الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

استمرار المساعي لتجنب المواجهة.. واشنطن تتوقع غزوًا روسيًا لأوكرانيا

استمرار المساعي لتجنب المواجهة.. واشنطن تتوقع غزوًا روسيًا لأوكرانيا

Changed

تقرير يلقي الضوء على تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن حول الأزمة الأوكرانية (الصورة: غيتي)
تخيّر واشنطن روسيا بين الدبلوماسية والمواجهة، لكنها تصعّد عبر إعداد مجموعة واسعة من العقوبات والتبعات الاقتصادية الأخرى لفرضها على موسكو في حال غزوها أوكرانيا.

تكثف واشنطن تحركها الدبلوماسي لمواجهة احتمال التصعيد الروسي على الحدود الأوكرانية، رغم نفي المسؤولين الروس مرارًا التخطيط لغزو أوكرانيا.

هذا النفي من موسكو، يقابله حشد نحو 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا على الأرض، في تعزيزات يقول الغرب إنها استعداد لحرب هدفها منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وتوقع الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأربعاء، أن تقوم روسيا بتحرك نحو أوكرانيا، وقال: إن موسكو ستدفع ثمنًا باهظًا إذا أقدمت على غزو شامل.

وأثارت تصريحات بايدن في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض ضبابية حول طريقة رد الغرب إذا ما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا، مما دفع البيت الأبيض لمحاولة توضيح ما عناه بايدن في وقت لاحق.

وقال بايدن: "أظن أن بوتين سيتحرك، لابد أنه سيقوم بشيء". وأضاف: "روسيا ستحاسب إذا قامت بالغزو، وهذا يعتمد على ما ستفعله. سيكون الأمر مختلفًا لو كان توغلًا بسيطًا".

وتابع: "لكن لو فعلوا حقًا ما بمقدورهم فعله، سيكون الأمر كارثة لروسيا إذا غزت أوكرانيا ثانية". 

وبعد نحو ساعتين من انتهاء المؤتمر الصحافي، أكّد البيت الأبيض أن أي تحرك عسكري روسي إلى داخل أوكرانيا سيؤدي إلى رد صارم.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض: "إذا عبرت أي قوات روسية الحدود الأوكرانية، سيكون هذا غزوًا جديدًا، وسيقابله رد سريع وصارم ومتحد من الولايات المتحدة وحلفائنا".

وأضافت أن شن روسيا هجمات إلكترونية أو استخدامها أساليب شبه عسكرية، سيقابل "برد حاسم ومماثل وموحد". 

 عقد قمة "ممكن"

وقال بايدن: إن عقد قمة ثالثة مع بوتين "لا يزال أمرًا ممكنًا"، وذلك بعد لقاء الزعيمين مرتين العام الماضي. وعبر عن قلقه من أن يؤدي اندلاع صراع في أوكرانيا إلى تداعيات أوسع نطاقًا وإمكانية أن "يخرج عن السيطرة".

وأعد الرئيس الأميركي وفريقه مجموعة واسعة من العقوبات والتبعات الاقتصادية الأخرى لفرضها على موسكو في حالة غزوها جارتها، وقال بايدن: "إن الشركات الروسية قد تخسر القدرة على استخدام الدولار الأميركي". 

وعندما سئل عما يعنيه "بالتوغل البسيط"، قال بايدن: إن أعضاء حلف شمال الأطلسي ليسوا متحدين فيما يتعلق بطريقة الرد اعتمادًا على ما يفعله بوتين، وإن هناك خلافات بينهم.

وذكر أن بوتين طلب منه ضمانات بشأن مسألتين هما عدم انضمام أوكرانيا أبدًا إلى حلف شمال الأطلسي وعدم نشر أسلحة إستراتيجية أو نووية إطلاقًا على الأراضي الأوكرانية.

وتابع: "بوسعنا التوصل إلى حل ما بالنسبة للأمر الثاني" بناء على موقف روسيا.

الدبلوماسية أو المواجهة

وخلال زيارة لكييف أمس الأربعاء لإظهار الدعم لأوكرانيا، حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن روسيا قد ترسل مزيدًا من القوات العسكرية إلى أوكرانيا خلال فترة قصيرة.

واعتبر أن هذه التحركات أعمال عدائية وتحد للنظام العالمي، ودعا موسكو إلى انتهاج السلمية. وقال بلينكن: إن واشنطن تحافظ على المسار الدبلوماسي. وطالب روسيا بأن تختار بين الدبلوماسية والمواجهة.

وشدّد بلينكن على أن زيارته لأوكرانيا ضمن جولة أوروبية تأتي بطلب من بايدن للتأكيد على دعم واشنطن لهذا البلد وأمنه ودول الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن لقاءه بنظيره الروسي سيعقد يوم الجمعة المقبل من أجل معرفة آخر المستجدات الدبلوماسية بشأن أوكرانيا.

وفي سياق الدعم أيضًا، أكّدت الولايات المتحدة أنها سمحت بتخصيص مبلغ إضافي مقداره 200 مليون دولار بمثابة سند أمني ودفاعي لأوكرانيا. 

توحيد المواقف

وأشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون عاطف عبد الجواد إلى أن زيارة بلينكن تهدف إلى توحيد المواقف الأوروبية وموقف دول الناتو مع الموقف الأميركي في حال إتمام غزو روسي لأوكرانيا، إضافة إلى إيجاد تعويض للإمدادات النفطية لأوروبا ولاسيما ألمانيا في حال انقطاعها عمدًا أو بسبب العمليات العسكرية الروسية.

وقال في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "إن الهدف الأهم لزيارة بلينكن هو إعطاء الدبلوماسية فرصة أخرى على مستوى أعلى". 

ولفت عبد الجواد إلى أن بلينكن سيقدم ردًا كتابيًا لروسيا عند لقائه نظيره الروسي. واعتبر أن الولايات المتحدة تتصرف على أساس توقع الأسوأ وهو أن روسيا عازمة على غزو أوكرانيا.

ألمانيا تتمسك بموقفها

من جانبه، أشار الكرملين إلى أن ازدياد التوتر بشأن أوكرانيا يجب أن يثير اهتمام شركاء روسيا بما يشمل ألمانيا. لكن الحكومة الألمانية، أكّدت أمس الأربعاء معارضتها إرسال أسلحة إلى أوكرانيا وسط تصاعد التوتر بين هذه الأخيرة وروسيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سايبرت، في مؤتمر صحافي ببرلين: "إنه ليس هناك أي تغير في موقف حكومة البلاد".

وأضاف سايبرت: "لن يكون هناك أي شحنة أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا. كان هذا هو الحال من قبل خلال الحكومة السابقة وسيظل نفسه مع الحكومة الحالية".

وأعربت الرئاسة الروسية عن أملها في تلقي رسائل مكتوبة عن مقترحاتها الأمنية في الأيام المقبلة ومطالبها الشاملة المتعلقة بضمانات أمنية من الغرب.


تابعوا البث المباشر - العربي أخبار

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close