الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

اعتقالات استباقية وتعزيزات أمنية.. إسرائيل تتوعّد بمزيد من العنف

اعتقالات استباقية وتعزيزات أمنية.. إسرائيل تتوعّد بمزيد من العنف

Changed

حملة اعتقالات واسعة شنتها القوات الاسرائيلية في مناطق مختلفة بالقدس المحتلة
باستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت اعتدى الاحتلال على المصلين (غيتي)
في القدس، رفع لحالة التأهب من جانب الاحتلال، وفي غزة إطلاق بالونات حارقة تجاه المستوطنات الإسرائيلية.. فما الذي ستشهده الساعات المقبلة؟

بددت قوات الاحتلال الإسرائيلية مساء أمس سكينة المصلين العُزّل داخل المسجد الأقصى في أيام رمضان الأخيرة بعد اقتحامه.

فباستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت اعتدى الاحتلال على المصلين لتفريقهم. وارتفعت حصيلة الإصابات بين الفلسطينيين إلى 205 مصاب.

إصابات بالرأس

وتحدث المشرف العام في مستشفى المقاصد محمد الصوافطة عن أكثر من 50 إصابة تراوحت بين الطفيفة والمتوسطة وعالية الخطورة.

وإذ لفت إلى أنه تم التعامل مع كافة الحالات، أشار إلى 10 حالات تقريبًا تم إدخالها إلى المستشفى ولدى بعضها إصابات في الرأس".

وأوضح أن "معظم الإصابات كانت مختلفة عما سبق؛ من حيث أن أغلبها جاء في الوجه والفكين والعينين وكانت مستهدفة". وأردف بالقول: "تقريبًا، ومن أصل 40 إصابة وصلتنا، جاءتنا 25 إصابة على هذا الحال".  

تصعيد مؤكد

إلى ذلك، أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب في محيط المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، تحسبًا لإحياء الفلسطينيين ليلة القدر.

وفي هذا الصدد، يشير مراسل "العربي" أمير الخطيب إلى حملة اعتقالات واسعة شنتها القوات الإسرائيلية في مناطق مختلفة بمدينة القدس المحتلة واستهدفت أكثر من 13 شابًا مقدسيًا.

ويوضح أن ذلك يدل على أن حملة اعتقالات "استباقية لتصعيد قد يطرأ في الساعات أو في الأيام المقبلة".

ويردف: "من جانب آخر يبدو أن إسرائيل والمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية تهيئ نفسها بشكل معلن وواضح لتصعيد قد يحصل في هذه الليلة أو في الأيام المقبلة، وكذلك استمرار المواجهات مع الشبان المقدسيين والمرابطين أيضًا من خارج القدس ومن داخلها".

وإذ يشير إلى جلسة أمنية لمشرفين ومسؤولين أمنيين كبار على أعلى مستوى أكدت هذا الموضوع، يلفت إلى أن "المراسل العسكري للقناة الثالثة عشرة الإسرائيلية نقل عنهم أنهم لن يتعاملوا إلا بصرامة مع أي إخلال بالنظام".

ويشرح أن "الإخلال بالنظام" هنا يُقصد به "الحديث فقط عن وجود ربما في باحات المسجد الأقصى المبارك".

ويضيف أن "جميع الترجيحات التي صدرت عن الجهات الأمنية والعسكرية للاحتلال الإسرائيلي تتحدث عن تصعيد مؤكد قد يحصل في هذه الأيام وفي هذه الليلة، على وجه الخصوص".

ويتوقف عند ما "قيل على لسان أحد المسؤولين العسكريين لدى الاحتلال من حيث إن هذه الليلة ستكون أعنف من الليلة الماضية بكثير"، متحدثًا عن تعزيزات كبيرة في مدينة القدس؛ سواء أكان في محيط البلدة القديمة عند باب العامود وأبواب مختلفة منها، أم في حي الشيخ جراح؛ إذ تمنع القوات الخاصة وقوات حرس الحدود الموجودة هناك الدخول تمامًا إلا للمستوطنين المسلحين".

