أفاد موقع "واللا" العبري، اليوم الأحد، بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عقدت الأسبوع الماضي، مشاورات عدة لبحث الوضع في سوريا، حيث كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على هذا البلد العربي منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وتزعم إسرائيل أن غاراتها الجوية تهدف إلى منع ترسانة الأسلحة لجيش النظام السابق من الوقوع في أيدي السلطات الجديدة التي يقودها الرئيس السوري أحمد الشرع الذي وصفته وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنه "ذئب في ثياب حمل".
"دور تركي" في سوريا
وفي هذا الإطار، قال مراسل التلفزيون العربي، أحمد دراوشة، من القدس المحتلة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد مشاورات أمنية مساء الأحد مع قادة الأجهزة الأمنية تتعلق ببحث مسألة حدوث "صدام محتمل" مع الجيش التركي في الأراضي السورية.
وأوضح المراسل أن إسرائيل تقول إنها تلاحظ تعاظم الدور التركي في الأراضي السورية منذ سقوط نظام الأسد.
ولفت إلى أن ما يشغل تل أبيب هو ما يتعلق بالقدرات العسكرية السورية على الرغم من شنها غارات داخل الأراضي السورية، وهذه الغارات مستمرة منذ نحو عقد من الزمن.
كما أشار المراسل إلى أن الإسرائيليين يخشون وصول دفاعات جوية روسية إلى أيدي الجيش السوري الجديد، ولا سيما أن إسرائيل لديها "عقيدة" تتعلق بالحفاظ على التفوق الجوي في المنطقة.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خلصت إلى أن عليها استهداف أي قدرات عسكرية للجيش السوري ومحاربة أي وجود عسكري للدولة السورية في الجنوب السوري، وتحديدًا في المثلث الذي يبدأ من العاصمة دمشق ثم شرقًا وجنوبًا باتجاه السويداء، ومن ثم باتجاه الأراضي التي تحتلها إسرائيل في الجولان، بحسب مراسل التلفزيون العربي.
قلق إسرائيلي من تركيا
ونوه المراسل إلى أن "هناك قضية تقلق إسرائيل تتعلق بمنطقة تدمر بريف حمص وسط سوريا، حيث تزعم وسائل إعلام إسرائيلية نقلًا عن مصادر أمنية أن هناك اتصالات بين الحكومة السورية والجيش التركي من أجل إعطاء منطقة قرب تدمر للجيش التركي مقابل حصول سوريا على دعم اقتصادي وعسكري وسياسي من أنقرة".
وقال المراسل: إن "إسرائيل تعتقد أن وجود الجيش التركي في وسط سوريا يشكل تهديدًا عليها، حيث تسعى لإحباط هذا الأمر".
وكان الجيش الإسرائيلي قصف قبل يومين قاعدتين عسكريتين في تدمر بريف حمص.
ومنذ سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، نفّذت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للنظام السابق في سوريا.
وانتشر الجيش الإسرائيلي أيضًا في المنطقة منزوعة السلاح بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان السورية، انطلاقًا من الجزء من الهضبة الذي احتلته إسرائيل منذ عام 1967 وضمته في عام 1981.
وفي 23 فبراير/ شباط الماضي، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل جنوب سوريا "منزوع السلاح" وأشار إلى أن تل أبيب لن تتسامح مع نشر الحكومة السورية الجديدة قوات إلى الجنوب من العاصمة دمشق، حسب قوله.
