أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع السورية، في وقت مبكر من اليوم الإثنين، أن القوات الحكومية تصدّت لهجوم شنّته قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ"قسد" على جبهة الأشرفية، بمدينة حلب شمالي البلاد، مؤكدًا وجود إصابات بين الجماعات المهاجمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، العقيد حسن عبد الغني لـوكالة سانا: "تمكنت وحداتنا من التصدي لهجوم شنته قوات قسد على جبهة الأشرفية بمدينة حلب، وأوقعنا خسائر في المجموعات المهاجمة".
وكان مراسل التلفزيون العربي قد أفاد باندلاع اشتباكات بين جهاز الأمن السوري ومجموعات من "قسد"، على أثر استهداف هذه الأخيرة للمدنيين، ما أدى إلى استنفار أمني مكثف في المناطق المحيطة بموقع الاشتباكات في الأشرفية بحلب.
ودفعت إدارة الأمن العام السورية بأرتال عسكرية كبيرة من مدينة مارع باتجاه محافظة حلب، وأظهرت مشاهد مصورة ليلية تقدم تعزيزات عسكرية في سبيل ضبط الأمن والاستقرار.
وأشار مراسل التلفزيون العربي إلى أن مجموعات "قسد" استهدفت بالقنص طرقًا أساسية يسلكها المدنيون، خاصة دوار الليرمون الحيوي في مدينة حلب، ما دفع قوات الأمن العام إلى التصدي لتلك العمليات، قبل وصول تعزيزات عسكرية.
اشتباكات في العاصمة
وفي سياق متصل، تصدت قوات الأمن السوري ليل الأحد الإثنين، لهجوم مسلّح شهدته العاصمة السورية دمشق في منطقة المزة، وتحديدًا في محيط وزارة الإعلام، وفق ما أكد مراسل التلفزيون العربي، حيث قامت مجموعة باستهداف دوريات لقوى الأمن.
وأشار مراسل التلفزيون العربي إلى أنباء عن دحر الهجوم وإلقاء القبض على بعض المهاجمين، وذلك في أول حدث أمني تشهده العاصمة منذ بداية اندلاع المواجهات بين الجماعات التابعة للأسد والقوات الحكومية.
وشهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان خلال الأيام الأخيرة توترًا أمنيًا على وقع هجمات منسقة لمجموعات تابعة لنظام بشار الأسد هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية ومستشفيات، ما أوقع قتلى وجرحى.
وقد أكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني، أمس الأحد، في حديث للتلفزيون العربي، أن عمليات التوثيق "مستمرة ومؤلمة" في الوقت نفسه، حيث بلغت حصيلة الضحايا منذ السادس من مارس/ آذار الجاري 642 قتيلًا.
وإثر ذلك نفذت قوى الأمن والجيش عمليات تمشيط ومطاردة للجماعات التابعة للنظام السابق، تخللتها اشتباكات، وسط تأكيدات حكومية باستعادة الأمن والاستقرار بمدن الساحل، وبدء ملاحقة تلك الجماعات وضباط من نظام الأسد في الأرياف والجبال.
وقد شهدت الأيام الماضية ارتكاب انتهاكات جسيمة، وتوعّد الرئيس أحمد الشرع بمحاسبة الذين وقفوا خلفها.
وفي هذا الصدد، أشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أنّ عصابات خارج إطار الدولة قتلت منذ 6 مارس/ آذار الماضي، 315 شخصًا منهم 148 مدنيًا، بينما قتلت قوات الأمن العام وقوات رديفة 327 شخصًا من المدنيين والمسلّحين منزوعي السلاح.
لجنة للحفاظ على السلم الأهلي
وأمس الأحد، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع قرارًا بتشكيل لجنة للحفاظ على السلم الأهلي مكلّفة بمهام بينها التواصل مع أهالي منطقة الساحل، على خلفية الأحداث الأخيرة.
وفي كلمة متلفزة بشأن أحداث الساحل، قال الشرع مساء الأحد: "نجد أنفسنا أمام خطر جديد يتمثل في محاولات فلول النظام السابق ومن وراءهم من الجهات الخارجية (لم يسمها) خلق فتنة وجر بلادنا إلى حرب أهلية، بهدف تقسيمها وتدمير وحدتها واستقرارها".
وأردف: "لن نتسامح مع فلول الأسد، الذين قاموا بارتكاب الجرائم ضد قوات جيشنا ومؤسسات الدولة، وهاجموا المستشفيات وقتلوا المدنيين الأبرياء، وبثوا الفوضى في المناطق الآمنة".