بعد الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية، تتجه الأنظار إلى الفصائل الداعمة لإيران في المنطقة، لا سيما وأنها كانت قد حذّرت الولايات المتحدة من استهداف إيران.
وأشارت جماعة الحوثي في اليمن في بيان، إلى أن ما وصفته بالتورط الأميركي في العدوان على إيران إلى جانب إسرائيل، سيدفع الجماعة إلى استهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر.
وكان الحوثي والأميركي قد أعلنا في مايو/ أيار الماضي عن اتفاق يقضي بوقف الهجمات الأميركية على الحوثيين، مقابل التزام الجماعة بعدم استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر.
أما حزب الله في لبنان، فقد أكد الخميس الماضي في بيان على لسان أمينه العام نعيم قاسم أنه لا يقف على الحياد في المواجهة القائمة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.
وأحدث كلام قاسم جدلًا في لبنان على خلفية إمكانية تدخل حزب الله عسكريًا ضد إسرائيل، كما طرح أسئلة عن التباين في الموقف مع حليفه رئيس البرلمان نبيه بري، الذي أكد أن لبنان لن يدخل الحرب إطلاقًا.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر قولها: إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال انضمام حزب الله إلى الحرب بعد قصف الولايات المتحدة إيران، مشيرةً إلى أن إسرائيل رصدت منذ بداية الحرب استنفارًا داخل الحزب من دون أن يتحول إلى تحركات ميدانية.
وفي العراق، أشارت كتائب حزب الله العراقي في بيان سابق لها، إلى أنها ستستأنف هجماتها على القوات الأميركية وقواعدها ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة، إذا تدخلت واشنطن في الصراع بين إسرائيل وإيران.
استنفار سياسي في لبنان والعراق
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في بيروت محمد شبارو، بأن هناك خشية في لبنان من التطورات في المنطقة عمومًا، وبأن استنفارًا كبيرًا تشهده رئاستَي الجمهورية والحكومة منذ صباح اليوم.
وصباح اليوم الأحد، أكد رئيس الحكومة نواف سلام في بيان، أن المصلحة الوطنية العليا في هذا التوقيت تقتضي عدم زج وتوريط لبنان في الصراع القائم بالمنطقة.
وقال مراسل التلفزيون العربي: بعد زيارة المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك الأخيرة إلى بيروت، كانت كل المؤشرات السياسية في لبنان تستبعد أن تكون هناك حرب ثانية في البلاد وأن يدخل حزب الله في خط المواجهة بين إيران وإسرائيل.
وأوضح أن الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام يعارضون زجّ لبنان في حرب لا مصلحة له فيها، إلا أن الإشارة التي صدرت عن حزب الله قد خلطت الأوراق.
وبحسب المراسل، فقد خضعت كلمة قاسم لقراءات متضاربة عدة في لبنان، بين من فسرها بأنها محاولة تمهيدية لاحتمال تصعيد ما، ومن فسرها بأن المصلحة الوطنية تقتضي تجنيب لبنان هذا الصراع.
وغير بعيد عن إيران، قال مراسل التلفزيون العربي في بغداد حسام محمد علي إن هناك قلق من حصول ردود فعل بعد تهديد كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء في وقت سابق، بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال دخول واشنطن الحرب ضد إيران.
وفيما أشار إلى أن حالة من الترقب والحذر الشديدين تسود الأوساط السياسية في العراق، أكد أن الأوضاع طبيعية في بغداد، ولا توجد أي مظاهر تدل على إمكانية تصعيد ميداني.
وأضاف أن المنصات التابعة للفصائل العراقية لم تصدر أي بيانات بشأن الاستهداف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية صباح اليوم الأحد.