الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

استنفار في المنطقة الخضراء.. مقتدى الصدر يعلن اعتزال العمل السياسي

استنفار في المنطقة الخضراء.. مقتدى الصدر يعلن اعتزال العمل السياسي

Changed

نافذة ضمن "صباح جديد" تناقش مدى جدية دعوة مقتدى الصدر لانسحاب قوى ما بعد 2003 من العملية السياسية (الصورة: رويترز)
أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "الاعتزال النهائي"، وغلق كافة المؤسسات، إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف، وهيئة تراث آل الصدر.

أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الإثنين، اعتزاله النهائي للسياسة، وإغلاق مؤسسات تابعة له، بعد يوم من اقتراحه أن تتخلى "جميع الأحزاب" الموجودة على الساحة السياسية العراقية منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 بما في ذلك حزبه، عن المناصب الحكومية التي تشغلها للسماح بحل الأزمة السياسية المتصاعدة في البلاد.

وعقب إعلان الصدر الاعتزال، أفاد مراسل "العربي" بأن "مناصري التيار الصدري دخلوا المنطقة الخضراء واقتحموا القصر الحكومي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي".

ولفت المراسل إلى أن "القوات الأمنية العراقية دعت المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة، مؤكدة أنها التزمت أعلى درجات ضبط النفس".

"أردت أن أقوّم الاعوجاج"

وكتب الصدر في تغريدة على تويتر: "ما أردت إلا أن أقوّم الاعوجاج الذي كانت السبب الأكبر فيه هي القوى السياسية الشيعية، باعتبارها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقربهم إلى شعبهم، وأن يشعروا بمعاناته".

وأضاف: "كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، والآن أعلن الاعتزال النهائي، وغلق كافة المؤسسات، إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف، وهيئة تراث آل الصدر".

وختم الصدر تغريدته قائلاً: "الكل في حل مني، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".

تغريدة الصدر

وجاءت خطوة الصدر في غمرة خلافات محتدمة بين التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعد الانتخابات النيابية التي أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ليشهد العراق أطول أزمة سياسية.

رسائل إلى إيران

واللافت في بيان الصدر كان الإشارة التي تضمّنها حول المرجع العراقي كاظم الحائري، الذي أعلن صباح اليوم سحب مرجعيته وتحويلها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.

وفي هذا السياق، قال الصدر في بيانه: "يظن الكثيرون بمن فيهم السيد الحائري أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم. وعلى الرغم من استقالة الحائري، فإن النجف الأشرف هو المقر الأكبر للمرجعية هو الحال دومًا".

وكان الحائري قد أعلن صباح الإثنين، استقالته من منصب المرجع، داعيًا إلى "طاعة قائد الثورة الإسلاميّة عليّ الخامنئي لأنه الأجدر والأكفأ على قيادة الاُمّة وإدارة الصراع مع قوى الظلم والاستكبار في هذه الظروف"، على حدّ وصفه.

لكنّ الصدر ألمح إلى ضغوط تعرض لها الحائري للاستقالة من منصب المرجعية، قائلًا: "تصوري أن اعتزال الحائري لم يكن من محض إرادته، وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضًا".

وقبل اغتيال محمد صادق الصدر، والد مقتدى، دعا أنصاره إلى اتباع مرجعية الحائري من بعده. ورغم إعلان مقتدى بقاءه على مرجعية والده، إلا أن التيار الصدري اتبع مرجعية الحائري ومرجعيات أخرى، في أصول دينية لا تؤثر على أداء التيار بشكل عام. وبالتالي فقد اعتبر أن أكثر مقلدي السيد الحائري هم من التيار الصدري.

تصعيد متبادل بين الصدر والإطار التنسيقي

وقبيل إعلان الصدر الاعتزال النهائي، رأى الباحث في الشأن العراقي باسل حسين، أن دعوة زعيم التيار الصدري للأحزاب بالانسحاب من المناصب الحكومية تندرج تحت إطار التصعيد المتبادل، لأن الصدر يعلم جيدًا بأن مبادرته لن تحظى بالقبول، فالشروط التي وضعها لا توجد إلا في المدينة الفاضلة، حسب قوله.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أن الأحزاب السياسية في البلاد لن تكون مستعدة للتخلي عن مكاسبها بدعوة من الصدر، مشيرًا إلى أن دعوة هذا الأخير جاءت من أجل إحراج الإطار التنسيقي.

وتابع حسين أن مقتدى الصدر ما زال تحت تأثير صدمة تحركه الأخير الذي مني بالخيبة أمام مجلس القضاء الأعلى، وأصبح اليوم يفكر بحلول أخرى تكون مدروسة.

ورأى أن الأوضاع في العراق ذاهبة نحو التصعيد، في ظل عدم وجود مبادرات حقيقة في البلاد، ولا سيما وأن الإطار التنسيقي مصر على عقد جلسة في البرلمان.

وفي ظل غياب الخيارات الأخرى في ضوء المعطيات الحالية، أعرب حسين عن اعتقاده أن الأمور في النهاية ذاهبة إما نحو التصادم والاقتتال الشيعي - الشيعي، أو أن يتنازل أحد الأطراف مما يؤدي إلى خفض التصعيد، لكنه قال إنه لا يبدو أن أيًا من الطرفين مستعد للتنازل.

وتابع الباحث في الشأن العراقي، أن المجتمع الدولي تعب من أزمات العراق، مشيرًا إلى وجود محاولات خجولة من قبل البعثة الأممية، التي تحاول تقريب وجهات النظر من دون وجود مبادرة حقيقية.

وأكد أن المجتمع الدولي غير راض عما يحدث في العراق، مستبعدًا انغماسه في الشأن العراقي مرة أخرى على نحو كبير، مشيرًا إلى إمكانية تدخل المجتمع الدولي في حال حدوث اقتتال شيعي - شيعي وتوسعه.

وارتفع منسوب التصعيد بين التيار الصدري والإطار التنسيقي منذ أواخر يوليو/ تموز، مع تبادل الطرفين الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطور الأمور إلى عنف.

ويطالب التيار الصدري بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، فيما يريد الإطار التنسيقي إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط، مطالبًا بتشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات مبكرة.

ويواصل أنصار التيار الصدري منذ نحو شهر اعتصامًا داخل وحول مبنى مجلس النواب، فيما يقيم أنصار الإطار التنسيقي منذ 12 أغسطس/ آب اعتصامًا على طريق يؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close