الجمعة 29 مارس / مارس 2024

استقرار أسواق الحبوب.. كيف سينعكس ذلك على أزمة الغذاء العالمية؟

استقرار أسواق الحبوب.. كيف سينعكس ذلك على أزمة الغذاء العالمية؟

Changed

"العربي" يناقش تأثير الاستقرار النسبي في أسواق الحبوب على أزمة الغذاء العالمية (الصورة: رويترز)
 تشهد أسواق الحبوب استقرارًا في الأسعار بعد تمديد اتفاق الصادرات عبر البحر الأسود، لتقارب مستويات ما قبل الحرب الروسية على أوكرانيا.

عادت أسعار القمح أدراجها إلى مستويات قريبةٍ مما كانت عليه قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، فقد هبطت العقود الآجلة للقمح إلى ما دون الـ 8 دولارات للبوشل في بورصة شيكاغو.

أما في أوروبا، فتراجعت إلى 325 دولارًا للطن وسط أجواء إيجابية أشاعها استمرار الإمدادات من المصدّرين الرئيسيين.

ومنذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تراجعت عقود القمح دولارين للبوشل أو أكثر من 20 % ونحو 40 % من ذروة الأسعار التاريخية، المسجلة في الربع الثاني من 2022.

سبب تراجع أسعار القمح

فبعد فترة من عدم اليقين بشأن الإمدادات، وافقت روسيا على تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، والذي يضمن ممرًا تجاريًا آمنًا للسفن التي تحمل الحبوب لمدة 4 أشهر إضافية.

ووفقًا للسلطات الأوكرانية، تمكنت البلاد من تصدير أكثر من 11 مليون طن من الحبوب بواسطة هذه السفن، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ أول أغسطس/ آب الفائت، مما خفّف بشكلٍ كبير من مخاوف النقص.

وبالفعل، تم شحن 4.5 مليون طن من الذرة، و3.2 مليون طن من القمح، بالإضافة إلى كميات كبيرة من بذور اللفت وزيت دوار الشمس، وطحين بذور دوار الشمس والشعير.

في غضون ذلك، زادت البيانات الواردة في تقرير تقديرات العرض والطلب الزراعي العالمي الصادر عن وزارة الزراعة الأميركية من توقعات العرض العالمي والمخزونات لعام التسويق القادم مقارنةً بتوقعات حدوث انخفاض، بحيث عوض ارتفاع الإنتاج في أستراليا وكازاخستان، الانخفاضات المحتملة في الأرجنتين والاتحاد الأوروبي.

العالم يبتعد عن براثن الجوع 

ويأتي هذ الاستقرار بعد عاصفة من الارتفاعات المتكررة لأسعار الحبوب، ويتوقع أن يستمر هذا الهدوء حتى مارس/ آذار المقبل لعلّه يخفف الهواجس من اتساع أزمة الغذاء العالمية.

في هذا السياق، يتحدث نادر نور الدين الخبير الإستراتيجي في الجمعية العامة لمنظمة الأغذية العالمية "الفاو" وخبير بورصات الحبوب والغذاء، عن أن البيان الصادر عن "الفاو" حول أسعار الغذاء العالمية بيّن وجود ارتفاع طفيف يقدّر بـ 5 % بداية شهر نوفمبر، حيث وصل سعر طن القمح الأميركي إلى 330 دولار.

وسبب هذا الارتفاع، فكان التخوف من عدم موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تمديد اتفاقية تصدير الحبوب من أوكرانيا، وفق نور الدين الذي يؤكد أن تدخل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أقنع الجانب الروسي بتمديد الاتفاقية اعتبارًا من 9 نوفمبر لمدة 4 أشهر.

وعليه، عاودت أسعار القمح إلى الانخفاض لتقارب الـ 300 دولار بينما يتوقع أن يواصل هبوطه، بحيث أوضح بيان منظمة الأغذية العالمية أن الأسعار الآن عادت إلى مستويات شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، بحسب خبير بورصات الحبوب والغذاء.

ويردف نور الدين في حديث مع "العربي": "الموافقة كانت تشترط أيضًا موافقة الأمم المتحدة على تصدير الأسمدة والقمح والأغذية الروسية في القريب العاجل، بما سيساهم بدوره في انخفاضٍ جديد بالأسعار بمجرد دخول هذا القرار حيز التنفيذ".

سفن تصدر الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود - رويترز
سفن تصدر الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود - رويترز

مميزات المنشأ الروسي والأوكراني

ومن القاهرة، يلفت الخبير الإستراتيجي في الجمعية العامة لمنظمة الأغذية العالمية أن كل الدول العربية تعتمد بنسبة تصل إلى 80% على استيراد الحبوب والأغذية الروسية والأوكرانية، بسبب كون الحبوب ذات المنشأ الروسي أزهد ثمنًا من المنشأ الأميركي بنحو 10 %.

بالإضافة إلى قرب المسافة بين روسيا وبعض الدول الأخرى التي تعاني اليوم من أزمة مؤقتة في أمنها الغذائي مثل إثيوبيا والقرن الإفريقي، حيث يصل إليها القمح في مدة لا تتجاوز الـ 10 أيام مقارنة بـ 24 يومًا من أميركا، على حد شرح نور الدين.

ويضيف الخبير المصري: "لذلك يتعاقد برنامج الأغذية العالمي مع أوكرانيا وروسيا لشحن القمح إلى دول القرن الإفريقي بما فيها إثيوبيا، بالإضافة إلى المعونات الغذائية التي تقدم لبعض الدول العربية مثل لبنان ومصر والصومال".

وعليه، سيؤدي تمديد الاتفاق بحسب نور الدين من قبل الجانب الروسي إلى وصول الأغذية للدول التي تحتاج مساعدات غذائية، حيث ستصل إلى 44 مليون نسمة يواجهون خطر المجاعة الشديدة، لا سيما وأن القرن الإفريقي يعاني الآن من حالة جفاف نتيجة التغيرات المناخية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close