الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

اغتيال المقاومين في نابلس.. هل يشعل التصعيد الإسرائيلي مواجهة شاملة؟

اغتيال المقاومين في نابلس.. هل يشعل التصعيد الإسرائيلي مواجهة شاملة؟

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" حول التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية بعد جريمة اغتيال إبراهيم النابلسي ورفاقه (الصورة: غيتي)
تحوّل إبراهيم النابلسي في الآونة الأخيرة إلى رمز للاشتباكات المسلحة مع قوات الاحتلال، قبل أن يشكّل اغتياله أمس نهاية فصل طويل من المطاردة.

لا تزال الجريمة، أو المجزرة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس، باغتيالها القائد المطارَد إبراهيم النابلسي ورفاقه، تتفاعل على المستوى الفلسطيني، في ظلّ دعوات متلاحقة إلى تصعيد المقاومة بكلّ أشكالها وأدواتها.

فقد شيّع آلاف الفلسطينيين جثامين الشهداء الذين ارتقوا أمس الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال أثناء اقتحامها نابلس، حين حاصرت منزلًا واستهدفته بالصواريخ، فاندلعت مواجهات استمرّت قرابة ثلاث ساعات أسفرت عن استشهاد ثلاثة وإصابة 69 شخصًا، سبعة منهم في حالة حرجة.

وبحسب مراسل "العربي"، تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليات الاغتيال إنهاء حالة المقاومة المسلحة التي ظهرت أخيرًا في شمال الضفة الغربية، لكن العادة جرت على أنه بعد كل اغتيال لأحد رموز المقاومة، سرعان ما يظهر رمز جديد.

إبراهيم النابلسي ووصيّته الأخيرة

وكان إبراهيم النابلسي الذي نجا من محاولتي اغتيال سابقتين، يقود خلايا مسلحة تواجه قوات الاحتلال مع كل اقتحام لمدينة نابلس.

وقد تحوّل إبراهيم النابلسي في الآونة الأخيرة إلى رمز للاشتباكات المسلحة مع قوات الاحتلال، قبل أن يشكّل اغتياله أمس نهاية فصل طويل من المطاردة.

وفي رسالته الأخيرة خلال محاصرته قبل اغتياله، أرسل وصيته إلى رفاقه يطلب منهم عدم إلقاء البندقية بعد رحيله ويقول لهم إنه يحب أمّه كثيرًا.

ردود فعل مندّدة بالجريمة الإسرائيلية

في غضون ذلك، تتالت ردود الفعل تنديدًا بجريمة اغتيال المقاومين، حيث قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع الشعب الفلسطيني بأسره في عدوانه الشامل الذي بدأ من مدينة القدس، وامتدّ إلى جنين وغزة، واليوم في نابلس.

وأضاف أبو ردينة أنّ الحكومة الإسرائيلية غير معنيّة بتحقيق الهدوء والاستقرار وتعمل على استباحة الدم الفلسطيني واستغلاله لتحقيق مكاسب في سياسته الداخلية.

من جهته، ندّد المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك بجريمة الاغتيال، مشيرًا إلى أنّها لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارًا على الاستمرار في المواجهة للخلاص من الاحتلال وإنجاز المشروع الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية.

وشدّد المتحدّث باسم حركة حماس حازم قاسم على أنّ نابلس تسطر بطولة ملحمية ضد الاحتلال، وانّ الصراع دخل مرحلة جديدة عنوانها الاشتباك المستمرّ في مدن الضفة الغربية المحتلة.

وجاء في بيان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ العدوان على نابلس جزء من مخطط يستهدف كل المدن والقرى والبلدات والمخيمات، داعيًا إلى الإسراع في بناء وحدة وطنية لتجميع الطاقات في المعركة الشاملة مع الاحتلال.

وأكدت لجان المقاومة الشعبية في بيان، أنّ نهج المقاومة سيظلّ الطريق الوحيد والحقيقي في ظل الاحتلال، داعية إلى تصعيد المقاومة والانتفاضة بكل أشكالها.

الدم الفلسطيني "ليس مستباحًا"

ويؤكد الناطق الإعلامي باسم مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح عبد الفتاح دولة أنّ الشعب الفلسطيني كله مستهدَف وبالتالي الكلّ يصطف في مواجهة العدوان.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من رام الله، أنه "عندما يمعن المحتل في ممارسة جرائمه التي تعبر عن الوجه الحقيقي للحكومة اليمينية المتطرفة الكل يقف في وجهه".

ويشير إلى أنّ "الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يسكت على هذه الجرائم"، مشدّدًا على أنّ "الدم الفلسطيني ليس مستباحًا والحق الفلسطيني ليس خاضعًا للمساومة".

ويضيف: "في ظل صمت المجتمع الدولي وفي ظل إقبال العديد من الدول العربية على التطبيع ليس لنا فلسطينيًا إلا أن نعيد بناء إستراتيجيتنا للجم هذا العدو ووقف هذا المسلسل من القتل".

ويؤكد دولة في حديثه إلى "العربي"، أنّه "عندما يحتاج الأمر إلى تدخل الجميع وإلى وحدة وترابط في مواجهة العدوان تسقط كل المسميات مقابل حماية أبناء شعبنا وإعادة القضية الفلسطينية إلى نصابها السليم".

ويقول: "نحن لا يمكن أن ننكسر في وجه الاحتلال وعندما تتحدث السلطة عن مواجهة شاملة فهي تعي ما تقول".

لكنّه يدعو إلى التنبّه إلى عدم الانزلاق إلى المربع الذي يريده الاحتلال بتعميق الفرقة الفلسطينية وحالة الخلاف السياسي، مضيفًا: "نحن في فتح وحماس لا يجب أن نذهب إلى الشعارات التشكيكية والتخوينية في وقت نواجه فيه الاحتلال".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close