الأحد 15 حزيران / يونيو 2025

اختزلت مأساة غزة وأظهرت صموده.. صورة الطبيب حسام أبو صفية تثير تفاعلًا

اختزلت مأساة غزة وأظهرت صموده.. صورة الطبيب حسام أبو صفية تثير تفاعلًا

شارك القصة

الصورة الأخيرة التي انتشرت للطبيب حسام أبو صفية قبل أن يعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي - المركز الفلسطيني للإعلام
الصورة الأخيرة التي انتشرت للطبيب حسام أبو صفية قبل أن يعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي - المركز الفلسطيني للإعلام
الخط
السبت الماضي، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان مقتضب، إن "قوات الاحتلال اعتقلت الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان".

أثارت الصورة الأخيرة التي انتشرت للطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، وظهر فيها وهو يسير وسط الركام متوجهًا إلى حيث تتواجد قوات الاحتلال التي قامت باعتقاله، تفاعلًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

والسبت في 28 ديسمبر/ كانون الأول، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان مقتضب، إن "قوات الاحتلال اعتقلت الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان".

ولم يكن أبو صفية أول العاملين في المجال الطبي الذين تعتقلهم قوات الاحتلال، أو تخفيهم قسرًا، فالنسبة لإسرائيل لا يشفع حتى الرداء الأبيض.

صورة الطبيب حسام أبو صفية

وفي المشهد المؤلم، خرج أبو صفية من المستشفى الذي كان يتعرض لاعتداء إسرائيلي وصل إلى حد حرق بعض أقسامه، وتوجه بردائه الأبيض إلى حيث تقف دبابات الاحتلال بعدما تم استدعاؤه بمكبرات الصوت، ليتم اعتقاله تحت تهديد السلاح.

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي إحدى الصور التي اختصرت المشهد، واختزلت مأساة غزة، لكنها أظهرت صمود الطبيب بوجه الإبادة وعدم تخليه على مدى 14 شهرًا عن دوره في إنقاذ حياة المصابين والمرضى.

وقد أشاد رواد وسائل التواصل ببسالة الطبيب حسام أبو صفية وهو يتجّه صوب جنود الاحتلال بثبات وصمود عُرفا عنه طيلة الفترة الماضية في ظل العدوان الإسرائيلي.

وتعليقًا على اعتقال أبو صفية، قال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، في بيان: "نودّع العام بصورة رجل ما هزّته دولة نووية، ولا أخافته دبابات فولاذية، يضطر للذهاب لمصيره بقدميه الحافيتين، وكل حبة تراب تحتها تقبل ملامسه".

‏وأضاف واصفًا الصورة التي وثّقت اعتقال طبيب سلاحه أدواته الطبية لإنقاذ حياة الآخرين: "صورة خذلان مليارَي مسلم، صورة هوان 450 مليون عربي، صورة تآمر كوكب كامل على بقعة صغيرة اسمها غزة".

من جهته، كتب منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة: "بهذه الصورة، لخّص الدكتور حسام أبو صفية وضعنا بإيجاز: الطبيب الذي يقدّم الخدمة الطبية الإنسانية لأبناء شعبه ولا يملك سوى معطفه الطبي، في مواجهة آلة القتل والتدمير والاحتلال".

وغرّد رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمود عباس بصورة تعبيرية، معلقًا: "كم كنت وحدك".

رسم كاريكاتور نشره الرسام محمود عباس
رسم كاريكاتور نشره الرسام محمود عباس

وكتب محمد، ابن شقيق الطبيب أبو صفية، مشيرًا إلى أن عمه اختار الانتصار لهويته الوطنية والدفاع عن قضية والبقاء إلى جوار مرضاه، فيما هو قادر على مغادرة قطاع غزة منذ اللحظة الأولى للحرب، حيث يحمل جنسية أخرى.

وعبّر آخرون عن أسفهم حيال العالم الذي أشاد بصمود الدكتور حسام أبو صفية، ثم تركه وحيدًا يواجه مصيره، ولم يوفر له الحماية تخاذلًا وتواطؤًا مع الاحتلال الإسرائيلي.

حسام أبو صفية

ومع اشتداد الإبادة الإسرائيلية، دفع الطبيب حسام أبو صفية ثمنًا شخصيًا باهظًا عندما فقد نجله إبراهيم في اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وعلى الرغم من الحزن الذي اعتصر قلبه، أصرّ على أداء صلاة الجنازة على نجله وسط زملائه في المستشفى، متحاملًا على جراحه النفسية والجسدية، بينما استمرت أصوات القصف والانفجارات من حوله.

وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، تعرّض الطبيب حسام أبو صفية لإصابة نتيجة قصف استهدف المستشفى، لكنه رفض مغادرة مكانه وواصل علاج المرضى والجرحى.

ورغم حاجته للرعاية الطبية، أصرّ على التنقل بين المصابين، مطمئنًا على أوضاعهم وممارسًا عمله.

ولم يتوقف أبو صفية، حتى اعتقاله، عن مناشدة العالم لإنقاذ مستشفى كمال عدوان من الانهيار والتدمير، في ظل مواصلة الجيش الإسرائيلي استهداف محيطه بالقصف والتفجيرات ليلًا ونهارًا.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة