الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

احتجاجات إيران.. حجب شبكات التواصل الاجتماعي وعقوبات أميركية

احتجاجات إيران.. حجب شبكات التواصل الاجتماعي وعقوبات أميركية

Changed

نافذة إخبارية ترصد الاحتجاجات العنيفة في إيران والمظاهرات العالمية المتضامنة تنديدًا بوفاة مهسا أميني (الصورة: غيتي)
أعلنت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على شرطة الأخلاق الإيرانية ومسؤولين أمنيين لممارستهم "العنف بحق المتظاهرين".

حجبت السلطات الإيرانية الوصول إلى تطبيقي إنستغرام وواتساب اليوم الخميس، بعد ستة أيام من الاحتجاجات على وفاة شابة أوقفتها شرطة الأخلاق وقتل فيها 17 شخصًا على الأقل بحسب وسيلة إعلام رسمية، فيما أعلنت واشنطن عن فرض عقوبات على هذه الوحدة من الشرطة.

لكن الحصيلة قد تكون أعلى، إذ أعلنت منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية المعارضة في أوسلو أن 31 شخصًا قتلوا في التظاهرات.

وقد أثارت وفاة مهسا أميني البالغة 22 عامًا، إدانة شديدة في جميع أنحاء العالم حيث نددت المنظمات غير الحكومية الدولية بقمع "وحشي" للتظاهرات. ومن على منبر الأمم المتحدة الأربعاء، عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن عن تضامنه مع "نساء إيران الشجاعات". 

عقوبات أميركية

وقد أعلنت واشنطن الخميس فرض عقوبات اقتصادية على شرطة الأخلاق الإيرانية والعديد من المسؤولين الأمنيين لممارستهم "العنف بحق المتظاهرين" وكذلك على خلفية وفاة الشابة أميني.

وأعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بيان أن هذه العقوبات تستهدف "شرطة الأخلاق الإيرانية وكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين المسؤولين عن هذا القمع" و"تثبت الالتزام الواضح لإدارة بايدن-هاريس لجهة الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق النساء في إيران والعالم". 

وقد أوقفت الشابة المتحدرة من محافظة كردستان بشمال غرب إيران، في 13 سبتمبر/ أيلول في طهران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ارتداء "ملابس غير محتشمة". وتوفيت في 16 سبتمبر في المستشفى.

ويزعم ناشطون، أنها تلقت ضربة قاتلة على رأسها، لكنّ المسؤولين الإيرانيين نفوا ذلك وأعلنوا عن تحقيق.

مظاهرات في 15 مدينة

وبعد الإعلان عن وفاتها، اندلعت المظاهرات التي شملت منذ ذلك الحين 15 مدينة وصولًا إلى مدينة قم المقدسة في جنوب غربي طهران مسقط رأس المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

ومنذ اندلاع المظاهرات في إيران، سقط 17 قتيلًا بينهم متظاهرون وشرطيون، بحسب آخر حصيلة نشرها التلفزيون الرسمي.

ومن جهته، قال مدير منظمة "إيران هيومن رايتس" محمود أميري في بيان: "إن الشعب الإيراني نزل إلى الشارع للنضال من أجل حقوقه الأساسية وكرامته الإنسانية والحكومة ترد على هذه التظاهرات السلمية بالرصاص".

وأكدت المنظمة حدوث مظاهرات في أكثر من 30 مدينة، مبدية قلقها حيال "الاعتقالات الجماعية" لمتظاهرين ونشطاء من المجتمع المدني.

حرب إعلامية

ونفى المسؤولون الإيرانيون أي ضلوع لهم في سقوط متظاهرين. وندد الحرس الثوري الإيراني الخميس "بحرب إعلامية واسعة"، مؤكدًا أنها "مؤامرة مصيرها الفشل".

لكن منظمات غير حكومية دولية أخرى مثل منظمة العفو الدولية نددت بحصول "قمع وحشي" و"الاستخدام غير القانوني لطلقات معدنية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والعصي لتفريق المتظاهرين". 

واعتبرت برلين أن قمع "النساء الشجاعات" في إيران هو "تعرض للإنسانية".

قطع التواصل

وقد تباطأت الاتصالات منذ بدء التحركات الاحتجاجية ومنعت السلطات بعد ذلك الوصول إلى إنستغرام وواتساب.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" بأنه "بقرار من مسؤولين، لم يعد من الممكن الوصول في إيران إلى إنستغرام منذ مساء الأربعاء وتعطل الوصول إلى واتساب".

وأوضحت الوكالة أن هذا الاجراء اتخذ بسبب "أعمال نفذها مناهضو الثورة ضد الأمن القومي عبر شبكات التواصل الاجتماعي هذه".

وكان إنستغرام وواتساب التطبيقين الأكثر استخدامًا في إيران منذ حجب منصات مثل يوتيوب وفيسبوك وتلغرام وتويتر وتيك توك في السنوات الماضية. كما يخضع استخدام الإنترنت لقيود من قبل السلطات.

وقال خبراء حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة إنّ هذا الحجب "يأتي عمومًا ضمن جهود تهدف إلى خنق حرية التعبير والحد من التظاهرات". 

مظاهرات إيران-غيتي
مظاهرات إيران-غيتي

وخلال المظاهرات في عدة محافظات إيرانية، تواجه متظاهرون مع قوات الأمن وأحرقوا آليات للشرطة ورددوا هتافات مناهضة للسلطة بحسب وسائل إعلام وناشطين. وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع وأوقفت عددًا غير محدد من الأشخاص بحسب وسائل إعلام إيرانية. وأظهرت صور متظاهرين يتصدون لقوات الأمن.

مظاهرة مؤيدة للحجاب 

وبدعوة من منظمة حكومية، ستنظم مظاهرات دعمًا لوضع الحجاب في مختلف أنحاء إيران يوم الجمعة لا سيّما أمام جامعة طهران بعد صلاة الجمعة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وقالت الوكالة: "هذه التظاهرات تهدف إلى إدانة الأعمال غير اللائقة من بعض المرتزقة الذين أحرقوا مساجد والعلم المقدس الإيراني ودنسوا حجاب النساء ودمروا أملاكًا عامة ومسوا بالأمن".

وتعد مظاهرات الأيام الماضية الأكبر في إيران منذ مظاهرات نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 التي اندلعت إثر رفع أسعار الوقود في أوج أزمة اقتصادية. وامتدت حركة الاحتجاج إلى نحو مئة مدينة وتم قمعها بقوة. وبلغت الحصيلة الرسمية 230 قتيلًا وأكثر من 300، بحسب منظمة العفو الدولية.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close