استُشهد فجر اليوم الأربعاء شاب فلسطيني، وأُصيب واعتُقل آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيمات العين وبلاطة وعسكر في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وذلك ضمن سلسلة التصعيد والحصار الذي يفرضه الاحتلال على شمال الضفة.
وأفادت مصادر أمنية وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بأن قوات خاصة إسرائيلية "مستعربون" تسللت إلى مخيم العين غرب المدينة، وأطلقت الرصاص الحي باتجاه مركبة داخل المخيم، ما أدى إلى استشهاد الشاب عدي عادل القاطوني، الذي كان موجودًا في محيط المركبة المستهدفة.
مواجهات واعتقالات
وأضافت المصادر ذاتها أن مواجهات اندلعت داخل المخيم، أصيب خلالها ثلاثة مواطنين، أحدهم بالرصاص الحي في البطن واليد وتم اعتقاله، وآخر أصيب نتيجة الاعتداء عليه بالضرب، وثالث جراء سقوطه من مكان مرتفع.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت منازل عدة، ونشرت قناصتها فوق أسطحها، قبل أن تشرع بحملة تفتيش اعتقلت خلالها عدة مواطنين.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيمات بلاطة وعسكر القديم والجديد شرق نابلس وداهمت عددًا من المنازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت آخرين، مؤكدة أن قوات الاحتلال ما زالت موجودة داخل مخيم العين، وفي محيط مخيمي عسكر وبلاطة، حيث نقلت وكالة "الأناضول" عن شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت 4 فلسطينيين هناك، بعد الاعتداء عليهم بالضرب.

من جانبها، قالت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا": إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت عائلات عدة على مغادرة منازلها في مخيم العين، وأبلغتهم بعدم العودة إلا بعد 3 أيام.
وفي السياق نفسه، قامت قوات الاحتلال باقتحام بلدة سلواد شرق مدينة رام الله وسط، وداهمت منازل وقامت بتخريبها، منذ ساعات الفجر الأولى من اليوم، حيث أقدم الجنود على مداهمة المنازل وتخريبها وتفتيشها وتحطيم محتوياتها والتحقيق مع الأهالي.
وأقدمت قوات الاحتلال على اقتحام جميع حارات وأحياء البلدة، وسط انتشار للجنود في الشوارع ومنع الأهالي من الحركة، وداهم جنود منازل الأسرى المحررين في صفقة "وفاء الأحرار عام 2011"، وأقدموا على تفتيش منازلهم.
اقتحام جديد للأقصى
وفي القدس، عاود عشرات المستوطنين صباح اليوم اقتحام المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وسط دعوات فلسطينية متواصلة للاعتكاف داخله خلال الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات، وأدوا جولات استفزازية وصلوات تلمودية في باحاته، فيما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط البلدة القديمة، وعند أبواب الأقصى، وأعاقت دخول المصلين للمسجد.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت مساء أمس الثلاثاء، المسجد الأقصى ومنعت مصلين حاولوا نصب خيامهم، من أجل الاعتكاف في الأيام المتبقية من شهر رمضان.
ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه في مخيمات شمالي الضفة، بعملية عسكرية أطلق عليها "السور الحديدي"، ما أسفر عن استشهاد واعتقال عشرات الفلسطينيين.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لاستشهاد أكثر من 937 فلسطينيًا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفًا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.