الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

احتجاجات إيران.. واشنطن توفر الإنترنت ودعوات أممية لضبط النفس

احتجاجات إيران.. واشنطن توفر الإنترنت ودعوات أممية لضبط النفس

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تتناول تصاعد الاحتجاجات في إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني (الصورة: غيتي)
وصلت أصداء الاحتجاجات التي اندلعت في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني إلى أروقة دول العالم والأمم المتحدة التي حثت على تجنب مزيد من التصعيد.

على وقع احتجاجات كبرى تشهدها إيران، ناشدت الأمم المتحدة أمس الجمعة، الإيرانيين "ضبط النفس" لتجنب مزيد من التصعيد، داعية قوات الأمن إلى الامتناع عن استخدام "القوة غير الضرورية وغير المتناسبة" بحق المتظاهرين، وذلك في مؤتمر صحفي عقده ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.

وأعرب دوجاريك عن "قلق الأمم المتحدة بشأن التقارير التي تفيد بأن الاحتجاجات السلمية في إيران قوبلت بالاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتلى وجرحى".

وأضاف: "ندعو قوات الأمن إلى الامتناع عن استخدام القوة غير الضرورية وغير المتناسبة، ونناشد الجميع ممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد"، داعيًا السلطات الإيرانية "إلى احترام حقوق وحرية التعبير والتجمّع السلمي وتكوين الجمعيات، واحترام حقوق المرأة".

كما دعا السلطات الإيرانية إلى "اتخاذ مزيد من الخطوات للقضاء على أشكال التمييز ضد النساء والفتيات... وتنفيذ إجراءات فعّالة لحمايتهن من انتهاكات حقوق الإنسان الأخرى، وفق المعايير الدولية".

وفي 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، اندلعت احتجاجات في مدن إيرانية عدة، إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عامًا) بعد ثلاثة أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء، بسبب ارتدائها "ملابس غير ملائمة"، قبل أن تدخل في غيبوبة وتتوفى لاحقًا.

وأثارت وفاة الشابة غضبًا شعبيًا واسع النطاق، وسط روايات متضارية عن أسباب وفاتها، في وقت أكد فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس فتح تحقيق في الحادثة.

وتتضارب الإحصاءات بشأن أعداد القتلى والمصابين والموقوفين في الأحداث الأخيرة. وكانت منظمات غير حكومة قد أشارت إلى أن عدد القتلى ارتفع إلى 50. وتخلّلت الاحتجاجات مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، وأحرق المتظاهرون آليات للشرطة وألقوا الحجارة باتجاهه. 

وخرجت مؤخرًا مسيرات مضادة لـ "وأد الفتنة ووقف أعمال التخريب وإهانة المقدسات"، كما وصفتها منظمة الدعاية الإسلامية التي دعت لهذه التظاهرة.

واشنطن توفر الإنترنت للإيرانيين

 وفي وقت تشهد فيه شبكة الإنترنت في كل أنحاء البلاد اضطرابات وانقطاعات، لا سيما بالنسبة لتطبيقي واتساب وإنستغرام، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة، توجيهات لتوسيع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين على الرغم من العقوبات الأميركية على البلاد.

وقال مسؤولون إن: هذه الخطوة ستساعد الإيرانيين في الوصول إلى الأدوات التي يمكن استخدامها، لتفادي رقابة الدولة، ولكنها لن تمنع طهران تمامًا من استخدام أدوات الاتصال لقمع المعارضة، كما فعلت بمنع الوصول إلى الإنترنت لمعظم المواطنين يوم الأربعاء.

وقال نائب وزير الخزانة الأميركية والي أدييمو: "في الوقت الذي ينزل فيه الإيرانيون الشجعان إلى الشوارع للاحتجاج على وفاة مهسا أميني، تُضاعف الولايات المتحدة دعمها لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني".

وأضاف: "من خلال هذه التغييرات، نحن نساعد الشعب الإيراني على أن يكون أفضل استعدادًا لمواجهة جهود الحكومة لمراقبتهم والرقابة عليهم"، مشددًا على أن واشنطن ستواصل إصدار التوجيهات في الأسابيع المقبلة.

والخميس، قال مرصد "نتبلوكس" لمراقبة انقطاعات الإنترنت، إنه تم تسجيل تعطل جديد للإنترنت عبر الهاتف المحمول في إيران، حيث يتم تقييد الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المحتويات بشدة.

وأفاد المرصد بحدوث انقطاع "شبه كامل" في الاتصال بالإنترنت في عاصمة المنطقة الكردية يوم الإثنين، وربط ذلك بالاحتجاجات.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن: واشنطن قدمت منذ فترة طويلة بعض الاستثناءات المتعلقة بالإنترنت من عقوباتها على إيران، لكن التوجيهات بخصوص الرخصة العامة اليوم الجمعة تسعى إلى تحديثها.

وأضافت أن ذلك يشمل منصات وسائل التواصل الاجتماعي والمؤتمرات المرئية في فئات البرامج والخدمات التي تغطيها، ويمنح تصاريح إضافية للخدمات التي تدعم أدوات الاتصال لمساعدة الإيرانيين العاديين في "مقاومة الرقابة القمعية على الإنترنت وأدوات المراقبة التي ينشرها النظام الإيراني".

وردًا على سؤال حول الكيفية التي ستساعد بها الرخصة الموسعة الإيرانيين، إذا منعت حكومتهم الوصول إلى الإنترنت مرة أخرى، قال مسؤول بوزارة الخارجية للصحفيين إن: الحكومة الإيرانية ستظل لديها "أدوات لقمع الاتصال".

وأشار المسؤول إلى أن الترخيص الجديد "يسهل على الشعب الإيراني مواجهة بعض تلك الأدوات القمعية".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close