شهدت أزمة قناة السويس نهاية سعيدة مع إعلان هيئة القناة استئناف الملاحة فيها، بعد إعادة تعويم سفينة "إيفر غيفن" التي سدّت الممرّ المائي قرابة أسبوع، ووصولها إلى منطقة البحيرات المرّة لإجراء الفحوصات اللازمة.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، أنه بعد تعويم السفينة البالغ طولها 400 متر من المتوقع أن تعبر 113 سفينة القناة من الجانبين صباح اليوم، مشيرًا إلى أنّ 422 سفينة تنتظر العبور، وقد يتم الانتهاء من عبورها جميعًا خلال ثلاثة أيام ونصف.
وكانت السفينة "إيفر غيفن" قد انحرفت وأغلقت القناة بالعرض في قطاع جنوبي منها صباح 23 مارس/ آذار إثر رياح قوية؛ مما أدى إلى توقف حركة الشحن في أقصر طريق للشحن البحري بين أوروبا وآسيا.
وذكرت شركة "إيفر غرين"، التي تستأجر السفينة "إيفر غيفن"، أنّه سيتم فحصها في البحيرة المرة الكبرى التي تقع بين قسمين من القناة، لفحصها للتأكد من صلاحيتها للإبحار.
"ملحمة مصيرية" في قناة السويس
من جهته، يلفت الخبير الدولي في النقل البحري واللوجستيات أحمد سلطان إلى أنّ حادث السفينة الجانحة أثبت الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس بوصفها معبرًا تجاريًا عالميًا وشريانًا رئيسيًا في حركة التجارة.
ويشير سلطان، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ الحادث الذي شهدته قناة السويس هو "الأول" في تاريخها الذي يمتدّ على مدار 150 عامًا، معتبرًا أنّ القناة لطالما عُرفت بشعار "zero accident" أو "صفر حوادث".
ويرى أنّ ما حدث ملحمة مصيرية برهنت من جديد أنّ مصر بلد الطاقات الكامنة، حيث إنّ الكل حشد طاقاته لحل المشكلة والخروج منها، بكلّ الوسائل المُتاحة.
كم بلغ حجم الأضرار أزمة قناة السويس؟
أما على صعيد الأضرار التي لحقت بقناة السويس، فيقدّر سلطان أنّها، كما أعلنت هيئة القناة، بحدود 14 إلى 15 مليون دولار إيرادات مفقودة يوميًا، وإن كان سيتم استدراك هذه الإيرادات وتحصيلها مع عبور السفن في الأيام القادمة.
لكن، وفقًا للخبير، تضاف إلى ذلك تكلفة عملية الإنقاذ نفسها، والتي تشمل تكاليف القاطرات والعمالة والوقود وغير ذلك، وهي كلفة لا تزال حتى الآن قيد الحساب والتقديرات.
ما السبب الحقيقي وراء حادث قناة السويس؟
ويشدّد على أنّه "من السابق لأوانه حسم السبب الحقيقي وراء الحادث"، لافتًا إلى أنّ "السبب المبدئي الظاهر حتى الآن هو سوء شديد في الأحوال الجوية والعواصف الترابية الشديدة التي شهدتها مصر".
ويعتبر أنّ "هذه العوامل الجوية تسبب في ميل نسبي للسفينة قد يكون صاحَبَه سوء تقدير من القبطان؛ ما أدى إلى زيادة جنوح السفينة في القناة، وبالتالي اصطدامها بالضفة الشرقية".