الخميس 28 مارس / مارس 2024

استغلال المعاناة لكسر العزلة.. هل ينجح النظام السوري بتعويم نفسه سياسيًا؟

استغلال المعاناة لكسر العزلة.. هل ينجح النظام السوري بتعويم نفسه سياسيًا؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش أبعاد مطالبة الشبكة السورية لحقوق الإنسان بضرورة عدم منح نظام السوري فرصة للإفلات من العقاب بدعوى تداعيات كارثة الزلزال، بالتزامن مع زيارة كان قد أجراها الأسد إلى سلطنة عمان (الصورة: غيتي)
تتزايد التحذيرات في الآونة الأخيرة من محاولات النظام السوري لاستعادة شرعيته المفقودة بعد سنوات من الجرائم في حق المدنيين في ظل الكارثة التي ضربت البلاد.

طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بعدم إعطاء فرصة للنظام السوري للإفلات من العقاب، وبعدم التهاون مع جرائمه بحجة الكارثة الإنسانية التي خلفها الزلزال.

الشبكة أشارت إلى وجوب الأخذ بعين الاعتبار ما قالت إنه "التاريخ الطويل لتسييس المساعدات من قبل النظام"، مؤكدة أن نهب النظام للمساعدات الدولية والأممية مثبت في عدد كبير من التقارير الحقوقية الدولية والمحلية.

بيان الشبكة السورية جاء بعدما قام رئيس النظام بشار الأسد بزيارة إلى سلطنة عُمان أجرى خلالها مباحثات مع السلطان هيثم بن طارق تناولت علاقات البلدين الثنائية.

وخلال الزيارة، أكد سلطان عُمان استمرار بلاده في دعم سوريا لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات الحرب، كما أعرب عن تطلعه لأن تعود علاقات سوريا مع جميع الدول العربية إلى سياقها الطبيعي على حد تعبيره.

زيارة الأسد تأتي بعد يومين من تصريحات لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في جلسة حوارية ضمن مؤتمر ميونيخ للأمن قال فيها إن إجماعًا بدأ يتشكل في العالم العربي على أن لا جدوى من عزل سوريا وأن الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما حتى يتسنى معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين.

في المقابل، وفي المؤتمر ذاته، شدد وزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح على أن لا خطط لبلاده لتحذو حذو الدول العربية الأخرى في إعادة التواصل مع رئيس النظام السوري.

"النظام السوري يستثمر الكارثة"

وفي هذا الإطار، رأى مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني أن النظام يستثمر الكارثة التي ضربت البلاد، داعيًا إلى عدم الخلط بين الاستجابة للزلزال وتأهيل النظام سياسيًا.

وأكد في حديث إلى "العربي" من الدوحة أن جرائم النظام السوري كانت ولا تزال مستمرة وبينها الإخفاء القسري الذي يطال نحو 111 ألف سوري، إضافة إلى التعذيب والتشريد.

عبد الغني اعتبر أن إعادة العلاقات مع النظام تعني دعمه وتشجيعه على استمراره بجرائمه.

ولفت إلى أنه يؤيد وصول المساعدات إلى جميع السوريين في جميع المناطق، إلا أنه تحدث عن عمليات نهب يقوم بها النظام لهذه المواد، لافتًا إلى أنه (النظام السوري) أنشأ منظمات تستولي على هذه المساعدات وبالتالي لا يقوم بتوزيعها على المتضررين.

"استغلال لمعاناة الشعب السوري"

بدوره، ذكّر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي بأن مرحلة ما قبل الزلزال شهدت أيضًا تقاربًا وتطبيعًا من قبل بعض الدول مع النظام السوري "رغم ممارساته التي هجرت نصف الشعب السوري".

ولفت في حديث إلى "العربي" من الكويت إلى وجود مشكلة أخلاقية وقيمية في النظام العربي، داعيًا إلى مراجعة الحسابات في هذا الإطار.

الشايجي ذكّر بأن عددًا كبيرًا من سكان الشمال السوري الذين تضرروا جراء الزلزال الأخير هم مهجرون بالقوة وبالترهيب من مناطق يسيطر عليها النظام، متسائلًا عن كيفية إيصال المساعدات إلى هؤلاء بحال دخلت عبر مطار دمشق.

وشدد على أن هناك استغلالًا لمعاناة الشعب السوري لتحقيق مكاسب بهدف كسر العزلة المفروضة على النظام السوري.

وتحدث الشايجي عن مفارقة وتباين يظهر في الآونة الأخيرة من خلال انفتاح دول تعتبر أن إيران تهدد الأمن القومي العربي على النظام السوري في وقت أن الأسد يخدم المشروع الإيراني على حد تعبيره.

إيصال أكبر كمية من المساعدات للمتضررين

مساعد وزير الخارجية المصري السابق جمال بيومي قال إن "أسوأ ما يمكن أن يصيب بلدًا ما هو انقسامه ولجوء كل جهة فيه إلى العالم الخارجي لمساندته ما يبعد الحل الوطني الذي يصبح بيد من يسيطر على هذه الجماعة أو تلك".

بيومي عبّر في حديث إلى "العربي" من القاهرة عن تأييده للتواصل مع جميع الأطراف، لافتًا إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصل بالأسد مثلما اتصل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظرًا إلى أن الكارثة ألمت بدولتين عربية وإسلامية وشعبيهما.

وأكد أنه لا يعارض التعاطف مع سوريا بعد الكارثة في حال شمل هذا التعاطف سوريا ككل وليس مع الأسد تحديدًا، معتبرًا ألا مصلحة لمعارضي الأسد بمعاداته من قبل الدول في هذه الفترة وذلك من أجل إيصال أكبر كمية من المساعدات للمتضررين في الزلزال.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة