ينخر غلاء المواد الأساسية جيوب الفرنسيين بسبب الارتفاع غير المسبوق في نسبة التضخم في البلاد.
وأصبحت الأسعار في الأسواق الشعبية الباريسية المخصصة للخضار والفاكهة صادمة للغاية، بعد أن كانت وجهة لمحدودي الدخل.
وتقول إحدى ساكنات المنطقة لـ"العربي"، إن استهلاكها للبروتين قد انخفض كثيرًا "فأسعار البيض واللحوم والأسماك لم تعد في المتناول".
هذا في حين يُرجع بعض الباعة ارتفاع أسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع إلى قلّة الإنتاج والعرض.
ويقول أحدهم: "نحن في موسم تقل فيه المنتجات الزراعية وأغلبها يأتي من مسافات بعيدة، وبالتالي يقل العرض ما يؤدي إلى هذا الارتفاع في الأسعار".
"أزمة حتى منتصف العام المقبل"
وكان وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير قد أعلن في وقت سابق أن معدل التضخم سيشهد مستويات مرتفعة حتى منتصف العام المقبل، خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية، وهو الأمر الذي دفع خبراء الاقتصاد لدق ناقوس الخطر.
بدوره، يوضح الصحافي الاقتصادي ليونيل ماجون لـ"العربي" أن العائلات التي لديها أطفال والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا هم الأكثر تضررًا من هذه الموجة.
وفي هذا السياق المقلق للحالة المعيشية للمواطن الفرنسي، يخشى الموزعون من التأثير المدمر لهذه الموجة من التضخم على مبيعاتهم، فقد بات الفرنسيون يتجنبون المنتجات الطازجة التي التهبت أسعارها بشكل فاق كل التقديرات.
