الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

"استعدادًا للأسوأ".. ريف حلب السوري يتأهب لمواجهة انتشار الكوليرا

"استعدادًا للأسوأ".. ريف حلب السوري يتأهب لمواجهة انتشار الكوليرا

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تلقي الضوء على أسباب تفشي الأوبئة في بلدان النزاعات (الصورة: غيتي)
كثّفت الكوادر الطبيّة جهودها في ريف حلب بعد الانتشار السريع لمرض الكوليرا، في عموم المحافظات السورية.

يرفع القطاع الطبي في مناطق شمال غربي سوريا جاهزيته لاستقبال مرضى الكوليرا حيث يعد كوادره لما هو أسوأ، بعد أن شكل تفشي المرض في معظم المحافظات السورية مصدر قلق للأطباء والعاملين الصحيين، عقب الإعلان عن أول إصابة في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي.

فمناطق الشمال السوري تعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالمخيمات العشوائية المزدحمة بالنازحين، وكلها تقريبًا خالية من الشروط الصحية اللازمة ومن الخدمات الطبية، ما يجعلها بيئة ملائمة لتفشي أي وباء وانتشاره بسرعة.

ونبّه عمر فروح أمين سر نقابة أطباء حلب سكان المنطقة، أنه عند الشعور بأعراض الإسهال والقيء الشديد يجب عليهم التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج اللازم، وإنقاذ المريض من الدخول في حالة القصور الكلوي، مؤكدًا جهوزية المستشفيات والكوادر الطبية.

تزامنًا مع ذلك، يجري عدد من الأطباء مع ممثلين من منظمات المجتمع المدني والناشطين، حملات توعية وندوات تشاورية حول مرض الكوليرا وأسباب انتشاره ودور التوعية المجتمعية في الحد من تفشي الأوبئة.

بدورها، أكّدت منظمة الصحة العالمية أنها تعمل مع كل الشركاء والسلطات المحلية في سوريا من أجل السيطرة على بؤر الكوليرا ومنع انتقالها إلى مناطق أخرى، كما دفعت بشحنات طبية إسعافية للمساعدة في علاج المرضى، محذرةً من أنها "تستعد للسيناريو الأسوأ".

المجتمعات تدفع فاتورة الأزمات

وبات الشعب السوري بين خيارات محدودة تضاعف أزمته السياسية والاقتصادية والصحية، وكأن أثقال الحرب على السوريين لا تكفي ليبحث الموت عن سبلٍ أخرى إليه قد لا تكون الكوليرا آخرها.

فالأزمات بكل دول العالم سواء كانت سياسية أم صحية أم اقتصادية، فإن الخاسر الأكبر فيها هي المجتمعات التي تدفع أثمانًا باهظة على مستويات عدة.

وبدأ شبح الكوليرا بالظهور في سوريا على وقع تحذيرات أممية واستنفار داخلي، في ظل شح المصادر الطبية وقلة الموارد المحلية، بينما تعزو مصادر محلية أسباب المرض إلى التلوث الحاصل في مياه نهري الفرات والعاصي.

ونتج عن تفشي الكوليرا، وفاة أكثر من 16 شخصًا خلال الأيام القليلة الماضية في 4 محافظات سورية، مع وجود ما يقارب 3 آلاف حالة اشتباه.

في السياق ذاته، لا يقل الواقع الصحي في باكستان خطورة عن الكوليرا في سوريا، فقد أعلنت السلطات الباكستانية أن الملاريا تتفشى في المناطق التي اجتاحتها الفيضانات في البلاد والتقلبات المناخية.

ووصل عدد الوفيات بسبب الأمراض في باكستان، إلى 324 وسط ضيق شديد في الموارد.

وتشير التقديرات الأممية إلى أن وباء شديدًا قد يؤدي إلى وفاة ملايين الأشخاص، وتدمير ما يصل إلى 1% من إجمالي الناتج المحلي العالمي على الصعيد الاقتصادي.

لذلك، بدأت الأمم المتحدة العمل على الاستثمار في المجال الصحي لإنقاذ حياة 30 مليون إنسان، وتقليل نسبة الوفيات من الأمراض إلى 64% خلال السنوات الـ 4 المقبلة.

في المقابل، ذكر الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا في تقريره لعام 2022، أن نطاق جهود العلاج والوقاية انتعش العام الماضي بعد أن تراجع للمرة الأولى منذ نحو 20 عامًا في 2020.

ويقدر الصندوق، أن عمله أنقذ نحو 50 مليون شخص منذ تأسيسه عام 2002.

"أمراض الفقراء"

من واشنطن، حدد البروفيسور علي فطوم المختص في علم اللقاحات والأدوية والميكروبات، السبب الرئيسي لانتشار مثل هذه الأوبئة كالكوليرا والملاريا بهذه السرعة بغياب وسائل تنقية المياه وتكريرها، إلى جانب القضايا الصحية الأخرى والاقتصادية.

ووصف فطوم هذه الأمراض بأنها "أمراض الفقراء" حيث تعاني الدول الفقيرة من غياب الوسائل المذكورة، وانعدام البنية التحتية للحفاظ على مياه الشرب بطريقة صحية ومنع وصول المياه العادمة عن الحقول الزراعية.

وعليه، يرى البروفيسور في حديثه مع "العربي" أن التعاطي العالمي مع هذه الأزمة يجب أن يكون مباشرًا عبر التحرك السريع على الأرض لمعالجة المشكلة والحد من الانتشار، بالإضافة إلى التحرك الإستراتيجي عن طريق تأمين لقاحات وأدوية فهذا الأمر "ليس على الأجندة العالمية للشركات التي تصنع وتقوم بالأبحاث".

ويضيف: "هناك قصور في البحث العلمي بالنسبة لإيجاد مثل هذه اللقاحات والعلاجات، وفي حال وجودها لا تدخل الشركات الكبرى في عملية إنتاجها وتوزيعها للدول التي تحتاجها".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close