ذكرت مصادر في قطاع صناعة الطائرات أن مشكلة كهربائية أدت إلى تعليق عشرات طائرات بوينغ "737 ماكس" عن العمل. واكتشف المهندسون عيوبًا مماثلة في قمرة القيادة، وفقًا لشبكة "سي.أن.بي.سي".
وأوقفت شركات الطيران العشرات من طائرات "ماكس" قبل أسبوع، بعد أن حذّرت شركة "بوينغ" من مشكلة كهربائية متعلّقة بالإنتاج في وحدة التحكم في الطاقة الاحتياطية، الموجودة في قمرة القيادة في بعض الطائرات التي تمّ إنتاجها مؤخرًا.
خلل على سطح الطائرة
وقالت المصادر، أمس الجمعة: "إنه منذ ذلك الحين، تمّ الاشتباه بخلل كهربائي في مكانين آخرين على سطح الطائرة"، بما في ذلك رفّ التخزين، حيث يتمّ الاحتفاظ بوحدة التحكم ولوحة العدّادات التي تواجه الطيارين.
ولم تُعلّق بوينغ على المشكلة الأوسع نطاقًا، التي أبلغت عنها مجلة "أفييشن ويك". وأغلقت أسهم الشركة بانخفاض بنسبة 12%.
ويؤثر هذا الخلل على حوالي خمس طائرات "ماكس" في السوق، وهو أحدث مشكلة تواجه طراز "بوينغ" الأكثر مبيعًا، ولكنه لا يتعلق بمشاكل التصميم التي ساهمت في حظر أمان عالمي لمدة 20 شهرًا في أعقاب حادثين مميتين.
كتيبات حول إصلاح الخلل
من المتوقّع أن تطوّر "بوينغ" كتيبات تنصح شركات الطيران خلالها بكيفية إصلاح المشكلة أو المسارات الكهربائية المصمّمة للحفاظ على السلامة في حال حدوث ارتفاع في الجهد.
ولم تتوفّر أي تفاصيل حول توقيت نشر دليل الإصلاح، الذي يجب أن يوافق المنظمون الأميركيون عليه أولًا، وهو ضروري لبدء العمل على حوالي 90 طائرة متأثرة بالتعليق.
وفي البداية، أبلغت شركة صناعة الطائرات شركات الطيران أن الإصلاح قد يستغرق ساعات أو بضعة أيام لكل طائرة، وفقًا لوكالة "رويترز" عندما تمّ الإعلان عن التعليق الجزئي لأول مرة، ونسبت المشكلة إلى التغيير في طلاء المواد.
وتمّ تصنيع جميع الطائرات المتضررة تقريبًا قبل استئناف تسليم طائرات "ماكس" في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد وقت قصير من رفع المنظّمين الأميركيين الحظر على مستوى الأسطول الناجم عن حوادث 2018 و2019.
وقالت "بوينغ" إنها تُخطّط لرفع إنتاج "737 ماكس" تدريجيًا من "معدل منخفض" حالي، إلى هدف 31 طائرة شهريًا بحلول أوائل عام 2022.
وتنتج الشركة حاليًا حوالي أربع طائرات شهريًا.
وتقول مصادر بشركات الطيران: "إن بوينغ لم تسلم أي طائرات من طراز ماكس منذ تحديد المشكلة الكهربائية الأسبوع الماضي".
Boeing 737 MAX Electrical Issues Reportedly Affect Additional Aircraft https://t.co/J3Y9h8RDSS
— Brentford N.O.I.S.E (@BrentfordI) April 17, 2021
حوادث متتالية
وعانت الشركة من ضربات متتالية منذ بداية العام، تمثّلت بحوادث أثّرت على سمعة الشركة.
وهبطت طائرة "بوينغ 777" تابعة لشركة الطيران الروسية "روسيا" بشكل اضطراري في 26 فبراير/ شباط الماضي، في موسكو بسبب مشكلة في المحرك، بعد أقلّ من أسبوع من حادث لطائرة مماثلة في الولايات المتحدة، حيث اشتعلت النيران في محرك طائرة تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" الأميركية بعد وقت قصير من إقلاعها من دنفر (غرب الولايات المتحدة). وسقطت قطع من الطائرة على منطقة سكنية في ضواحي دنفر، بينما كانت في طريق عودتها إلى المطار.
وأعلن رئيس المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل روبرت ساموالت، آنذاك، أنّ إجهاد المعادن له علاقة بالعطب الذي أصاب شفرة مروحة المحرك، وذلك استنادًا إلى تقييم أولي. ومنعت أكثر من 120 طائرة "بوينغ 777" مجهزة بمحركات من شركة "برات أند ويتني" في العالم بعد هذا الحادث.
وقبل أسبوع على هذا الحادث، سقطت قطع معدنية صغيرة من محرك طائرة الشحن، التابعة لشركة "لونغتيل أفييشن" من طراز "بوينغ 400-747"، على بلدة ميرسن جنوبي هولندا، وذلك بعد قليل من إقلاعها من مطار ماستريخت، وفقًا لوسائل إعلام محلية.