بسبب "انتهاكها لقوانين مكافحة الاحتكار"، فرضت "الهيئة الصينية للتحكم بالسوق" على مجموعة "علي بابا للتجارة الإلكترونية" دفع غرامة بقيمة 18,2 مليار يوان (2,78 مليار دولار)، وفق ما أفادت وسائل إعلام صينية رسمية السبت.
وتأتي هذه الغرامة في أعقاب تحقيق بدأ بحقّ علي بابا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وفقًا لوكالة الصين الجديدة.
واتُّهِم موقع "علي بابا" بفرض الحصرية على التجار الراغبين في بيع منتجاتهم على منصّته، وتفادي التعامل مع مواقع التجارة الإلكترونية المنافسة.
وجاء في بيان صادر عن المديرية الصينية فجر السبت أنه "وفقًا لمادتي 47 و48 من قانون مكافحة الاحتكار، ومع مراعاة طابع ونطاق النشاط غير الشرعي لشركة "علي بابا غروب"، قرّرت المديرية فرض غرامة بنسبة 4% من قيمة مبيعاتها الداخلية عام 2019 التي بلغت 455.712 مليار يوان، لتبلغ الغرامة 18.228 مليار يوان".
وطالب البيان مجموعة "علي بابا" بالتوقف عن انتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، مشيرًا إلى أن تحقيقات أجريت حول نشاطها أثبتت أن لديها سياسة لإجبار المستهلكين على استخدام خدماتها "بلا خيار".
واعتبر البيان أن ذلك "أثّر سلبًا على البيئة التنافسية لسوق التجارة الإلكترونية الصيني"، فيما يقول خبراء: إن هذه غرامة قياسية في تاريخ الشركات الصينية.
شركات التكنولوجيا الصينية تواجه الضغوط
وتُواجه مجموعة "علي بابا" وشركات التكنولوجيا العملاقة الصينية الأخرى ضغوطًا في ظل تزايد القلق من نفوذها في الصين؛ حيث يستخدم المستهلكون هذه المنصات الرائدة للتواصل والتسوّق ودفع الفواتير وحجز سيارات الأجرة والحصول على قروض ومجموعة من المهام اليومية الأخرى.
وتخضع شركة "علي بابا" خصوصًا لمتابعة مُكثّفة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. واتَّهَم مؤسسها المشترك جاك ما حينها الهيئات الناظمة بأنها لا تُواكب التطورات الحاصلة، لتعبيرها عن قلق بشأن توسّع الذراع المالية لشركة "علي بابا" المسماة "آنت غروب" في مجالات القروض وإدارة الأصول والتأمين.
وكانت قائمة نُشرت في الثاني من مارس/ آذار الماضي، أظهرت أن مؤسس "علي بابا" و"آنت غروب" جاك ما فَقَدَ لقب أغنى رجل في الصين؛ إذ ازدهرت أوضاع غيره من الأثرياء، في الوقت الذي تخضع فيه إمبراطوريته لتدقيق شديد من جانب جهات تنظيمية صينية.
اختفاء مؤسس "علي بابا"
وكانت أسهم المجموعة العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت قد ارتفعت أكثر من 8%، بعد ظهور مؤسّسها الملياردير جاك ما لأول مرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، منهيًا أسابيع من التكهّنات حول مكان وجوده خصوصًا مع فتح السلطات الصينية تحقيقًا حول الشركة.
واختفى جاك ما، أحد أغنى أغنياء آسيا بثروة تقدر بحوالي 58 مليار دولار عن الأنظار في أعقاب خطاب ألقاه في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي انتقد فيه النظام المالي الصيني.