الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

ازدواجية للمعايير وخذلان للشعب.. كيف تغاضت وسائل الإعلام الفرنسية عن عنف الشرطة؟

ازدواجية للمعايير وخذلان للشعب.. كيف تغاضت وسائل الإعلام الفرنسية عن عنف الشرطة؟

Changed

"العربي" يلقي الضوء على التغطية الإعلامية الفرنسية للتظاهرات في البلاد (الصورة: غيتي)
رسمت تغطية الإعلام الفرنسي للاحتجاجات في البلاد علامات استفهام كبيرة لا سيما في ظل تنديد منظمات حقوقية دولية ومحلية للعنف الذي مارسته الشرطة بحق المتظاهرين.

اعتبر الكاتب الصحفي، عبد الله السعافين، أن الحكومة الفرنسية تشن هجومًا على شعبها، إذ أن حوالي 10 ملايين فرنسي قد تظاهروا في أنحاء البلاد رفضًا لقانون إصلاح نظام التقاعد، فيما قابلتهم الشرطة بقمع دون هوادة، حسب تعبيره. 

وفيما اعتبرت معظم وسائل الإعلام الفرنسية أن المظاهرات تحولت إلى استهداف للرئيس إيمانويل ماكرون، ركزت وسائل محلية أخرى بدرجة أقل على العنف الذي تعاملت به الشرطة مع المتظاهرين، وسط تنديد كبير من منظمات حقوقية فرنسية ودولية.

"غياب بداعي التوازن"

وقال السعافين في حديث إلى "العربي"، إن المنظمات غير الحكومية في فرنسا انتقدت بشدة "وحشية الشرطة" تجاه المتظاهرين، لكن الصحافة المحلية لا سيما البارزة منها، كصحيفة "لوفيغارو" و"لوباريزيان" و"لوموند"، لم تذكر العنف المبرح من الشرطة.

وأضاف السعافين أن معظم تلك الوسائل الإعلامية ركزت على إحراق المتظاهرين لبعض الممتلكات، وتكدس القمامة، ما عدا وسيلة واحدة نقلت بيان أوروبي انتقد ذلك العنف، ولكن دون الإغفال عما اعتبرته "عنف المتظاهرين". 

وكانت مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا دنيا مياتوفيتش قد نددت بعنف الشرطة، وقالت في وقت سابق: "أعمال العنف المتفرقة لبعض المتظاهرين، أو أفعال أخرى مدانة ارتكبها آخرون خلال تظاهرة، لا تبرر الاستخدام المفرط للقوة من قبل عناصر تابعين للدولة. هذه الأعمال لا تكفي كذلك لحرمان متظاهرين سلميين من التمتع بحرية التجمع".

"طرفان"

وأوقف أكثر من 450 شخصًا خلال تظاهرات الخميس المنصرم، والذي كان الأعنف منذ بدء حركة الاحتجاج على تعديل نظام التقاعد الذي يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا، والتي انطلقت قبل شهرين.

وعن طريقة التغطية الإعلامية لعنف الشرطة، استشهد السعافين بخبر نقلته وكالة "يورونيوز" التلفزيونية بنسختيها الأوروبية، والفرنسية المحلية، إذ اعتمدت الوكالة عبارات كـ "الشرطة تحظر الاحتجاجات في ساحة الكونكودر الباريسية"، و"متظاهرون ضد الحكومة الفرنسية في مواجهة مباشرة مع الشرطة"، وذلك في تدليل منها على وجود طرفين متساويين، وفق السعافين. 

وأشار السعافين إلى أن الصحافة الفرنسية كانت قد انتقدت بشدة عنف ذوي "السترات الصفراء" خلال احتجاجات 2018 ضد الصحافيين، لكنها غابت تمامًا أمام عنف الشرطة والحكومة تجاه المتظاهرين اليوم. 

حقوق خارج الحدود

وأكد السعافين أن التغطية الإعلامية الفرنسية، للاحتجاجات في حال كانت في موسكو، أو طهران، تختلف تمامًا عن تغطيتها المحلية، فلطالما نادت تلك الصحافة في التظاهرات الخارجية، باحترام حق التظاهر السلمي، وحقوق الإنسان. 

وقال السعافين إن تلك التغطية التي تجاوزت أفعال الشرطة، سرت على الصحافة الأوروبية، كصحيفة "الغارديان" المصنفة على أنها صحيفة "يسار الوسط"، والتي تأسست قبل 200 عام، واكتسبت شهرة واسعة نتيجة تغطيتها الحرب الإسبانية الأهلية بين عامي 1936 و1939، والتي ترأسها حالية إمرأة لأول مرة، كانت ناشطة في مجال مناهضة العنصرية. 

وأوضح السعافين أنه ورغم كل تلك الخلفية التي تتمتع بها "الغارديان"، فإن السياسة التحريرية لم تنحاز إلى الجمهور الذي تعرض لقمع الشرطة.

وكان رئيس رابطة حقوق الإنسان باتريك بودوان قد انتقد ما اعتبره "الانجراف الاستبدادي للدولة الفرنسية وإضفاء الطابع العنفي على العلاقات بواسطة الشرطة، وأعمال العنف على أنواعها والإفلات من العقاب تشكل كلها فضيحة مدوية".

فيما أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش من جهتها "الاحتواء التعسفي للحشود، وتكتيكات مكافحة الشغب".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close