يستذكر سكان مدينة معضمية الشام في غوطة دمشق بالعاصمة السورية استهداف المنطقة بالأسلحة الكيميائية من قبل نظام بشار الأسد عام 2013.
وقد اشتهرت هذه المدينة بعد أن ضربتها قوات النظام السوري بالأسلحة الكيميائية في عام 2013، حيث قام جيش النظام بضرب الغوطتين الغربية والشرقية بصواريخ محملة بغاز السارين.
ويشير مراسل التلفزيون العربي في المعضمية إبراهيم تريسي إلى أن أكثر من مئة شهيد سقطوا في هذه المدينة إضافة إلى مئات المصابين في دوما وحرستا.
وأسفرت الضربات التي شنّها النظام على هذه المناطق عن أكثر من 1500 قتيل، بحسب منظمات حقوقية. كما مُنع إدخال الأدوية إلى الغوطتين الشرقية والغربية في ذلك الوقت ما أدى لارتفاع أعداد الضحايا.
تفاصيل استهداف الغوطة
وفي حديث إلى مراسل التلفزيون العربي، قال أحد شهود العيان على مجزرة الكيماوي في المعضمية والتي وقعت فجر 21 أغسطس/ آب 2013: "انطلق من مطار مزة العسكري نحو 6 صواريخ تحمل أسلحة كيماوية واستهدفت جامع الروضة ومناطق أخرى في المدينة"، موضحًا أنه اشتم رائحة تسببت في انهمار دموعه، فبلل قميصه بالماء ووضعه على فمه وذهب لمساعدة المصابين.
ولفت الشاهد إلى أن السكان استخدموا البصل وأدوات تقليدية أخرى لتجنب الأذى الذي تسببه الأسلحة الكيميائية.
وأشار شاهد آخر إلى أن قوات النظام حاولت اقتحام المعضمية بعد ارتكاب مجزرة الكيماوي التي راح ضحيتها أكثر من 150 شخصًا.
مجزرة دوما
كما ارتكبت قوات النظام السوري في السابع من أبريل/ نيسان 2018، مجزرة بالأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في مدينة دوما، التي تبعد 10 كيلومترات عن العاصمة دمشق، راح ضحيتها عشرات المدنيين.
وقصفت قوات النظام المدينة بالسلاح الكيماوي المحرّم دوليًا بعد 5 سنوات من حصارها مع بقية مدن غوطة دمشق الشرقية؛ وتم تهجير أبناء المدينة منها بعد القصف الكيماوي بوقت قصير، وكثير منهم كان يعاني من آلام جراء استنشاق المواد المنتشرة في الهواء.
وبعد 5 أيام من المجزرة، سيطرت قوات النظام على دوما وخرج سكانها إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي البلاد.
ووفقًا "للشبكة السورية لحقوق الإنسان"، استخدم النظام السوري السلاح الكيماوي 217 مرة ضد مناطق سيطرة المعارضة منذ بدء الأزمة في سوريا منتصف مارس/ آذار 2011.
وكان النظام السوري قد واقف عام 2013 على الانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ثم تم تعليق حق سوريا في التصويت في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2021، في تدبير عقابي غير مسبوق، عقب الهجمات بغاز سام على المدنيين عام 2017.