بعد يوم من إعلان الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الحلف، أن كييف ستصبح عضوًا في الناتو، اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أن ضم بلاده للحلف "مستحيل" قبل نهاية الحرب مع روسيا.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأستوني الار كاريس قال زيلينسكي: "إن الانضمام إلى الناتو هو أفضل ضمان لأمن أوكرانيا"، مردفًا بالقول: "لكننا نفهم أننا لن نجر أي دولة في الناتو إلى الحرب".
"أمر مستحيل"
ومضى الرئيس الأوكراني الذي يصر على ضم بلاده للناتو عقب شن روسيا حربًا على بلاده منذ 15 شهرًا: "لذلك، نتفهم أننا لن نصبح عضوًا في الناتو ما دامت هذه الحرب مستمرة، ليس لأننا لا نريد ذلك بل لأن ذلك مستحيل".
ويعد هذا الاعتراف نادرًا من الرئيس الأوكراني في هذا التوقيت الذي تشتد فيه معارك الشرق، وفي وقت كثف ضغوطه منذ بدء الهجوم الروسي لضم بلاده في أسرع وقت ممكن إلى الحلف.
وزارة الدفاع الروسية تعلن صد هجوم مسلح نفذه مجموعة قادمة من #أوكرانيا في منطقة بيلغورود الحدودية و #كييف تنفي صلتها بالعملية 👇#روسيا تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/4y4GVmoID6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 24, 2023
والخميس، طالب زيلينسكي خلال لقاء للمجموعة السياسية الأوروبية في بولبواكا في شرق مولدوفا، بضم بلاده ومولدوفا إلى حلف شمال الأطلسي، قائلًا: إن الشكوك حول انضمام بلاده تعرض أوروبا للخطر.
الكرملين يحذر من مشاكل بحال انضمام كييف للناتو
وقال زيلينسكي: "يجب أن تكون كل الدول الأوروبية التي تتشارك حدودًا مع روسيا والتي لا تريد أن تأخذ روسيا جزءًا من أراضيها، أعضاء كاملي العضوية في الناتو والاتحاد الأوروبي".
والأطلسي الذي يؤيد من حيث المبدأ ضم هذا البلد، يبقي الغموض حول الجدول الزمني إذ إن دخول كييف إلى الحلف قد يسبّب تصعيدًا في النزاع لأن روسيا تعتبر مثل هذا التوسع خطا أحمر.
في المقابل، قال الكرملين إن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي سيتسبب، في حالة حدوثه، في مشاكل لسنوات طويلة قادمة.
وردًا على سؤال عن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى التحالف، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "نأسف أن نقول إن هذا يشير إلى عدم استعداد كييف وعدم رغبتها وعدم قدرة نظامها على حل المشكلات الحالية على طاولة المفاوضات".
وأضاف بيسكوف: "عضوية أوكرانيا في الحلف هي بالطبع من الأسباب الأساسية لإثارة القلاقل وسيترتب على ذلك مشكلة محتملة لسنوات طويلة مقبلة".
ضمانات أمنية لأوكرانيا
وكان ستولتنبرغ أكد في أوسلو الخميس ضرورة "وضع أطر لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد نهاية الحرب".
ويمكن منح هذه الضمانات من الدول الأعضاء في الناتو، في انتظار انضمام أوكرانيا إلى التحالف، وهو أمر سيبقى بعيد المنال طالما أنها في حالة حرب مع روسيا.
وقد تكون تلك الضمانات تسليم أسلحة وتقنيات بالإضافة إلى تدريب أفراد عسكريين، لا سيما طيارين مقاتلين من شأنهم أن يجعلوا أوكرانيا أقرب إلى معايير الناتو.
وكان الإعلامي الأوكراني ميخاييل الاندارينكو أشار إلى أن بعض الدول المترددة تعتبر أنه يمكن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا دون انضمامها لحلف شمال الأطلسي، لافتًا إلى أن الخلاف في الناتو سيصب في مصلحة روسيا التي تعارض انضمام أوكرانيا.
وأكد الاندارينكو في حديث سابق إلى "العربي" من كييف، أن ما يهم السلطات الأوكرانية هو استمرار الدعم العسكري الغربي وتزويدها بطائرات إف- 16 الأميركية، فيما تتواصل تدريبات الجنود الأوكرانيين في بريطانيا وألمانيا ودول أخرى.