الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

اشتباكات ناغورنو كاراباخ.. هل تشعل حربًا جديدة بين أذربيجان وأرمينيا؟

اشتباكات ناغورنو كاراباخ.. هل تشعل حربًا جديدة بين أذربيجان وأرمينيا؟

Changed

ناقش باسل الحاج جاسم، الباحث في شؤون آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز، الأسباب وراء إندلاع الاشتباكات مجددًا حول ناغورنو كاراباخ (الصورة: غيتي)
اندلعت الاشتباكات مجددًا بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورنو كاراباخ، وسط مخاوف من تطوّرها بشكل أكبر في ظل انشغال روسيا بحرب أوكرانيا.

تجددت الاشتباكات بين القوات الأذربيجانية والأرمينية صباح اليوم الأربعاء، وذلك غداة مقتل العشرات في أعنف قتال بين الجارتين منذ عام 2020.

وأفادت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان بأنها استخدمت المدفعية وقذائف المورتر والأسلحة الصغيرة في هجومها صباح الأربعاء، مؤكدة أنّ "الوضع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية لا يزال متوترًا".

وقالت أرمينيا: إنّ ما لا يقل عن 49 من جنودها قتلوا، فيما أبلغت أذربيجان عن مقتل 50 من عسكرييها أمس الثلاثاء، وحملت كل دولة الأخرى مسؤولية تجدد القتال الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الدعوة للهدوء.

"تحقيق الأهداف العسكرية"

وأعلنت أذربيجان أنها حقّقت أهدافها العسكرية على الحدود مع أرمينيا، واندلعت اشتباكات مسلحة على الحدود بين البلدين أمس الثلاثاء، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين. وتبادل البلدان الاتهامات بالتسبّب في تصعيد التوتر، وخرق وقف إطلاق النار.

وقال أنار إيفازوف، المتحدث في وزارة الدفاع الأذربيجانية: إن القوات الأرمينية قامت بعدة استفزازات على الحدود مع أذربيجان خلال الشهر الماضي، كما قصفت مواقع للجيش الأذربيجاني في هذه المناطق.

وبينما هاجمت القوات الأذربيجانية مواقع أرمينية بالمدفعية والأسلحة ذات العيار الثقيل، أكدت الرئاسة الأرمينية مقتل العشرات من جنودها في الاشتباكات الحدودية، نافية ما وصفتها بـ"الادعاءات الأذربيجانية".

وقال نيكول باشينيان، رئيس الوزراء الأرميني: إن باكو تحاول الادعاء أن هذه الأعمال العسكرية جاءت كرد فعل على الاستفزازات من الجانب الأرميني، لكنها ادعاءات خاطئة تمامًا.

وتعود جذور الصراع بين البلدين لعقود، حول منطقة ناغورنو كاراباخ، التي كانت تضمّ تاريخيًا أغلبية من السكان الأرمن، لكنها كانت جزءًا قانونيًا من أذربيجان في ظل حكم السوفيات.

وهدأت الأجواء قليلًا بتوقيع اتفاق متوتر لوقف إطلاق النار في تسعينيات القرن المنصرم، لكن يستمرّ الفشل في التوصّل إلى معاهدة سلام دائمة حتى اليوم.

الاشتباكات ستتجدّد في ظل غياب تسوية شاملة

ويوضح الباحث في شؤون آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز باسل الحاج جاسم أن هذا الاشتباك ليس الأول بعد الاتفاق الأخير الذي رعته روسيا بالتنسيق مع تركيا عام 2020، ويبدو أنه لن يكون الأخير.

ويشير جاسم، في حديث إلى "العربي"، من لاهاي، إلى أن هناك العديد من العوامل الداخلية المرتبطة بالبلدين، والعوامل الإقليمية والدولية التي سرّعت تجدّد الاشتباكات التي، حتى لو نجحت الهدنة الروسية بإيقافها مؤقتًا، إلا أنها ستتجدّد بعد فترة وجيزة.

ويشرح أن هناك نزاعًا مستمرًا من دون أفق لوجود تسوية شاملة، بالإضافة إلى فراغ أمني في المنطقة، باعتبار أن روسيا هي الضامن الأول للأمن في منطقة جنوب القوقاز، لكن بانشغالها في الحرب على أوكرانيا، بدأ يتراجع دورها في المنطقة.

ويلفت إلى أن هناك جزءًا كبيرًا من الأرمينيين يرفضون اتفاق عام 2020، وبتراجع الدور الروسي، يبدو أن هناك توجّهًا لإحياء عمل مجموعة مينسك.

ويشير إلى أن أذربيجان تتفوّق عسكريًا بشكل واضح على أرمينيا، وقد تكون هذه فرصة لها، مع انشغال روسيا، لتنفيذ الاتفاق بالقوة العسكرية.

وحول الاتهامات الأميركية لروسيا بإشعال النزاع حول ناغورنو كاراباخ، يؤكد جاسم أن الإقليم ليس من حدائق روسيا الخلفية، كما أن هذا النزاع هو النزاع الوحيد الذي تحظى ضرورة حلّه بإجماع روسي-غربي.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close