الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

احتجاجات متواصلة في إيران.. توقيف ناشطين وخروج تظاهرات دعمًا للحجاب

احتجاجات متواصلة في إيران.. توقيف ناشطين وخروج تظاهرات دعمًا للحجاب

Changed

نافذة على "العربي" حول تطورات الاحتجاجات في إيران لليوم السابع على التوالي (الصورة: غيتي)
أوقفت القوى الأمنية الإيرانية ناشطين بارزين في المجتمع المدني وصحافيًا لعب دورًا أساسيًا في كشف قضية وفاة الشابة أميني.

تجددت التظاهرات الحاشدة، اليوم الجمعة، في مناطق إيرانية عدة دعمًا للحجاب، بعد سبعة أيام من احتجاجات غاضبة تخللتها مواجهات ردًا على وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها على يد شرطة الآداب بسبب "لباسها غير المحتشم".

ودعا المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية المكلّف بتنظيم التظاهرات الرسمية في إيران إلى هذه التظاهرات المؤيدة للحكومة.

تظاهرات داعمة للحجاب

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي صورًا من طهران وتبريز وقم وحمدان وأصفهان والأهواز وغيرها بدت فيها أعداد ضخمة من المتظاهرين تسير في الشوارع، وقد حمل كثيرون منهم أعلامًا إيرانية وصور مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

وشوهد في بعض المسيرات رجال يتقدمون إلى جانب بعضهم، بينما النساء اللواتي ارتدين "التشادور" بمعظمهن يسرن مع بعضهن.

وأشاد المتظاهرون في وسط طهران الذين انطلقوا في مسيرتهم بعد صلاة الجمعة بالقوى الأمنية المستهدفة من المتظاهرين، وفق قولهم.

وقال الإمام سيد أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في مسجد جامعة طهران: "أطلب بحزم من السلطة القضائية التحرك بسرعة ضد المشاغبين الذين يعنفون الناس ويضرمون النار في الممتلكات العامة ويحرقون القرآن". وأضاف: "عاقبوا هؤلاء المجرمين بسلاح القانون".

تظاهرات مؤيدة للسلطات تجوب شوارع إيرانية دعمًا للحجاب - الأناضول
تظاهرات مؤيدة للسلطات تجوب شوارع إيرانية دعمًا للحجاب - الأناضول

ورفع المتظاهرون لافتات شكروا فيها قوات الأمن "العمود الفقري للبلاد"، وحملوا على النساء اللواتي أحرقن حجابهن خلال تظاهرات احتجاجية في الأيام الماضية. وهتفوا "الدعوة إلى إلغاء الحجاب تنفيذ لسياسة الأميركيين".

ونظم الإيرانيون مظاهرات في مختلف أنحاء البلاد احتجاجًا على وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في ظروف لم تتضح بعد اعتقالها، في 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، والمتحدرة من محافظة كردستان شمال غرب إيران.

وكانت الشابة الإيرانية أوقفت بسبب ارتدائها "لباسًا غير محتشم"، بينما قال ناشطون إنها تلقت ضربة على رأسها، لكن السلطات الإيرانية نفت ذلك، وقالت إنها فتحت تحقيقًا في الحادثة.

وإثر ذلك، أضرم محتجون في طهران ومدن أخرى النيران في مراكز شرطة ومركبات تابعة لها، في غياب أي مؤشرات على تراجع حدة الغضب بشأن وفاة أميني بعد ثلاثة أيام على توقيفها.

وأظهرت أشرطة فيديو، جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي نساء في التجمعات يخلعن الحجاب، وألقت بعضهن حجابهن في النار، كما تخللت التظاهرات مواجهات مع قوى الأمن.

وقال الإعلام الرسمي الإيراني، إن 17 قتيلًا بينهم عناصر أمن قتلوا في المواجهات، بينما ذكرت منظمة غير حكومية أن العدد هو 36.

وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" من طهران حسام ذياب، إن مظاهرات اليوم في العاصمة اختارت أن تخرج من أمام جامعة طهران متجهة نحو الميادين الرئيسية بالعاصمة.

وأضاف المراسل، إنه "بالمقابل خرجت مسيرات مؤيدة للإجراءات الحكومية، وتدعو للوقف بوجه المخلين بأمن البلاد وإحداث الفتنة في إيران".

وأشار المراسل، إلى أنه "منذ نحو أربعة أشهر بدأت وسائل إعلام معارضة خارج إيران تركز على الحجاب وتنتقد دوريات شرطة الآداب في إيران".   

توقيف ناشطين بارزين في إيران

وفي سياق ذي صلة، أوقفت القوى الأمنية الإيرانية ناشطين بارزين في المجتمع المدني وصحافيًا لعب دورًا أساسيًا في كشف قضية وفاة الشابة أميني، وفق ما أفادت منظمات غير حكومية ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الجمعة.

وأفادت منظمة غير حكومية تتخذ من نيويورك مقرًا، بأن عدد القتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات والمواجهات بلغ 36.

واعتقل مجيد توكلي الذي سُجن مرارًا في إيران خلال السنوات الأخيرة، بما فيها بعد موجة التظاهرات ردًا على انتخابات عام 2009، ليلًا من منزله، وفق ما كتب شقيقه عبر "تويتر".

كما وصل عناصر أمن إلى منزل ناشط آخر حسين روناغي خلال إدلائه بتصريح لقناة "إيران إنترناشونال. وبدا روناغي قلقًا في مقطع فيديو نشر على الإنترنت، لكنه أصرّ على المضي في المقابلة.

وذُكر في الفيديو أن روناغي الذي يكتب مساهمات في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ويشارك في حملات من أجل حرية التعبير، تمكّن من الهرب عبر موقف سيارات في المبنى الذي يقطنه، ونشر لاحقًا رسالة عبر الفيديو من مكان لم يحدّد.

وأوردت صحيفة "الشرق" اليومية على حسابها على "تلغرام" أن الصحافي نيلوفار حمدي الذي يعمل لديها في طهران أوقف أيضًا.

وكان حمدي ساهم في تسليط الضوء على قضية أميني، بعد زيارته المستشفى الذي كانت ترقد فيه غائبة عن الوعي.

وكانت المصوّرة الصحافية يلدا مويري أوقفت هذا الأسبوع خلال تغطيتها احتجاجات في طهران، وفق ما ذكرت لجنة حماية الصحافيين أمس الخميس.

واتهم ناشطون السلطات الإيرانية قبل بدء الاحتجاجات بتوقيف سينمائيَّين معروفَين هما محمد راسولوف وجعفر باناهي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close