استخدم الأمن السوداني اليوم الخميس الغاز المسيل للدموع وسيلة لتفريق آلاف السودانيين الذين خرجوا إلى شوارع الخرطوم تكريمًا لمقتل العشرات في عملية قمع المحتجين على حكم العسكر.
ووفق وكالة "فرانس برس" فقد أطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع أيضًا في أم درمان شمالي غرب العاصمة الخرطوم.
رفض "السلطة العسكرية"
كما شهدت أحياء بري والمنشية والرياض والطائف والجريف وسوبا والمجاهدين والمعمورة تجمع للمتظاهرين الذين ينادون بعودة "الحكم المدني الديمقراطي" إلى البلاد.
وتوجه المتظاهرون إلى النقطة الرئيسة للمظاهرة في "الستين" أكبر شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، حيث حمل هؤلاء أعلام السودان ورددوا هتافات مناوئة لما وصفوه بـ"الحكم العسكري".
ويشهد السودان احتجاجات شعبية متواصلة تتخللها اضطرابات وعنف منذ أن نفذ قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان انقلابًا عسكريًا في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أطاح خلاله بالمدنيين من السلطة.
ويواجه الانقلاب العسكري موجة تنديد واسعة داخلية وخارجية، حيث تؤكد لجنة الأطباء المركزية التي تشكل مجموعة أساسية في معارضة العسكر أن 72 متظاهرًا قتلوا في الاحتجاجات العديد منهم بالرصاص منذ بداية الانقلاب.
احتجاجات القضاة وشركات نفطية
وبحسب وكالة "فرانس برس" فقد اختار العشرات من المتظاهرين الاحتجاج أمام ممثلية الأمم المتحدة في الخرطوم رافعين لافتات كتب عليها "لا للحلول القادمة من الخارج" في رد على مبادرة الحوار التي دعت إليها الأمم المتحدة ويرفضها الشارع مطالبًا بتسليم السلطة للمدنيين.
كما نشرت قوى الحرية والتغيير عبر حسابها على فيسبوك صورًا قالت إنها لوقفات احتجاجية نفذها عاملون في شركتي "بترو إنرجي" و"بابكو" ومصفاة "الجيلي" شمالي الخرطوم رفضًا للانتهاكات ضد المتظاهرين السلميين ودعمًا للتحول المدني الديمقراطي.
إضافة إلى ذلك، نفذت مجموعة من القضاة وقفة احتجاجية، أمام مقر رئاسة الجهاز القضائي في الخرطوم، رفضًا للانتهاكات بحق المتظاهرين السلميين، وللمطالبة بالحكم المدني الكامل.
تنديد بانتهاكات الأمن
ونشرت لجنة أطباء السودان اليوم الخميس، صورًا قالت إنها لوقفة احتجاجية نفذتها كوادر طبية في ولاية شمال دارفور غربي البلاد، تنديدًا باقتحام مستشفيات، ودعمًا للإضراب السياسي والعصيان المدني.
لجـنة أطبـاء السودان المركـزية صور: الوقفة الاحتجاجية للكوادر الطبية بشمال دارفور رفضاً للانقلاب واستنكارا لمجزرة 17 يناير واقتحام المستشفيات ودعماً للإضراب السياسي والعصيان المدني#الردة_مستحيلة#لاتفاوض_لاشراكة_لاشرعية إعلام اللجنة 20 ينــاير 2022 pic.twitter.com/HCFXmiNWrV
— لجنة أطباء السودان المركزية-CCSD (@SD_DOCTORS) January 20, 2022
ومنذ الأربعاء، تشهد الخرطوم عصيانًا مدنيًا دعت إليه كيانات بينها قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين السودانيين ولجان المقاومة.
ويرفض المتظاهرون الإجراءات التي فرضها قائد الجيش منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ويتهم هؤلاء العسكر بالانقلاب على مرحلة انتقالية بدأت في أغسطس/ آب عام 2019 وكان يفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024 ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاقًا للسلام عام 2020.