أعلن جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، مقتل أحد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، مؤكدًا إبلاغ عائلته بالخبر، وذلك وفق ما نقلته مراسلة التلفزيون العربي في القدس، كريستين ريناوي.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أشار في بيان، إلى أن المحتجز من النقب بالمنطقة الجنوبية، وهو كان أسيرًا في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقد تم انتشال جثمانه من نفق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة قبل يومين.
"ليسوا على قيد الحياة"
وأفادت المراسلة كريستين ريناوي بأن جيش الاحتلال كان قد أعلن، يوم الأربعاء، عن استعادة جثة يوسف الزيادنة، وهو الأب، وسط مخاوف جدية من دلائل تشير إلى مقتل نجله، وهو ما أكده بيان الجيش اليوم.
وبذلك ينخفض عدد الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة إلى 98 أسيرًا، ما يفاقم غضب الشارع الإسرائيلي، خاصة عائلات الأسرى المحتجزين في القطاع.
وتعتقد إسرائيل أن نصف المحتجزين في قطاع غزة لم يعودوا على قيد الحياة، وسط استمرار المفاوضات لتبادل الأسرى مع حركة حماس التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية.
وتعثرت جولات سابقة بسبب شروط جديدة يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو تراجعه عن تفاهمات سابقة، في وقت تواصل فيه إسرائيل دون هوادة حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وبينما يطلق مسؤولو الحكومة الإسرائيلية تصريحات، بشأن اعتزامهم احتلال مناطق بغزة وإعادة المستوطنات إليها، وجعل مناطق أخرى بمثابة مساحات عازلة، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع، ووقف تام لحرب الإبادة بغية القبول بأي اتفاق.
عرقلة نتنياهو للمفاوضات
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بمغادرة الحكومة وإسقاطها إذا قبلت إنهاء الإبادة بغزة.
وعلى خلفية مقتل يوسف الزيادنة اليوم، طالبت عائلات الأسرى نتنياهو بتسريع المفاوضات، وفق ما نقلته المراسلة كريستين ريناوي. ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الإذاعة الرسمية في تل أبيب اليوم أن عدد الأسرى الذين قُتلوا في غزة ارتفع إلى 36 قتيلًا، مشيرة إلى أنهم قُتلوا أثناء احتجازهم، ومعظمهم بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في وقت لاحق من اليوم، إنه طلب من قيادة الجيش تقديم خطة "لهزيمة حماس" في قطاع غزة، إذا فشلت جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بحلول تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه.
وقال كاتس في بيان: "طلبت من الجيش الإسرائيلي أن يقدم لي خطة لهزيمة حماس الكاملة في غزة، إذا لم تطلق سراح المختطفين بحلول الوقت الذي يتولى فيه الرئيس ترمب منصبه" في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.
"قطع المساعدات الدولية"
يأتي ذلك وسط تواصل جهود التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بغزة، في ظل استمرار الاتهامات التي توجهها المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين لنتنياهو بعرقلة التوصل إلى أي اتفاق للحفاظ على منصبه.
واستكمل كاتس حديثه: "يجب ألا ننجر إلى حرب استنزاف ضد حماس في غزة، بينما يبقى المختطفون في الأنفاق، ويخاطرون بحياتهم ومعاناتهم الشديدة".
وألمح كاتس إلى إمكانية قبول مقترح وزراء بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، الداعي إلى قطع المساعدات الإنسانية الدولية الضئيلة أصلًا عن الفلسطينيين في غزة.
وقال: "طلبت من الجيش الإشارة إلى النقاط التي قد تجعل من الصعب تنفيذ الخطة، بما في ذلك الموضوع الإنساني وقضايا أخرى، وترك الأمر للمستوى السياسي لاتخاذ القرارات اللازمة".
وأضاف: "شددت على أن الحل السياسي لغزة لا علاقة له بالخطة والنشاط المطلوبين الآن، لأنه لن يتحمل أي طرف عربي أو غيره مسؤولية إدارة الحياة المدنية في غزة ما لم يتم سحق حماس بشكل كامل"، وفق تعبيراته.