الخميس 28 مارس / مارس 2024

اعتماد مستمر على الواردات.. ما هو واقع الأمن الغذائي في العالم العربي؟

اعتماد مستمر على الواردات.. ما هو واقع الأمن الغذائي في العالم العربي؟

Changed

فقرة من "صباح جديد" تسلط الضوء على تحديات الأمن الغذائي في العالم العربي (الصورة: غيتي)
عانى نحو 193 مليون شخص في 53 دولة عام 2021 من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بسبب ما وصفته الأمم المتحدة بالمزيج الثلاثي السام، الصراع والطقس وجائحة كورونا.

حذّرت الأمم المتحدة من أن عدد الأشخاص الذين لا يملكون ما يكفي من الطعام بشكل يومي قد يصل إلى مستويات مروعة، مع الأضرار التي تسببها الحرب في أوكرانيا على إنتاج الغذاء عالميًا.

فقد عانى نحو 193 مليون شخص في 53 دولة عام 2021 من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بسبب ما وصفته الأمم المتحدة بالمزيج الثلاثي السام: الصراع والطقس المتقلب والآثار الاقتصادية لجائحة كورونا.

وأوضحت الأمم المتحدة أن العدد الإجمالي للذين لا يمتلكون طعامًا كافيًا بشكل يومي زاد بمقدار 40 مليونًا خلال العام الماضي، ما يؤكد اتجاهًا مقلقًا للزيادات السنوية على مدار عدة أعوام.

وبحسب التقرير العالمي لأزمة الغذاء، فإن البلدان التي تعاني من صراعات طويلة الأمد، ومن بينها أفغانستان والكونغو وإثيوبيا ونيجيريا وجنوب السودان وسوريا واليمن، فيها أكبر عدد من السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

ويتوقع التقرير أن يواجه الصومال واحدة من أسوأ أزمات الغذاء في عام 2022 بسبب الجفاف الذي طال أمده، وزيادة أسعار المواد الغذائية والعنف المتواصل.

واقع الأمن الغذائي في العالم العربي

وفي هذا الإطار، أوضح الأستاذ المحاضر في تكنولوجيا الأغذية وسلامة الغذاء في "الجامعة اللبنانية الدولية" علاء أبو ديب، أنه على الرغم من توفر الموارد الطبيعية كالأرض والمياه والبشر في العديد من الدول، إلا أن الزراعة حتى الآن لم تحقق الزيادة المستهدفة للإنتاج، في مقابل الطلب على الأغذية، لذلك اتسعت الفجوة الغذائية ما أدى إلى حالة من العجز الغذائي.

ولفت في حديث لـ"العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، إلى أن الدول العربية تستورد أكثر من نصف احتياجاتها من السلع الغذائية الرئيسية، ما يؤثر سلبًا على المستهلك، بسبب زيادة الأسعار بنسبة مرتفعة، جرّاء أي أزمة عالمية ممكن أن تحدث على غرار جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا.

وأضاف أبو ديب أن الأوضاع في العالم العربي متفاوتة ما بين دول الخليج والدول العربية الأخرى، حيث تكمن المشكلة الرئيسية في العمل على الطرق التقليدية، دون الالتفات إلى التهديدات مع ارتفاع أعداد السكان بحلول 2050 إلى نحو 10 مليارات نسمة، لافتًا إلى أن الدول العربية غير قادرة على تأمين الأمن الغذائي إلا في طريق مضاعفة الإنتاج الزراعي بطرق مستدامة وأكثر فعالية.

وقام جهاز الاستثمار العماني وشركة "ماي" وتكنولوجي بتأسيس مشروع مشترك رائد يستخدم التمور المزروعة محليًا لإنتاج بروتين عالي الجودة.

وفي هذا الصدد، قال أبو ديب: إن "هذه الفكرة مهمة والعالم العربي بحاجة لمثل هذه المبادرات ليتخطى المشكلة التي يعاني منها في ظل عمليات هدر الطعام الكبيرة".

وشدد على أهمية الشراكة بين المؤسسات المحلية والمؤسسات الدولية من ناحية جذب الخبرات العالمية وتأمين فرص عمل للسكان المحليين، مشيرًا إلى أن القدرات في العالم العربي متوفرة وبحاجة إلى تمويل.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close