السبت 5 أكتوبر / October 2024

احتجاجات فرنسا متواصلة.. اعتداء على منزل رئيس بلدية وتوقيفات جديدة

احتجاجات فرنسا متواصلة.. اعتداء على منزل رئيس بلدية وتوقيفات جديدة

شارك القصة

تقرير إخباري لـ"العربي" عن مواجهة الحكومة الفرنسية للاحتجاجات (الصورة: غيتي)
رصدت فرنسا خلية أزمة وغرفة عمليات في وزارة الداخلية لمتابعة تداعيات المواجهات بين الشرطة وشبان الضواحي منذ مقتل الشاب نائل.

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف 719 شخصًا، ليل السبت الأحد، في حصيلة غير نهائية لخامس ليلة من الاحتجاجات وأعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل شاب من أصول عربية برصاص شرطي.

وأفادت الوزارة عن إصابة 45 عنصرًا من الشرطة والدرك بجروح، وإضرام النيران في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقًا على طرق عامة.

وكانت الداخلية أشارت في حصيلة أولية إلى توقيف 486 شخصًا، بينما اعتبر الوزير جيرالد درامانان أن الليلة الماضية كانت "أكثر هدوءًا" من سابقاتها.

"محاولة اغتيال"

وصباح الأحد، قال رئيس بلدية لاي-لي-روز جنوب باريس فنسان جانبران إن "مشاغبين" اقتحموا فجرًا بسيارة منزله أثناء وجود زوجته وولديه فيه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه.

وأوضح على تويتر أن ما جرى "محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف"، بينما كان هو موجودًا في بلدية البلدة التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة.

وأشار مقربون من المسؤول لوكالة "فرانس برس" إلى أن زوجته أصيبت بجروح في ركبتها، بينما تعرض أحد ولديه لإصابة طفيفة.

وتمّ الإبلاغ عن عدد محدود من الحوادث ليل السبت الأحد في مدينتي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة.

تشييع الشاب نائل

وفي أجواء من الحزن والغضب، ودعت مدينة نانتير، يوم أمس، الشاب نائل (17 عامًا) الذي قتل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة في أثناء عملية تدقيق مروري يوم الثلاثاء، قبل أن توجه إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عامًا تهمة القتل العمد.

وفجر مقتل الشاب اليافع موجة من الغضب والانفلات الأمني، حيث تحول عدد من المدن الفرنسية إلى مسرح للمواجهات بين القوات الأمنية وشبان الضواحي.

وقال محمد فكاريني، المقرب من عائلة الشاب نائل، خلال حديث إلى "العربي": "أعرف نائل، كما أعرف والدته الطيبة، والأمر يتعلق بطفل يتيم. إن ما حدث فعل خطير ويتجاوز كل القوانين، إذ لا يمكن قتل شاب مراهق في مخالفة مرورية، وبعيدًا عن العدالة والقضاء".

وشيّع جثمان الشاب مئات الأشخاص السبت من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية.

مقر العمليات الأمنية

وتابع مقر العمليات في وزارة الداخلية، كل صغيرة وكبيرة لإحباط كل الهجمات المنظمة والعشوائية لشباب الضواحي، وذلك بتوظيف أكثر من ألف كاميرا مراقبة في مدينة باريس، فضلًا عن تعزيز وحدات الشرطة في أنحاء البلاد كافة.

وكان درامانان أكد أمس أن وزارة الداخلية نشرت 45 ألف عنصر من الشرطة، مع تزويدهم بوسائل ومعدات مهمة، بالإضافة إلى مروحيات. 

من جهته، أفاد وزير الاقتصاد الفرنسي خلال مؤتمر صحفي بأن ما لا يقل عن عشرة مراكز للتسوق، تعرضت للهجوم والنهب.

وأضاف برونو لومير: "لقد تعرضت كذلك أكثر من 200 سلسلة لمتاجر البيع بالتجزئة للهجوم والتخريب، وأحرق نحو 15 منها بشكل كامل".

وخلفت الحرائق وأعمال التخريب، خسائر مادية كبيرة، لا تزال قيد الجرد والإحصاء، فيما تخشى السلطات الفرنسية أن يستمر مسلسل العنف، الأمر الذي من ِشأنه أن يثقل كاهل الاقتصاد المحلي. 

وفي سياق التدابير التي اتخذتها خلية الأزمة، التي ترأسها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تم تثبيت أجهزة رقابة على محتويات شبكات التواصل الاجتماعي لتتبع ناشري الأخبار الكاذبة، أو المحتويات المعادية للشرطة، والحسابات التي تقف وراء تنظيم الهجمات، ونشر الشغب.

وأرجأ ماكرون زيارة دولة كانت مقررة إلى ألمانيا اليوم الأحد للتصدي لأسوأ أزمة تواجه حكمه منذ احتجاجات "السترات الصفراء" التي أصابت فرنسا بالشلل في أواخر عام 2018.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close