الخميس 19 حزيران / يونيو 2025
Close

اختراق علمي غير مسبوق.. ابتكار عدسات لاصقة تمنح "رؤية خارقة"

اختراق علمي غير مسبوق.. ابتكار عدسات لاصقة تمنح "رؤية خارقة"

شارك القصة

تُعتبر هذه العدسات أحدث إنجاز ضمن مساعي توسيع نطاق الرؤية البشرية
تُعتبر هذه العدسات أحدث إنجاز ضمن مساعي توسيع نطاق الرؤية البشرية- الغارديان
الخط
قد تؤدي هذه العدسات اللاصقة إلى ابتكار مجموعة من الأجهزة القابلة للارتداء التي تعمل على توسيع نطاق الرؤية ومساعدة المصابين بعمى الألوان.

نجح باحثون صينيون في ابتكار عدسات لاصقة تسمح برؤية الأشعة تحت الحمراء، وهي نطاق من الطيف الكهرومغناطيسي غير مرئي للعين المجردة، في اختراق علمي قد يفتح آفاقًا جديدة في مجالات الأمن والصحة وتصحيح عمى الألوان.

وتُعتبر هذه العدسات أحدث إنجاز ضمن مساعي الفريق لتوسيع نطاق الرؤية البشرية إلى ما يتجاوز نطاقها الطبيعي الضيق.

ويتراوح نطاق الضوء المرئي للبشر بين أطوال موجية تتراوح بين 400 و700 نانومتر (النانومتر هو جزء من مليون من المليمتر).

وعلى عكس نظارات الرؤية الليلية، لا تحتاج العدسات اللاصقة إلى مصدر للطاقة. وكونها شفّافة، فإنها تُتيح لمرتديها رؤية الأشعة تحت الحمراء وجميع الألوان الطبيعية المرئية.

ترميز الألوان لأطوال موجية مختلفة

وفي الدراسة التي نشرتها مجلة "cell"، اختار العلماء جسيمات التحويل الصاعد النانوية "upconversion nanoparticles" التي تمتص الأشعة تحت الحمراء القريبة، ذات أطوال موجية طويلة جدًا يصعب على البشر إدراكها، وحوّلوها إلى ضوء مرئي أحمر أو أخضر أو أزرق.

ويُمكن للعدسات ترميز الألوان لأطوال موجية مختلفة من الأشعة تحت الحمراء، فعلى سبيل المثال، يتمّ تحويل الأطوال الموجية التي تبلغ 980 نانومتر إلى اللون الأزرق، و808 نانومتر إلى اللون الأخضر، و1532 نانومتر إلى اللون الأحمر، ما قد يُساعد الأشخاص المصابين بعمى الألوان على رؤية الأطوال الموجية التي لا يرونها عادة.

وأظهرت الاختبارات أنّ هذه العدسات تتيح لمستخدميها رؤية إشارات الأشعة تحت الحمراء، مثل شفرة مورس المتلألئة حتى في الظلام الدامس، وتحديد مصدرها بدقة، من دون التأثير على قدرتهم على رؤية الضوء المرئي.

ومن المثير للاهتمام أنّ العدسات تعمل بشكل أفضل عندما يكون الشخص مغلقًا عينيه، حيث يُمكن للأشعة تحت الحمراء القريبة أن تخترق بشكل أكثر فاعلية من الضوء المرئي، ما يُقلّل من التداخل الناتج عن الضوء العادي.

وقال البروفيسور تيان شيويه عالم الأعصاب بجامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، إنّ هذا الاختراع يُمهّد الطريق لتطوير مجموعة من العدسات اللاصقة والنظارات وغيرها من الأجهزة القابلة للارتداء التي تمنح الأشخاص "قدرة خارقة على الرؤية".

وأضاف أنّ هذه التقنية قد تُساعد أيضًا المُصابين بعمى الألوان.

ويأمل الباحثون في رفع حساسية العدسات لتتمكّن من التقاط مصادر أضعف من الأشعة تحت الحمراء، ما قد يفتح المجال لتطبيقات مستقبلية مثل الرؤية الليلية أو الكشف الحراري من دون الحاجة إلى معدات ضخمة.

تابع القراءة

المصادر

ترجمات