الخميس 5 ديسمبر / December 2024
Close

اغتصاب وتنكيل وتهجير.. هجمات مروّعة للدعم السريع في ولاية الجزيرة

اغتصاب وتنكيل وتهجير.. هجمات مروّعة للدعم السريع في ولاية الجزيرة

شارك القصة

ضحايا النزوح من ولاية الجزيرة مع اشتداد القتال-رويترز
ضحايا النزوح من ولاية الجزيرة مع اشتداد القتال-رويترز
الخط
أعلنت لجان مقاومة ود مدني عن أسماء 169 شخصًا قُتلوا منذ بدء أعمال العنف في 20 أكتوبر في ولاية الجزيرة، مشيرة إلى أن هناك مئات القتلى الآخرين.

لم تكن سلوى عبد الله قد تعافت بعد من الوضع بجراحة قيصرية، وبينما كانت تعتني بمولودها الذي لم يتجاوز عمره شهرًا واحدًا اقتحم جنود من قوات الدعم السريع منزلها في ولاية الجزيرة بشرق السودان أواخر الشهر الماضي.

واتهم المقتحمون سلوى بالولاء للجيش وحلفائه، خصومهم في حرب مستمرة منذ 18 شهرًا. وقالت وهي تحتمي في مسكن مؤقت بمدينة حلفا الجديدة، التي وصلت إليها بعد أن سارت لأيام على الأقدام مع والدتها العجوز وأطفالها، "قالوا لنا قتلتونا، سنقتلكم اليوم ونغتصب بناتكم".

وقالت إن الجنود طردوهم خارج قريتهم بالسياط ثم أطلقوا النار نحوهم وهم على دراجات نارية، وهو ما ذكره اثنان آخران ممن تعرضوا لهجمات.

وتحدثت وكالة "رويترز" إلى 13 ضحية لسلسلة من المداهمات المكثفة العنيفة في ولاية الجزيرة شرق السودان، على مدى الأسبوعين الماضيين، والتي استهدفت 65 قرية وبلدة على الأقل، وفقًا لنشطاء.

وتقول الأمم المتحدة، إن نحو 135 ألف شخص نزحوا، معظمهم إلى ولايات كسلا والقضارف ونهر النيل، والتي تكتظ بالفعل بعدد كبير من نحو 11 مليون نازح داخليًا بسبب الحرب المدمرة التي اندلعت في أبريل/ نيسان 2023.

سلوى عبد الله إحدى ضحايا القتال في ولاية الجزيرة-رويترز
سلوى عبد الله إحدى ضحايا القتال في ولاية الجزيرة-رويترز

وقالت كليمنتاين نكويتا سلامي، ممثلة الأمم المتحدة في السودان: "أشعر بصدمة وانزعاج شديدين إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في ولاية الجزيرة، والمماثلة للمستوى الذي شهدناه في دارفور العام الماضي. إنها جرائم فظيعة"، في إشارة إلى هجمات وقعت العام الماضي، ودفعت الولايات المتحدة وغيرها إلى توجيه اتهامات بالتطهير العرقي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وأدت الحرب إلى انتشار الجوع في أنحاء السودان، ومحو معظم علامات وجود دولة عاملة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، كما أثارت مخاوف من التشرذم. ويواجه طرفا الحرب اتهامات بعرقلة المساعدات الدولية التي تشتد الحاجة إليها.

هجمات انتقامية مروّعة

على الرغم من تعرض ولاية الجزيرة لحملة نهب عنيفة منذ أن سيطرت قوات الدعم السريع عليها في ديسمبر/ كانون الأول، فإن انشقاق قائد هذه القوات في الولاية أدى إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية.

وأعلنت لجان مقاومة ود مدني، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية، عن أسماء 169 شخصًا قُتلوا منذ بدء أعمال العنف في 20 أكتوبر/ تشرين الأول، مشيرة في بيان إلى أن هناك مئات القتلى الآخرين.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إن 25 حالة على الأقل تعرضت لعنف جنسي، من بينها فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا لقيت حتفها نتيجة لذلك.

وأضاف المكتب أن قوات الدعم السريع صادرت أجهزة إنترنت في 30 قرية على الأقل، وأشار إلى ورود تقارير عن إحراق حقول المحاصيل.

الأسوأ.. في قرية السريحة

وحدثت أسوأ واقعة في قرية السريحة حيث قالت لجان مقاومة ود مدني إن 124 شخصًا قُتلوا في 25 أكتوبر. وأظهر مقطع مصور تحققت منه "رويترز" أفرادًا من قوات الدعم السريع وهم يوقفون رجالًا في طوابير، كثيرون منهم من كبار السن، ويرهبونهم ويجبرونهم على تقليد صوت الخرفان. وكانت ملابس بعض هؤلاء الرجال ملطخة بالدماء.

وأظهر مقطع فيديو آخر تحققت منه "رويترز" عشرات الجثث ملفوفة في ملاءات لدفنها.

أعمال عنف مروعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في الجزيرة-رويترز
أعمال عنف مروعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في الجزيرة-رويترز

وتنفي قوات الدعم السريع إصدار أوامر بالهجومين، وقالت إن الهجوم على الجزيرة يرجع لتسليح الجيش للجماعات المحلية، ورد الجيش بأنه يدعم المقاومة الشعبية، رغم عدم وجود أدلة تذكر على تسليح المدنيين على نطاق واسع في الجزيرة.

وحذر المرصد السوداني لحقوق الإنسان الجيش من "ترك المدنيين... معرضين لمواجهات مباشرة وغير متناسبة مع قوات الدعم السريع"، التي انتقدها لعدم وفائها بالوعود التي قطعتها على نفسها بحماية المدنيين.

بلا رحمة لكبير أو صغير

وقال هاشم بشير، وهو رجل معاق بُترت إحدى ساقيه قبل الحرب، إن قوات الدعم السريع طردته من منزله في قرية النايب. وأضاف وهو يظهر ندوبًا على ساقه السليمة: "متوحشون جدًا.. ليس لديهم رحمة لكبير أو امرأة أو رجل أو طفل.. ضرب.. لو نجوت من الرصاصة يفلقوك وإن نجوت من الفلق يجلدونك بالسوط مثل الأطفال وحتى تبكي مثل الأطفال".

وقالت ابنة أخيه فائزة محمد، إن قوات الدعم السريع لم تسمح لهم بأخذ أي شيء معهم، حتى وثائق الهوية، وقالت: "عندما كنت تحت السرير ضربوني وأخرجوني ونزعوا الحلق من أذني وسرقوا هاتفي".

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
تغطية خاصة