أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي أن البيت الأبيض يعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لكنه "لم يصل إلى ذلك بعد".
يأتي هذا في حين قالت مصادر مصرية للتلفزيون العربي إن اجتماعين متوازيين يجريان حاليًا في العاصمة القاهرة بمشاركة حركاتِ المقاومة الفلسطينية مع مسؤولين من جهاز المخابرات المصرية.
وأشارت المصادر إلى أنه تم تقسيم وفد كل حركة إلى فريقين، أحدهما يناقش ورقة حركة فتح بشأن ترتيبات اليوم التالي لإنهاء الحرب في غزة، وتشكيلِ لجنة الإسناد المجتمعي التي من المقترح أن تتولى إدارة القطاع بعد انتهاء الحرب، فيما يشارك القسم الثاني في مباحثات بشأن المقترح المصري لوقف إطلاق النار.
دمج مقترحي القاهرة وبايدن
وكشفت المصادر للتلفزيون العربي أن الاقتراح الذي يجري التفاوض بشأنه، يدمج المقترح المصري مع مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن والذي تعتقد حماس أنه يحتوي على نقاط إيجابية يمكن البناء عليها، ودمجها لضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع والوقف الشامل للحرب.
كما أكدت المصادر أن القاهرة تناقش مع حركتي فتح وحماس تشكيل لجنة لإدارة معبر رفح من الجانب الفلسطيني، تزامنًا مع تلقيها مؤشرات إيجابية من إسرائيل خلال الأيام الماضية فيما يتعلق بالمعبر ومحور صلاح الدين.
في هذه الأثناء، لفت مستشار الأمن القومي الأميركي إلى أن البيت الأبيض يعمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين لكنه "لم يصل إلى ذلك بعد"، رغم الأجواء الإيجابية بعد الهدنة في لبنان.
وقال جيك سوليفان: "نحن نبذل جهودًا حثيثة لمحاولة تحقيق ذلك. إننا منخرطون بشكل كبير مع الفاعلين الرئيسيين في المنطقة، وهناك عمل يُبذل حتى اليوم"، وفق تصريحات نشرتها شبكة "إن بي سي".
وأضاف: "ستكون هناك محادثات ومشاورات أخرى، ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكننا لم نصل إلى ذلك بعد".
وقال سوليفان لشبكة "سي بي إس" إن بايدن "قال إن (اتفاق لبنان) فرصة حقيقية لتحقيق وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن في غزة"، مؤكدًا أن الرئيس تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي "قال له إنه يتفق معه، وإن الوقت مناسب".
وأضاف: "إذا تمكن العالم من الاجتماع معًا للضغط على حماس، فيمكننا أخيرًا تحقيق انفراجة، والتوصل إلى اتفاق".
من جهته، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر من القدس أن هناك "مؤشرات" على إحراز تقدم يمكن أن يفضي إلى اتفاق.
وأضاف ساعر خلال مؤتمر صحافي: "ما يمكنني قوله هو أن هناك مؤشرات على إمكان رؤية درجة أكبر من الليونة من جانب حماس بسبب الظروف، وبينها اتفاق لبنان"، وأكد أن لدى الحكومة الإسرائيلية "نية للتقدم في هذا الموضوع".
مفاوضات وراء الكواليس
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ رأى أن "هناك مفاوضات تجري من وراء الكواليس لإعادة الأسرى من قطاع غزة".
جاء ذلك خلال لقاء هرتسوغ مع عائلة الأسير عيدان ألكسندر الذي نشرت حماس السبت مقطعًا مصورًا له، يناشد نتنياهو التوصل إلى صفقة لإعادته مع باقي الأسرى، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم".
وقال هرتسوغ: "الآن بعد لبنان، حان الوقت للتوصل إلى صفقة وإعادة الأسرى إلى وطنهم"، وأضاف أن "هناك مفاوضات مع عدو مرير وقاس هدفه الأساسي في المقطع المصور هو تثبيط عزيمتنا جميعًا. وعلى العكس من ذلك، أعتقد أن هذا الفيديو أعطانا الكثير من القوة".
ومضى هرتسوغ قائلا: "ندائي إلى العالم أجمع وإلى قيادة دولة إسرائيل وإلى جميع الوسطاء - الآن هو الوقت المناسب، نريد أن نرى عيدان وجميع الأسرى في منازلهم في أقرب وقت ممكن، حان الوقت للقيام بذلك".
وكشف الرئيس الإسرائيلي أن "هناك مفاوضات خلف الكواليس، وأن الأمر ممكن".
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس"، جراء إصرار نتنياهو على "استمرار السيطرة على محور صلاح الدين الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع)".
وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير محتجزين بقطاع غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من الأسرى بغارات إسرائيلية عشوائية.