لا تزال أزمة لبنان تلقي بظلالها على حياة الموطنين، إذ تمر البلاد بأزمات متتالية لعل أسوأها انهيار العملة الوطنية، وارتفاع سعر الوقود، بالإضافة إلى عدم توفر لقاحات الأطفال.
وصعدت أسعار الوقود المباع في السوق اللبنانية، بنسبة بلغت 20.4%، اعتبارًا من اليوم الأربعاء، مقارنة بنظيرتها المعلنة خلال الأسبوع الماضي، وسط تدهور في سعر صرف العملة المحلية.
وجاء في وثيقة صادرة عن وزارة الطاقة والمياه، أن سعر صفيحة البنزين (20 ليترًا) صنف 95 أوكتان الأكثر شعبية، صعد بـ 17.2% إلى 71.6 ألف ليرة (47.5 دولارًا وفق السعر الرسمي).
في المقابل، صعد سعر صفيحة البنزين صنف 98 أوكتان بـ 17.3%، إلى 73.8 ألف ليرة (48.8 دولارًا)؛ بينما زاد سعر صفيحة الديزل (السولار) 20.4% إلى 55.5 ألف ليرة (36.75 دولارًا).
لبنان يعاني شحًا في الوقود
ومنذ أسابيع، يعاني لبنان شحًا في الوقود، ما تسبب في إغلاق معظم المحطات، فيما تشهد البقية طوابير انتظار طويلة.
وتبلغ تكلفة برنامج الدعم اللبناني للمواد الأساسية، نحو 6 مليارات دولار سنويًا، يذهب نصفها للوقود.
ويعود سبب شح الوقود، إلى عدم وفرة النقد الأجنبي اللازم لاستيراد كميات كافية لحاجة السوق المحلية، وسط انهيار أسعار الصرف لمتوسط 17.5 ألف ليرة لكل دولار في السوق السوداء، مقابل 1510 وفق السعر الرسمي.
لبنان يحذر من فقدان لقاحات الأطفال
ولا تتوقف أزمة لبنان عند الوقود، إذ استنكر نقيب أطباء لبنان شرف أبو شرف، الأربعاء، عدم توفر اللقاحات الضرورية للأطفال في سنواتهم الأولى بعد فقدانها بشكل تام في الصيدليات.
وقال أبو شرف في بيان: "فقدان هذه اللقاحات يشكل خطرًا داهما على جميع الأجيال الناشئة".
وأشار إلى أنه "اتصل بمنظمة الصحة العالمية للبحث في إمكانية تأمين هذه اللقاحات التي باتت مفقودة في السوق اللبنانية، على أمل إيجاد الحل السريع لهذه المشكلة".
وأضاف أبو شرف، أنه "سيعقد اجتماعًا في وزارة الصحة الخميس المقبل لهذه الغاية"، دون تقديم تفاصيل بالخصوص.
ويشار إلى أن أزمة الدواء تفاقمت في لبنان بسبب عدم فتح المصرف المركزي الاعتمادات اللازمة لها، إضافة إلى تفاقم عمليات التهريب والاحتكار عن طريق تخزين الأدوية، وفق مسؤولين لبنانيين.
والخميس الماضي، اجتمع الرئيس ميشال عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ووزيري المال غازي وزني والصحة حمد حسن وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتم "التوافق على الاستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات الطبية".
فيما حذر مستوردو الأدوية في لبنان، الأحد الماضي، من نفاد مخزون مئات الأصناف الدوائية، وأعلنوا في بيان مشترك أن "عملية الاستيراد متوقفة بشكل شبه كامل منذ أكثر من شهر".
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث أدت إلى انهيار مالي غير مسبوق، وشحًا في الوقود والأدوية، وارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية، فضلًا عن ارتفاع معدلات الفقر بشكل قياسي.
وتزيد من حدة معاناة اللبنانيين، خلافات سياسية تحول دون تشكيل حكومة جديدة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/ آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.