بالونات حارقة من غزة

في قطاع غزة، يشير مراسل "العربي" صالح الناطور إلى انتشار صور لمجموعات من وحدات الإرباك الليلي وهي تطلق بالونات حارقة تجاه المستوطنات الإسرائيلية.

ويلفت إلى أنه "كان أُعلن بالأمس عن أن هذه المجموعات ستستأنف نشاطها، لا سيما فيما يتعلق بالتظاهرات الليلية التي من المتوقع أن نشهدها هذه الليلة أيضًا على الشريط الحدودي شرق قطاع غزة".

ويعتبر أن هذه الساحة من المواجهة بدأت مع تصاعد لهجة الفصائل الفلسطينية، مشيرًا إلى "مؤتمر صحافي لكتائب المقاومة الوطنية، الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، قالت فيه إنها تعلن النفير العام واستعداد مقاتليها للمواجهة إذا ما استمرت هذه الاعتداءات في القدس والمسجد الأقصى...".

ويذكر الناطور بتصريحات لمسؤولين في حركة حماس وفصائل أخرى كحركة الجهاد الاسلامي، تدعو كلها إلى إشعال ساحات المواجهة في كل الأراضي الفلسطينية وإلى الانطلاق باتجاه الحواجز العسكرية الإسرائيلية ونقاط التماس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي استعدادًا ليوم الثامن والعشرين من رمضان، والذي يُتوقع أن يشهد اقتحامات للمسجد الأقصى".

ويشرح أن "فصائل المقاومة تستعد لما تسميه بالمواجهة الكبرى أو المعركة الحقيقية التي ستكون في الثامن والعشرين من رمضان، إذا ما أقدم المستوطنون على اقتحام للمسجد الأقصى واستمرت هذه الاعتداءات الإسرائيلية".

وينوّه إلى أن "حماس" صعّدت بشكل ملحوظ وغير مسبوق من لهجة التهديد، مشيرًا إلى غطاء فصائلي من المقاومة وغطاء سياسي لهذه التحركات الجماهيرية إضافة إلى حراك داخل المدن والمحافظات.

"بؤرة إلهام للفلسطينيين"  

بدوره وتعليقًا على التطورات، يشير الباحث السياسي ساري عرابي في حديثه لـ "العربي" إلى أن التصعيد الذي حصل ليلة أمس في المسجد الأقصى ناجم عن أكثر من سبب لدى الاحتلال الإسرائيلي.

ويشرح أن "الاحتلال الإسرائيلي انكسر في الهبات المقدسية الأخيرة؛ هبّة باب الأسباط والبوابات الإلكترونية، وكذلك في هبّة مصلى الرحمة وهبّة ساحة العمود. وأراد استرداد هيبته في المدينة المقدسة على وجه التحديد للاستمرار في المشاريع الاستيطانية التي تهدف إلى تهويدها وفصلها عن فضائها الجغرافي والديموغرافي الفلسطيني".

ويلفت إلى أن "الاحتلال كان مصرًا على التمهيد من أجل اقتحام المجلس الأقصى ليلة الثامن والعشرين من رمضان، لأن هناك مجموعات منظمة من المستوطنين هي أقرب إلى الميليشا المحميّة من الحكومة والقوات الإسرائيلية، وتنفّذ مشاريع استعمارية في سياق رؤية يمينية إسرائيلية، كانت تريد أن تقتحم المسجد الأقصى ليلة 28".

ويعتبر عرابي أن الحشود الضخمة التي كانت موجودة في المسجد الأقصى أمس استفزت الاحتلال الإسرائيلي فاندفع من أجل تفريغه وتبديد حشود المعتكفين من أجل السماح والتمهيد للمستوطنين باقتحام المسجد، يؤكد أن المدينة المقدسة هي الآن بؤرة إلهام للفلسطينيين في كل مكان.

ويردف بالقول: "من الواضح أن الأحداث هذه المرة فيها مختلفة عن الهبّات السابقة". ويشير إلى أن قضية الشيخ جرّاح على وجه التحديد قضية مؤلمة جدًا للكرامة الفلسطينية والمشاعر الفلسطينية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close