حصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على فيديو من دبلوماسي في الأمم المتحدة، يظهر أضواء وعلامات الهلال الأحمر على سيارات الإسعاف التي استهدفتها إسرائيل في رفح ما أسفر عن استشهاد عدد من المسعفين.
ففي 30 مارس/ آذار الماضي، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني انتشال جثامين 14 شهيدًا، من بينهم ثمانية مسعفين من طواقمها، وخمسة من طواقم الإنقاذ، وموظف يتبع لوكالة الأمم المتحدة، إثر فقدان آثارهم قبل ثمانية أيام بعد أن حاصرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي.
واستشهد هؤلاء المسعفون في إطلاق الاحتلال النار على سيارات إسعاف في رفح بجنوب قطاع غزة في 23 مارس/ آذار الماضي.
فيديو يدحض رواية الاحتلال عن مجزرة رفح
وأظهر الفيديو المصور الذي نشرته "نيويورك تايمز" وبشكل واضح، أن مركبات الإسعاف والإطفاء، التي كان يستقلها المسعفون وطواقم الدفاع المدني، كانت مُعلّمة بوضوح، وأضواء الطوارئ كانت مضاءة، أثناء تعرضهم لإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال.
وسمع في المقطع الذي جرى تداوله على نطاق واسع دوي رصاص إسرائيلي أطلق صوب رجال الإسعاف في المنطقة، حيث حاول في حينه المسعف مصور الفيديو الاحتماء.
وبعد ثوان وفي نهاية المقطع المصور تردد صوت رجل الإسعاف وهو ينطق بالشهادة.
ويدحض هذا المقطع رواية الجيش الإسرائيلي التي نشرها في 31 مارس/ آذار الماضي عن هذه الواقعة وزعم فيها أنه لم يهاجم "مركبات إسعاف عشوائيًا إنما رصد اقتراب عدة سيارات بصورة مشبوهة من قوات جيش الدفاع دون قيامها بتشغيل أضواء أو إشارات الطوارئ، ما دفع القوات لإطلاق النار صوبها"، وفق ادعائه.
وزعم الجيش أنه قضى في مهاجمته طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر على "أحد عناصر الجناح العسكري لحركة حماس إضافة لـ8 مخربين آخرين ينتمون للحركة الفلسطينية وللجهاد الإسلامي".
مسعف وثّق إطلاق النار قبل استشهاده
وفي هذا الإطار، أشارت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ إلى أن الفيديو الذي نشرته "نيويورك تايمز" لاستشهاد عمال الإغاثة عثر عليه في هاتف أحد المسعفين.
وأكدت في حديث إلى التلفزيون العربي أن الفيديو يدحض الرواية الإسرائيلية بأن مركبات الإسعاف المستهدفة في رفح لم تكن مضاءة.
بدورها، اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الفيديو يثير الشكوك حول رواية الجيش.
وسلطت الجريمة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في رفح أخيرًا، بحق طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني الفلسطيني، الضوء على الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني في قطاع غزة.
وفي 31 مارس/ آذار الماضي، وثّق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، استشهاد 1513 عنصرًا من الطواقم الإنسانية في قطاع غزة، وتدمير مئات المنشآت الطبية ومراكز الدفاع المدني، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال المكتب في بيان إحصائي إن "عدد الشهداء من الطواقم الطبية بلغ 1402 شهيدًا، إضافة إلى 111 شهيدًا من طواقم الدفاع المدني، ليصل الإجمالي إلى 1513 شهيد منذ بدء العدوان".