أفرجت سلطات الاحتلال ليلًا، عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، من سجن عوفر غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بوساطة دولية وإقليمية.
وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.
ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى 33 أسيرًا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريًا أم "مدنيًا".
وكانت حافلات تحمل شارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ترافقها مركبات تابعة للجنة شوهدت تغادر السجن حاملة الأسرى الفلسطينيين إلى مناطقهم.
وفي الوقت نفسه، أفرجت إسرائيل عن عدد من الأسرى المقدسيين مباشرة إلى منازلهم في مدينة القدس، حيث أكدت مؤسسات حقوقية فلسطينية نشر أسماء 90 أسيرًا، بينهم 20 طفلًا وفتى، ممن شملتهم المرحلة الأولى من الاتفاق.
إسرائيل تفرج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين
وفي محيط السجن من جهة بيتونيا (بلدة فلسطينية تقع بين القدس ورام الله)، أعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة القريبة من السجن منطقة عسكرية مغلقة، ومنع تجمع ذوي الأسرى.
واحتشد عشرات من ذوي الأسرى المفرج عنهم قرب السجن، انتظارًا لذويهم المحررين، وتعرضوا لإطلاق قنابل غازية من الجيش الإسرائيلي.
ووصل إلى بلدة بيتونيا 78 أسير وأسيرة من سكان الضفة الغربية، في حين نقلت حافلة ثالثة 12 معتقلًا ومعتقلة إلى مدينة القدس.
وبين المعتقلين المُفرج عنهم، خالدة جرار، الشخصية المعروفة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبدت بشعر أبيض وآثار التعب على وجهها.
ومن ضمن المعتقلين المفرج عنهم دلال وفاطمة العاروري، شقيقتا القيادي الكبير في حركة حماس صالح العاروري الذي استشهد في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في يناير/ كانون الثاني 2024.
حشود تستقبل الأسرى الفلسطينيين المحررين
وبعد إطلاق سراح الأسرى، هتفت حشود من الفلسطينيين تجمّعت في بلدة بيتونيا في الضفة الغربية لحافلتين تقلان عشرات الأسرى من سجن عوفر الإسرائيلي إلى الضفة، وأطلقت المفرقعات وحيّتهم برفع إشارات النصر والتلويح بالأعلام.
وكانت الساعة تجاوزت الواحدة والنصف من فجر الإثنين (23:30 بتوقيت غرينتش الأحد)، وكانت الحافلتان تشقان طريقهما في الظلام، وقد أقلّتا غالبية من النساء والأطفال.
وفي البلدة الصغيرة، استقبل المئات على طريق يؤدي إلى مدينة رام الله إحدى الحافلتين وهم يرفعون أعلامًا فلسطينية وأعلام حركة حماس، وصعد عدد منهم على سطحها، بينما كانت تسمع أصوات المفرقعات والألعاب النارية التي أطلقت ابتهاجًا، والزغاريد.
وفيما كانت الحافلتان تشقان طريقهما بصعوبة بسبب الحشود، هتف المحتشدون "الشعب يريد كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس.
وداخل الحافلتين، أمكن رؤية عناصر من الصليب الأحمر الدولي، وفلسطينيين كانوا يحييون الحشود بابتسامات عريضة.
وكانت الحشود انتظرت المفرج عنهم لساعات في بيتونيا. وأوقد عدد منهم النار في محاولة للحصول على بعض الدفء.
