أثارت استقالة مديرة ديوان الرئيس التونسي قيس سعيّد نادية عكاشة من منصبها جدلًا واسعًا في البلاد. وأرجعت عكاشة الاستقالة إلى وجود "خلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة بالمصلحة العليا للوطن".
وجاء ذلك حسبما نشرته عكاشة مستشارة الرئيس سعيّد على حسابها الرسمي في موقع فيسبوك.
وكان قرار استقالة الشخصية الثانية في قرطاج مفاجئًا بعد أكثر من سنتين من العمل.
"انسداد" أفق مسار 25 يوليو
ووفق معارضي الرئيس سعيّد، فإن استقالة نادية عكاشة هي دليل على انسداد أفق المسار الذي اختاره الرئيس منذ 25 يوليو/ تموز الماضي.
وقال عضو حملة "مواطنون ضد الانقلاب" أحمد الغليوفي، في حديث إلى "العربي": "عكاشة تريد أن تقفز من المركب، خاصة وأن أزمة اقتصادية خانقة جدًا بدأت تلوح بالأفق، وهي لا تريد أن تتحمل الكثير من الأعباء".
الاستقالة ليست الأولى
ولا تعد هذه الاستقالة الأولى في قصر قرطاج، فقد سبقتها استقالات عدة منذ وصول الرئيس سعيّد إلى سدة الحكم بينهم من التحق بمعسكر معارضي الرئيس مثل عبد الرؤوف بالطيب، وهو ما يفسر وجود صراع أجنحة داخل القصر.
من جهته، اعتبر الباحث السياسي صلاح الدين الجورشي أن هذه الاستقالة "جاءت نتيجة حدة الصراع داخل الدائرة الصلبة للرئيس سعيّد".
وما زالت تونس ترزح تحت وطأة أزمة سياسية متواصلة لأكثر من نصف سنة، بعد استئثار الرئيس سعيّد بالسلطات كافة.
استقالة أم إقالة
بدوره، يرى الكاتب الصحافي محمد اليوسفي أن الأمر قد صور على أنه استقالة بحسب المنشور الذي شاركته عكاشة، لكن ما نُشر بعد ذلك يعكس أن ما حصل هو إقالة أو إعفاء.
وأوضح اليوسفي، في حديث إلى "العربي" من تونس، أن هذا الأمر يعكس طبيعة الصراع داخل أجنحة السلطة خلف الرئيس قيس سعيّد.
وقال: "هناك تحولات في العلاقة بين من هم حول الرئيس سعيّد، وربما حين ستكشف هوية المدير أو المديرة المقبلة للديوان الرئاسي؛ يمكن أن نستشرف طبيعة الرهانات السياسية المتعلقة بالمرحلة المقبلة".
ولفت اليوسفي إلى أن هناك محاولات للقفز من السفينة في ظل ارتباك داخل أجهزة الدولة وخلافات حول إدارة سعيّد للملفات السياسية والاقتصادية.