الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال.. أردوغان يتعهد بتوفير مأوى للمتضررين

ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال.. أردوغان يتعهد بتوفير مأوى للمتضررين

Changed

المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو يتحدث لـ"العربي" عن الأثار غير المباشرة للزلازل على البلاد (الصورة: غيتي)
أدى الزلزال إلى تدمير آلاف المباني من مستشفيات ومدارس ومجمعات سكنية وإصابة عشرات الآلاف كما شرد عددًا لا يحصى من السكان في تركيا وشمال سوريا.

ارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة) إلى 2802 قتيل وأكثر من 5000 إصابة، جراء الزلزال الذي وقع فجر الإثنين.

وضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات وعشرات الهزات الارتدادية مخلفة خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

وفي تصريح لوسائل إعلام، أفاد وزير الصحة في النظام السوري حسن الغباش بأن "عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 1262 وفاة و2285 إصابة وذلك في حصيلة غير نهائية".

من جانبه، أوضح الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في بيان، أن حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا ارتفع لأكثر من 1540 وفاة، و2750 إصابة.

وأشار إلى أن العدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت أنقاض الأبنية المدمرة.

تحت الأنقاض

وفي سياق متصل، عبّر مسؤولو إغاثة عن قلقهم بشكل خاص إزاء الوضع في سوريا، حيث زادت الاحتياجات الإنسانية.

ووصف سكان في مناطق سيطرة النظام جهود الإنقاذ بالـ"بطيئة"، بينما تتلقى بعض المناطق مساعدة أكثر من غيرها.

وأفاد عمال إنقاذ وسكان في بلدة جندريس بشمال سوريا أن عشرات المباني انهارت.

وقال أقارب لبعض ممن كانوا يعيشون في البلدة وهم واقفون حول حطام مبنى كان يضم 32 شقة، إنهم لم يشهدوا انتشال أي شخص على قيد الحياة. ويعرقل نقص المعدات الثقيلة لإزالة الكتل الخرسانية الكبيرة جهود الإنقاذ.

كما واجه عمال الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى عدد من المناطق بسبب الطرق المدمرة وسوء الأحوال الجوية ونقص الموارد والمعدات الثقيلة.

وكتبت خدمة الإنقاذ التي تعمل في مناطق سيطرة المعارضة على تويتر: "من المتوقع أن يرتفع العدد كثيرًا بسبب وجود مئات الأسر أسفل الحطام بعد مرور أكثر من 50 ساعة على وقوع الزلزال".

مشكلات في جهود الإغاثة

في غضون ذلك، أقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوجود مشكلات في استجابة حكومته في البداية لكارثة الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد، فيما تصاعد الغضب بين السكان المحليين بشأن ما يرون أنه بطء من جانب الحكومة في جهود الإنقاذ والإغاثة.

وخلال زيارة لمنطقة الزلزال، صرّح أردوغان أن العمليات تمضي الآن بشكل طبيعي وتعهد بتوفير مأوى لكافة المتضررين، فيما ارتفع إجمالي العدد المؤكد للقتلى جراء الزلزال الذي تأثرت به مساحات شاسعة في جنوب تركيا وفي سوريا المجاورة إلى أكثر من 11 ألفًا.

ومن المتوقع أن يرتفع العدد بعدما أصبحت مئات المباني المنهارة في الكثير من المدن مقابر، لمن كانوا نائمين في المنازل عندما وقع الزلزال في وقت مبكر صباح الإثنين.

وقال رجل لم يذكر اسمه لرويترز: "زوجتي لا تتحدث التركية، ولا أستطيع الرؤية جيدًا. علينا كشف كل الوجوه. نحن بحاجة للمساعدة".

وفي مدينة أنطاكية التركية تم وضع عشرات الجثث في صفوف، مع تغطية بعضها بالبطانيات والشراشف ووضع البعض الآخر في أكياس الجثث، على الأرض أمام أحد المستشفيات.

وأمضت عائلات في سوريا وجنوب تركيا ليلة ثانية في ظل أجواء من البرد القارس، فيما حاول عمال الإنقاذ المنهكون انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

ونام كثيرون في سياراتهم أو في الشوارع ملتحفين الأغطية ويملأهم الخوف من العودة إلى المباني التي هزها زلزال بقوة 7.8 درجة وكان الأسوأ في تركيا منذ عام 1999 وأعقبه زلزال آخر قوي بعده بساعات.

ووصل أردوغان، الذي أعلن حالة الطوارئ في عشرة أقاليم مع نشر قوات الجيش للمساعدة في الإغاثة، إلى مدينة كهرمان مرعش لتفقد ما خلفه الزلزال من دمار وكذلك جهود الإنقاذ والإغاثة.

وفي حديثه للصحافيين، قال أردوغان: "كانت هناك مشاكل في الطرق والمطارات، لكن كل شيء سيتحسن يومًا بعد يوم".

وأدى الزلزال إلى تدمير آلاف المباني من مستشفيات ومدارس ومجمعات سكنية وإصابة عشرات الآلاف كما شرد عددًا لا يحصى من السكان في تركيا وشمال سوريا.

وتقول السلطات التركية: إن نحو 13.5 مليون شخص تضرروا في منطقة على مساحة نحو 450 كيلومترًا من أضنة غربًا إلى ديار بكر شرقًا.

وفي سوريا، تسبب الزلزال في قتلى حتى في حماة التي تبعد نحو مئة كيلومتر عن مركز الهزة.

وذكرت إدارة الكوارث التركية أن عدد المصابين تجاوز 38 ألفًا.

عاصفة زلازل

من جهته، يتوقع المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو أن تشهد تركيا هزات ارتدادية، بعدما فاقت الهزات التي شهدتها البلاد الـ600، ما يعني أن المنطقة تتعرض لما تسمى بعاصفة الزلازل.

وفي حديث لـ"العربي" من اسطنبول، يوضح أوغلو أن هذه الهزات الارتدادية المستمرة تجعل المنطقة غير مستقرة، متوقعًا وفق الخبراء الجيولوجيين استمرار هذه العاصفة لشهور وربما أكثر من سنة.

وفيما يشير إلى أن هذا سيؤثر على طبيعة العمل والنشاط التجاري والصناعي والاقتصادي وعلى النشاط السياحي، يلفت إلى انهيار بعض المستشفيات التابعة للدولة خصوصًا في منطقة هاتاي وأنطاكيا، الأمر الذي سيلقي عبئًا كبيرًا على القطاع الطبي، وضغطًا على المستشفيات الأخرى.

ويلفت إلى أن من النتائج غير المباشرة للزلزال هو عدم وجود العمالة اللازمة للمصانع التي تضررت، إضافة لغياب وفقدان العمالة وخصوصًا السورية، التي تأثرت بشكل كبير، حيث إن ربع الذين هجروا وتضرروا هم من المقيمين السوريين.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close