استهدف الجيش الإسرائيلي، خلال ليل الأربعاء الخميس، مفاعل آراك النووي في إيران، وهي منشأة غير موضوعة في الخدمة، تم توقيفها بموجب بنود الاتفاقية بين طهران والقوى الكبرى بشأن برنامج إيران النووي التي أبرمت عام 2015.
ويقع مفاعل آراك المخصص لإنتاج المياه الثقيلة على بُعد نحو 250 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة طهران، على أطراف قرية خونداب، حيث بدأ العمل به عام 2004.
الماء الثقيل والبلوتونيوم
يُصنف المفاعل كمفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل، ويُستخدم في تبريد المفاعلات النووية، ما يجعله مميزًا من الناحية التقنية.
وقد صُمم بقدرة حرارية تبلغ 40 ميغاواط، وهي قدرة تتيح له إنتاج كميات ملحوظة من البلوتونيوم، وهو ما أثار مخاوف متكررة بشأن إمكانية استخدامه في صناعة الأسلحة النووية.
يُستخدم المفاعل بشكل رسمي لأغراض البحث العلمي وإنتاج النظائر المشعة، وهي استخدامات ذات طابع طبي وصناعي. لكن قدرته على إنتاج البلوتونيوم القابل للاستخدام العسكري جعلته محط أنظار وقلق المجتمع الدولي.
وفي عام 2015، وافقت إيران بموجب الاتفاق النووي مع القوى العالمية على إعادة تصميم المفاعل، في خطوة هدفت إلى تقليل المخاوف المتعلقة بانتشار الأسلحة النووية، ليتم بعدها إزالة نواة المفاعل وصبّ الخرسانة فيه لجعله غير قابل للتشغيل.
وفي عام 2019، أعلنت إيران تشغيل الدائرة الثانوية للمفاعل، وهي خطوة لم تُعتبر آنذاك خرقًا للاتفاق النووي.
ورغم التطمينات الإيرانية، كان مفاعل آراك مصنف ضمن المنشآت ذات الحساسية العالية، وأدرجتها تل أبيب ضمن قائمة الاستهدافات مع العدوان الذي شنته يوم الجمعة الماضي على إيران.
الهجمات الإسرائيلية
وكان مراسل التلفزيون العربي قد أشار إلى أنه لا يوجد أثر لأي إشعاع بعد الضربة الإسرائيلية، وأن منطقة المفاعل النووي خالية، دون ذكر تفاصيل أخرى، وأن الخسائر جراء الضربة مجهولة.
وأوضح أن إسرائيل وجهت في وقت سابق تحذيرًا لسكان آراك وخونداب في وسط إيران بضرورة إخلائهما تمهيدًا لضربة جوية.
وبدعم أميركي بدأت إسرائيل فجر 13 يونيو/ حزيران الجاري هجومًا واسعًا على إيران بمقاتلات جوية بزعم منع طهران من امتلاك سلاح نووي، فقصفت مباني سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين.
ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد بسلسلة هجمات صاروخية باليستية وطائرات مسيّرة، بلغت عدد موجاتها 14، وخلفت إلى جانب القتلى والجرحى أضرار مادية كبيرة، وفق مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي.
وتعتبر تل أبيب وطهران بعضها البعض العدو الألد، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالًا من "حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.