عبر عضو الكونغرس الأميركي بيني تومبسون عن اعتقاده بأن اعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل، أحد أبرز وجوه الحركة الاحتجاجية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، "غير قانوني".
وأشار تومبسون في مقابلة مع التلفزيون العربي على هامش لقاء جمع نشطاء يزورون أعضاء الكونغرس من أجل حثهم على العمل للدفاع عن الناشط خليل، إلى أنه سيقوم بتوجيه رسائل إلى الإدارة الأميركية مفادها أن الاعتقال بسبب قضية الرأي غير قانوني.
وقال تومبسون للتلفزيون العربي: "سنوجه رسائل لنقول إن ما حدث غير مناسب وغير قانوني"، مضيفًا "أن يعتقل خليل بسبب قضية رأي غير مناسب. وكوني أميركي أسود أتعاطف بشكل كبير مع حقوق الأفراد وسأدعم ذلك دائمًا".
محروم من المشورة القانونية
وكان رمزي قاسم وهو محامي خليل أمام محكمة فدرالية في نيويورك قد أفاد الأربعاء بأن خليل قد حُرم من الحصول على مشورة قانونية، بعد أن كان الرئيس دونالد ترمب قد تعهد بترحيل الطلاب الأجانب الذين تظاهروا تأييدًا للفلسطينيين في الجامعات الأميركية.
واعتقلت السلطات الأميركية محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا وأحد أبرز وجوه الحركة الاحتجاجية التي اندلعت ردًا على جرائم إسرائيل في قطاع غزة، قبل أن تقتاده إلى لويزيانا في نهاية الأسبوع.
ولم توجه الحكومة أي اتهامات إلى خليل، بل ألغت فقط إقامته الدائمة بسبب مشاركته في الاحتجاجات.
وأثار اعتقاله غضب معارضي إدارة ترمب وكذلك المدافعين عن الحريات الذين يعتبرون أنه قد تكون لمثل هذه الخطوة تأثيرات مخيفة على حرية التعبير في الولايات المتحدة.
منعه من لقاء المحامي
وقال محامي خليل، إن موكله تحدث فقط إلى محامين عبر خط هاتف خاضع للمراقبة من لويزيانا، ولم يتمكن حتى الآن من إجراء محادثة طويلة معهم.
وأضاف قاسم للمحكمة أن خليل "اعتقل ليلًا أثناء عودته إلى المنزل مع زوجته واقتيد مسافة ألف ميل إلى لويزيانا"، مشيرًا إلى أن زوجة موكله، وهي مواطنة أميركية، حامل في الشهر الثامن بطفلهما الأول.
وتابع أن خليل "اعتقل وخضع لإجراءات الترحيل (...) لأنه كان يدافع عن حقوق الفلسطينيين"، طالبًا المساعدة للسماح لموكله بلقاء محاميه.
وأمر القاضي جيسي فورمان بالسماح بأن يتلقى خليل مكالمة واحدة يومية بدون مراقبة.
"كنت ساذجة"
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز"، كشفت زوجة الناشط خليل أن زوجها سألها قبل يومين من اعتقاله على يد عملاء بوزارة الأمن الداخلي ما الذي يجب فعله إن طرق موظفو الهجرة باب منزلهما. وقالت نور عبد الله (28 عامًا)، التي تزوجت خليل منذ أكثر من عامين، إنها كانت في حيرة من أمرها. وتتذكر أنها أخبرته أنه بصفته حاملًا لإقامة دائمة قانونية بالولايات المتحدة، فلا داعي للقلق.
وقالت نور، وهي مواطنة أميركية حبلى في شهرها الثامن، لوكالة "رويترز" في أول مقابلة إعلامية لها: "لم آخذ كلامه على محمل الجد. من الواضح أنني كنت ساذجة".
وقيد موظفون بالوزارة خليل بالأصفاد يوم السبت في ردهة مبنى للسكن الجامعي مملوك للجامعة في مانهاتن. وجلست نور أمس الأربعاء في الصف الأمامي بقاعة محكمة في مانهاتن، بينما كان محامو خليل يجادلون أمام قاض اتحادي بأنه اعتُقل انتقامًا من دفاعه الصريح عن قطاع غزة. وقال المحامون للقاضي إن ذلك انتهاك لحق خليل في حرية التعبير.
ومدد القاضي أمرًا بمنع ترحيل خليل في حين ينظر في ما إذا كان الاعتقال دستوريًا.
وقال ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يقدم دليلًا إن خليل (30 عامًا) يدعم حركة المقاومة الإسلامية "حماس". لكن الإدارة الأميركية نفت اتهامه بارتكاب جريمة، ولم تُقدم أدلة على دعم خليل المزعوم للحركة.
ويقول ترمب إن وجود خليل في الولايات المتحدة "يتعارض مع المصالح الوطنية والسياسة الخارجية"، وفق قوله.
"روح طيبة وصادقة"
ونقلت الإدارة الأميركية خليل يوم الأحد من سجن تابع لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية في إليزابيث بولاية نيوجيرزي بالقرب من مانهاتن إلى سجن في ولاية لويزيانا على بعد حوالي 2000 كيلومتر.
والتقت نور بخليل في لبنان عام 2016 عندما انضمت إلى برنامج تطوعي كان خليل يُشرف عليه في منظمة غير ربحية تُقدم منحًا دراسية للشباب السوري. وبدأت علاقتهما كصديقين قبل أن تُفضي علاقة عن بُعد استمرت سبع سنوات إلى زواجهما في نيويورك عام 2023.
وقالت نور واصفة زوجها: "إنه شخص رائع يهتم كثيرًا بالآخرين. روحه طيبة وصادقة للغاية".
وينتظر الاثنان مولودهما الأول في أواخر أبريل/ نيسان. وقالت نور إنها تأمل أن يكون خليل حرًا بحلول ذلك الوقت.
وقالت: "أعتقد أن رؤيته طفله الأول من خلف حاجز زجاجي سيكون أمرًا مدمرًا للغاية بالنسبة لي وله".
وأعلنت الحكومة الأميركية أنها بدأت إجراءات ترحيل خليل، وتدافع عن احتجازه في المحكمة حتى ذلك الحين.
ووصف ترمب حركة الاحتجاج الطلابية المناهضة لإسرائيل بأنها "معادية للسامية"، وقال إن اعتقال خليل "هو الأول من بين اعتقالات عديدة قادمة".