاء بالمدينة الجمعة، بأن محاولات الإنقاذ تعقدت بسبب "نقص في أماكن وقوف الآليات وعدد كبير من السيارات الخاصة المتوقفة على جانبي" الزقاق المؤدي إلى المبنى.

لكن السلطات دحضت بعض المزاعم، التي يتم تداولها على شبكة الإنترنت، بأن أبواب المبنى كانت مغلقة بالأسلاك لمنع السكان من مغادرة المبنى أثناء الحجر.

وتخضع أحياء عدة من أورومتشي، التي يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة، لإغلاق منذ أسابيع. لكن بعد الاحتجاجات التي شهدتها، أعلنت السلطات الصينية السبت أن المدينة "شهدت تراجعًا في انتقال العدوى بسبب الاتصالات الاجتماعية إلى الصفر".

وأكدت أنها ستعيد "نظام الحياة الطبيعية للسكان في المناطق المنخفضة الخطورة بطريقة تدريجية ومنظمة".

تأثيرات سلبية على الاقتصاد

وتشهد الصين انتقادات واحتجاجات متصاعدة ضد سياسة "صفر كوفيد"، فيما تسجل انتشارًا غير مسبوق لفيروس كورونا.

وتحدثت اللجنة الصحية عن 34909 إصابات جديدة بفيروس كورونا اليوم السبت، معظمها من دون أعراض.

وكان الانتشار المرعب للفيروس قد خلّف انتقادات متصاعدة محليًا ودوليًا، ومع ذلك ردت الحكومة بتشديد قيود الحركة في المدن، بما في ذلك بكين وشانغهاي وقوانغتشو، وأمرت بإجراء اختبارات جماعية، بحسب صحيفة "الغارديان".

أما في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان بوسط البلاد، فقد أعلنت السلطات إغلاقًا لمدة 5 أيام لنحو 6 ملايين شخص. ووقعت اشتباكات نادرة في مصنع "فوكسكون" لأجهزة الآيفون بين الشرطة والعاملين المحتجين لمدة يومين، بسبب عمليات الإغلاق الصارمة والظروف السيئة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن بعض المصادر أن أكثر من 20 ألف موظف اختاروا تلقي تعويضات الإقالة التي كانت معروضة واستقالوا من المصنع، الذي يُنتج 70% من أجهزة الآيفون على مستوى العالم.

وبحسب شبكة "سي أن أن"، أشارت تقارير إلى أن سياسة "صفر كوفيد" الصارمة التي تنتهجها الصين "تثبت فشلها"، حيث تترك تأثيراتها السلبية الكبيرة على الاقتصاد وتُصيب المواطنين بالإحباط.

وتأتي الإجراءات بعد أقل من أسبوعين من تعهد بكين بتنفيذ قواعد أكثر مرونة لتقليل تعطيل الحياة اليومية وتقصير فترات الحجر الصحي للمسافرين القادمين إلى البلاد.

إلى ذلك، قال صندوق النقد الدولي إن الفجوات المستمرة في اللقاحات جعلت الصين عرضة لمتغيّر أوميكرون الأكثر عدوى، وإن سياسة الصحة العامة المنتهجة تؤثر على الاستهلاك والاستثمار الخاص.

ووصف الصندوق هذه السياسة بأنها "غير مستدامة"، داعيًا إلى تعزيز وتيرة التطعيمات والحفاظ عليها عند مستوى عالٍ.

كما أشارت تقارير إلى أن فشل سياسة "صفر كوفيد" مردّه إلى اللقاحات ذات الفعالية المتوسطة وغير الفعالة ضد متحوّر أوميكرون، وفق ما أوردته صحيقة "التايمز". 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close