كشف محافظ مدينة نابلس بالضفة الغربية السبت، أن تشريح جثمان الناشطة الأميركية من أصل تركي عائشة نور أزغي أيغي، أثبت قتلها برصاصة قناص إسرائيلي في الرأس.
وكان الجيش الإسرائيلي قتل الناشطة أيغي الجمعة أثناء مشاركتها في فعالية منددة بالاستيطان في بلدة بيتا بمحافظة نابلس شمالي الضفة.
ووصلت عائشة نور إلى المستشفى مصابة برصاصة في الرأس؛ حيث تم إجراء عملية إنعاش لها، لكنها ما لبثت أن استشهدت.
وفي المواقف، أدانت وزارة الخارجية التركية في بيان، قتل مواطنتها عائشة نور على يد القوات الإسرائيلية، وقالت إن إسرائيل "تعمل لإسكات وترهيب كلّ من يهب لنجدة الفلسطينيين ويكافح ضد الإبادة الجماعية" التي تنفذها بحقهم.
على الصعيد الأميركي، اكتفى البيت الأبيض في بيان، بالتعبير عن "انزعاج شديد" جراء مقتل الناشطة المتضامنة مع القضية الفلسطينية.
من جهته، دعا ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى فتح "تحقيق موسع" ومحاسبة الجنود الإسرائيليين المتورطين في قتل الناشطة عائشة نور.
عائلة الناشطة الأميركية التركية طالبت بدورها بتحقيق مستقل في اغتيال ابنتهم، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي قتلها بطريقة "عنيفة".
وأضافت في بيان: "نناشد الرئيس (جو) بايدن ونائبة الرئيس (كامالا) هاريس ووزير الخارجية (أنتوني) بلينكن إصدار التعليمات لإجراء تحقيق مستقل في عملية قتل غير قانونية لمواطنة أميركية وللتحقق من محاسبة كاملة للمذنبين".
رسالة إلى كل المتضامنين مع القضية الفلسطينية؟
وفي هذا الإطار، رأى مدير عام التوثيق والنشر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داوود أن الاحتلال تقصد الجمعة إطلاق النار على الناشطة عائشة نور.
واعتبر في حديث إلى التلفزيون العربي من رام الله أن الاغتيال رسالة تهديد ليس فقط للفلسطينيين الذين يتظاهرون ضد المشروع الاستيطاني، وإنما رسالة تهديد بالرصاص والدم لكل الناشطين الأجانب الذين يقفون إلى جانب الحق الفلسطيني بالأرض.
وأكد أن تل أبيب تدرك أن هناك تغيرًا جوهريًا بالمزاج الدولي وخصوصًا عند طلاب الجامعات والنشطاء، وتريد إيصال رسالة بأن كل من يأتي إلى هذه البلاد سيتم إطلاق النار عليه.
داوود ذكّر بأن اغتيال عائشة نور ليس الأول من نوعه، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال أرسلت مجموعة من ميليشيات المستوطنين إلى متضامنين أجانب في بلدة قُصْرَة في نابلس حيث تم الاعتداء عليهم ونقل جزء منهم على الأثر إلى المستشفيات.
"ازدواجية معايير أميركية"
وعن ردة الفعل الأميركية على اغتيال عائشة نور، تحدث أستاذ قسم الفلسفة في جامعة جورج تاون مارك لانس عن ازدواجية أميركية "مزعجة" في المعايير، مستبعدًا أن تقوم الإدارة الأميركية بأي فعل مختلف ردًا على عملية القتل.
ولفت في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن إلى أن إسرائيل مهددة بسبب التضامن الدولي، خصوصًا وأنها تعتبر نظام فصل عنصري، ولذلك تستهدف النشطاء المتضامنين.
وقال إن الرد المجدي على هذا العنف الوقح والاعتداء هو عبر تعزيز الحركة التي بدأت في الربيع في الولايات المتحدة من خلال احتجاجات الطلاب إضافة إلى الشباب الذين يدعمون حقوق فلسطين.
وشدد على أن هناك حركة ضغط جماهيرية في الولايات المتحدة بخصوص القضية الفلسطينية، معتبرًا أنها الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها ممارسة ضغوط على الإدارة الأميركية.
قتل المتضامنين سياسة دولة ممنهجة لدى إسرائيل
أستاذ القانون الدولي في جامعة نورث هامتون إياد نصر دعا السلطة الفلسطينية إلى التقدم بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بخصوص الاعتداءات والاغتيالات التي تحصل في الضفة.
وشدد في حديث إلى التلفزيون العربي من لندن على أن عائشة نور مواطنة أميركية لم تقم بأي أعمال عدائية ضد المستوطنين والجيش الإسرائيلي ومع ذللك قتلت بدم بارد على غرار فلسطينيين آخرين.
نصر أكد أن على الإدارة الأميركية التدخل في هذه الجريمة نظرًا إلى أن عائشة نور مواطنة أميركية وقتلت بدم بارد، معتبرًا أن الجانب القانوني في هذا الإطار يجب أن يتم من خلال المحاكم الإسرائيلية.
وقال إن إسرائيل تستهدف المدنيين والناشطين لوضع عقبة أمام من يريدون القدوم إلى هناك للتضامن، مؤكدًا أن إسرائيل جعلت من هذه الممارسة سياسة دولة ممنهجة.