أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، اليوم الإثنين، أن بلاده قررت إغلاق قنصلية روسية على خلفية "عملية تخريب"، بعدما اتهمت السلطات موسكو بالوقوف وراء حريق دمّر مركزًا للتسوق في وارسو العام الماضي.
وقال سيكورسكي على منصة إكس: "نتيجة أدلة على أن أجهزة المخابرات الروسية هي التي نفذت عملية التخريب المشينة ضد مركز ماريفيلسكا للتسوق، قررتُ سحب تصريحي الممنوح لأنشطة القنصلية الروسية في كراكوف".
ومنذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، تقول بولندا الحليفة الوثيقة لكييف إنها تتعرّض لمحاولات تخريبية من تدبير روسيا.
"الرد بشكل مناسب"
وفي مايو من العام الماضي، دمّر حريق مركزًا في العاصمة البولندية يضمّ 1400 متجر صغير مملوكة بأغلبيتها من أعضاء من الجالية الفيتنامية.
والأحد، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عبر إكس: "نعلم الآن على وجه اليقين أن الحريق الكبير في متجر ماريفيلسكا التجاري في وارسو مردّه عملية إجرامية من تدبير الخدمات الروسية الخاصة".
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، أوقفت بولندا وأدانت عدّة أشخاص على خلفية عمليات تخريب لحساب الاستخبارات الروسية متّهمين بالتسبب بأعمال عنف وحرائق إجرامية.
وتعهّدت روسيا من جهتها "الرد بشكل مناسب" على بولندا، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية وكالة "ريا نوفوستي" الرسمية الإثنين.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن "وارسو تواصل تقويض العلاقات عمدًا، إذ تتصرف بشكل يتعارض مع مصالح مواطنيها"، مضيفة أنه سيتمّ "قريبًا اتخاذ رد مناسب على هذه الخطوات غير المناسبة".
الضغوطات على موسكو
وتأتي خطوة وارسو في ظل الضغوطات التي تفرضها أوروبا على موسكو للقبول بوقف إطلاق النار مع حلول نهاية اليوم، حيث قال متحدث باسم الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي إن دولا أوروبية تتأهب لفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تطبق وقفا لإطلاق النار في أوكرانيا بحلول نهاية اليوم الإثنين.
وأضاف: "الوقت ينفد، لا يزال أمامنا 12 ساعة حتى نهاية اليوم.. وإذا لم يطبق وقف إطلاق النار بحلول ذلك الوقت، فإن الجانب الأوروبي (سيبدأ) الاستعدادات لفرض عقوبات".
وطالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بوقف لإطلاق النار لمدة 30 يومًا اعتبارًا من اليوم الإثنين، فيما شبَه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطالب وقف إطلاق النار "بالمُهل النهائية"، واقترح في المقابل إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا لإنهاء الحرب يوم الخميس، وهي المبادرة التي تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
واستغل زيلينسكي مطلب روسيا، وأكد عزمه لقاء نظيره الروسي في اسطنبول يوم الخميس، فيما لم يتضح حتى الآن ما اذا كان الرئيس الأوكراني يشترط على روسيا أن توافق مسبقًا على هدنة قبل أن يتوجه إلى اسطنبول.