ابتكر علماء "عيونًا صغيرة" في المختبر في اختراق قد يساعد الآلاف من الأشخاص المعرضين لخطر فقدان البصر، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وقد طوّر العلماء في كلية لندن الجامعية أول شبكية عين اصطناعية في المختبر من أطفال يعانون من حالة تسمى متلازمة "أوشر".
وقدّم استخدامها في دراسة هذه المتلازمة دليلاً جديدًا مهمًا على ما يحدث في العين والذي يسبب تنكس الشبكية، وهو سبب رئيسي للعمى حيث تموت الخلايا الحساسة للضوء التي تسمى العصي والمخاريط.
خلايا جذعية من خلايا الجلد
وقد أخذت الدراسة خلايا الجلد من المرضى الشباب المصابين بالمرض الوراثي النادر متلازمة أوشر في مستشفى غريت أورموند ستريت؛ لإعادة برمجة خلاياهم لتكوين الخلايا الجذعية، والتي يمكن أن تصبح أي خلية في الجسم.
وقام الباحثون بمحاكاة العمليات التي شوهدت عند الأجنة في الرحم، على مدى تسعة أشهر في المختبر، للحصول على سبعة أنواع من الخلايا لتشكيل نمط دقيق، لتصبح شبكية صغيرة وهي الطبقة الرقيقة حول مقلة العين التي تكتشف الضوء.
متلازمة "أوشر"
وسمح ذلك للباحثين بمعرفة ما يحدث في متلازمة "أوشر"، وهو مرض وراثي يؤدي إلى العمى وكذلك فقدان السمع. وقد صنع العلماء خلال الدراسة، التي نشرت في مجلة "ستيم سيل ريبورت"، شبكية صغيرة من الخلايا الجذعية لثلاثة أطفال يعانون من متلازمة "أوشر".
وقالت جين سودن، أستاذة علم الأحياء التطوري وعلم الوراثة في معهد "غريت أورموند ستريت" لصحة الطفل في جامعة كاليفورنيا، وهي مؤلفة رئيسية لدراسة العين المصغرة: "أعتقد أنه في غضون 10 سنوات سيكون العديد من حالات العمى الوراثي قابلة للعكس". واعتبرت الابتكار طفرة في المجال.
عين مصنوعة من جلد خنزير
وقد حقق الطب تقدمًا على صعيد أمراض العين، فقد أظهرت دراسة في أغسطس/ آب الماضي أن زراعة العين المصنوعة من جلد الخنزير أعادت البصر لمكفوفين، حيث ابتكر الباحثون الزرع، الذي يشبه القرنية البشرية، من بروتين الكولاجين من خنزير.
وضمن دراسة تجريبية عاد البصر لـ20 شخصًا يعانون من مرض القرنية، وكان معظمهم يعانون من العمى قبل زرع القرنية، بحسب صحيفة "ميترو".
عين إلكترونية
وفي تجربة أخرى، منحت الأمل بإعادة النظر للمكفوفين أيضًا، أجرى فريق من الباحثين في جامعة سيدني وجامعة نيو ساوث ويلز بنجاح تجارب زرع عين إلكترونية على الأغنام أعلن عنها في فبراير/ شباط الماضي.
وسعى علماء الطب الحيوي لتطوير غرسات العين الإلكترونية على مر السنين وحققوا تطورات جديدة نجحت في استعادة الرؤية الجزئية.
وكان علماء أستراليون قد أنتجوا أول عين بيونية أو إلكترونية في العالم، في منتصف عام 2020. وهي مزودة بكاميرا وجهاز إرسال لاسلكي وبرمجيات تزرع في الدماغ.
ويضم نظامها خوذة قابلة للتعديل ونظاما برمجيا يحول صور الكاميرا لإشارات كهربائية تصل بدورها إلى لاقطات كهربائية مزروعة بين العين والقشرة البصرية، وتتحول إلى صور يفهمها الدماغ ويراها بحالتها الطبيعية. وأكّدت التجارب ما قبل السريرية نجاح هذا النظام.