الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

اغتصاب سيدة في عالم "الميتافيرس".. كيف حدث ذلك وما هي سبل الحماية؟

اغتصاب سيدة في عالم "الميتافيرس".. كيف حدث ذلك وما هي سبل الحماية؟

Changed

شرح مفصّل مع المختص في الجرائم الإلكترونية أحمد بطو حول مخاطر عالم "الميتافيرس" (الصورة: غيتي)
كشفت طبيبة نفسية بريطانية أنّها تعرضت للتحرش الجنسي في إحدى ألعاب "ميتافيرس" داخل منصة "هورايزن وورلد"، واصفة ما حدث لها بأنه "كابوس سريالي".

انتقلت الجرائم من العالم الحقيقي إلى الواقع الافتراضي، بحيث تم تقديم عدد كبير من شكاوى التحرش والاغتصاب التي بدأت تتزايد في بعض الألعاب على منصة الواقع الافتراضي الذي طورته شركة "ميتا" (فيسبوك سابقًا).

وآخر هذه البلاغات، شكوى تقدمت بها طبيبة بريطانية تعرضت للتحرش الجنسي في إحدى هذه الألعاب على منصة "هورايزن وورلدز" في "ميتافيرس".

هذه الواقعة التي تكاد تعد أنها قصة من عالم الخيال، هي في الواقعة حادثة مرعبة تعكس معاناة حقيقية نعيشها في واقعنا اليومي، فيما تنذر أنه على المستخدمين المهتمين بعالم "ميتافيرس" الاستعداد للأسوأ في هذا العالم.

كابوس سريالي

وفي التفاصيل، فقد تعرضت طبيبة نفسية بريطانية اسمها نينا جين باتيل، للتحرش الجنسي عند دخولها "هورايزن فينيوز" الذي يعد جزءًا من المشروع الذي تطوره شركة "ميتا" لعالم "الميتافيرس".

وكشفت باتيل أنها كانت تجري بحثًا عن عالم "الميتافيرس" عندما سجلت دخولها إلى اللعبة وتكوين شخصيتها الافتراضية الخاصة أو ما يعرف بـ"آفاتار"، واصفةً ما حدث بأنه يشبه "كابوسًا سرياليًا".

وأوضحت أنّها اختارت أن تكون الشخصية الافتراضية تشبهها تمامًا، فقررت أن تكون شقراء في منتصف العمر ترتدي الجينز وقميصًا بأكمام طويلة.

وفي غضون 60 ثانية فقط من دخولها إلى منطقة في "ميتافيرس"، تعرضت شخصية باتيل الافتراضية لتحرش لفظي وجنسي من 3 أو 4 شخصيات رمزية من الذكور بأصوات ذكورية، قبل أن يقوموا باغتصاب "آفاتار" نينا جماعيًا ملتقطين صورًا للواقعة.

تجربة مروّعة

وقالت نينا، وهي أم تبلغ من العمر 43 عامًا إنّ ما حصل كان تجربة مروعة حدثت بسرعة كبيرة حتى قبل أن تتاح لها الفرص بالتفكير في استخدام طريقة لحماية مساحتها الشخصية.

وأضافت أنها تجمدت من هول ما حصل معها، على الرغم من أن هذا الحادث يبقى افتراضيًا لم تتعرض فيه الضحية إلى أذية مباشرة، إلا أن السيدة أكدت في مدونة أنّ ما حصل شكّل لها صدمة وأشعرها بالإهانة.

وتابعت أن ردّ فعلها الجسدي والنفسي كان "أقرب إلى ما يحدث في الحياة الواقعية".

بدورها، تأسفت شركة "ميتا" على هذه التجربة التي تعرضت لها الطبيبة البريطانية، وعليه، كشفت الشركة عن إضافة أداة أطلقت عليها اسم "الحدود الشخصية" (Personal Boundary) بهدف الحفاظ على حدود المساحة الشخصية داخل اللعبة.

وتهدف هذه الأداة إلى مساعدة المستخدمين على تجنب التفاعلات غير المرغوب فيها سعيًا لمزيد من الحماية، وتجنبًا لتكرار مثل هذا الاعتداء الإلكتروني.

هل ستحمي خاصية "الحدود الشخصية" من التحرش؟

ومن الناصرة يتحدث المهندس المختص في أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية أحمد بطو لـ"العربي" عن خطورة وتداعيات هذه الحوادث الافتراضية، مشيرًا إلى أن ما يحصل في العالم الافتراضي لا يختلف عن الواقع الذي نعيشه في عالمنا الحقيقي، إذ إنّ الجرائم نفسها انتقلت من الحياة إلى "الميتافيرس".

ويرى بطو أن إضافة "ميتا" خاصية الحماية الجديدة "ليست كافية كون هذا العالم الافتراضي ينطوي على خصائص ونشاطات عديدة تشمل التلامس مثل الرياضة والرقص والتواصل الاجتماعي وغيرها وقد لا تنفع هذه الميزة في جميع الحالات".

أما عن الضوابط الاستباقية التي كان يجب على "ميتا" فرضها في عالم "الميتافيرس"، فيعتقد المختص في أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية أن هذه الإستراتيجية قد تكون من ضمن خطة الشركة للشهرة والتسويق.

وقال بطو: "قد يكون هدف ميتا هو ظهور مثل هذه الفضائح التي ستتحول إلى مواضيع مثيرة للجدل، وكلما زادت حالات التحرش أو الأخبار المتداولة عنها ستساهم بشكل كبير في ارتفاع أسهم الشركة".

وأضاف أن عملاق التكنولوجيا الذي كان يعرف بالسابق باسم فيسبوك والذي يمتلك خبرة كبيرة بوسائل التواصل الاجتماعي قد يقوم بإصلاح هذه الثغرات بشكل تسلسلي، ولكن يعتقد أن "كل الضوابط في مثل هذه البرامج قد لا تكون قد طبقت بشكل استباقي عن عمد بهدف الشهرة".

 وفي ما يتعلق بالخطورة الفعلية التي قد تلحق بالمستخدم، كشف المختص أن التداعيات ستكون جسيمة نفسيًا كون المشارك سيكون مرتديًا نظارات الواقع الافتراضي، وبالتالي سيكون في مرحلة اختبار الشعور الأقرب إلى الحقيقة.

كما توجد هناك أجهزة معينة تمكن للمستخدمين من الشعور باللمس مثل ألعاب الـ3D، محذرًا من أنه لن يكون أي عقاب قانوني فعلي لمرتكبي هذه الجرائم الالكترونية لحد اللحظة، مرجحًا في الوقت عينه أن تضمن "ميتا" قوانين مخالفات شبيهة بتلك التي تستخدمها في فيسبوك وانستغرام.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close