الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

موجة جديدة من صفقات دمج المصارف في الخليج.. ما علاقة كورونا؟

موجة جديدة من صفقات دمج المصارف في الخليج.. ما علاقة كورونا؟

Changed

اعتادت البنوك في دول مجلس التعاون الخليجي التنافس من خلال تقديم بعض الإغراءات للعملاء، إلا أنّ تغيير قواعد المنافسة يفرض الامتثال إلى المعايير الدولية.

تشهد دول مجلس التعاون الخليجي موجة جديدة وملفتة من صفقات دمج المصارف دفعت باتجاهها جائحة كورونا، لا سيما بعد هبوط أسعار النفط وإيراداته.

وتأتي الجولة الجديدة من إبرام صفقات الاندماج في القطاع المصرفي أيضًا في سياق الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية في دول الخليج، خصوصًا بعد تسجيل بعض الدول عجزًا حادًا في موازناتها، إضافة إلى ضرورة تقليل عدد البنوك الذي غالبًا ما يفوق حجم احتياجات السوق.

ففي السعودية، وُلد البنك الأهلي السعودي من رحم دمج البنك الأهلي ومجموعة سمبا المالية. أما قطر، فقد شهدت اندماجًا لمصرف الريان مع بنك الخليج التجاري، فيما برز في عُمان اندماج بين بنك عُمان العربي وبنك العزّ الإسلاميّ.

كيانات مصرفية أكثر قوة لمجابهة المخاطر

لكنّ عملية اندماج المصارف تواجه تحديات عدّة، أهمّها القدرة التنافسية بمعايير دولية.

فقد اعتادت البنوك في دول الخليج التنافس من خلال تخفيض أسعار الفائدة للعملاء وتقديم تسهيلات للقروض وبطاقات ائتمانية وغيرها من الإغراءات. إلا أنّ تغيير قواعد المنافسة يفرض الامتثال إلى المعايير الدولية، أهمّها بازل 3، والمعيار المحاسبي الدولي.

ويؤكد القائمون على هذا القطاع أنّها حلول من شأنها أن تخلق كيانات مصرفية أكثر قوة لمجابهة مخاطر ما بعد الجائحة، كما أنّ هذه المؤسسات المالية معنيّة بالانخراط في تطوير مشاريع التنمية وجلب الاستثمار من خلال انتشارها وتوسّعها خارج المنطقة، إضافة إلى إمكانية إيجاد شراكات تربط دول الخليج بالاقتصاد العالمي بعيدًا عن النفط.

ما موقف الحكومات من الاندماجات المصرفية؟

ويرى الباحث والمستشار الاقتصادي الكويتي سلطان المجروب أنّ الاندماج يساهم في تشكيل كيانات مالية أكبر وأكثر قدرة على المنافسة من خلال تحسين الكفاءة والأداء.

ويوضح المجروب، في حديث إلى "العربي"، أنّ الحكومات لا تدفع إلى الاندماجات بشكل مباشر لكنها ترحب بها، مشيرًا إلى أنّه "من المتوقع عالميًا أن تحدث اندماجات كبرى بعد أزمة كورونا".

ويلفت إلى أنّ "الاندماج جيد نظريًا، ولكن على أرض الواقع قد تحدث مشاكل تتمثل أساسًا في اختلاف رؤية المؤسستين المندمجتين".

الاندماجات ناجحة.. ماذا عن سلبياتها؟

من جهته، يؤكد المستشار الاقتصادي عضو جمعية الاقتصاد السعودية سليمان العساف أنّ "الدمج حديث نسبيًا في الدول الخليجية"، مشيرًا إلى أنّه "ناجح إلى حد الآن ويمنح البنوك القدرة على مواجهة الأخطار والاضطرابات المالية والاقتصادية ويمنح البنوك قدرة مالية كبيرة".

ويلفت العساف، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّ "المؤسسات المالية الصغرى ستجد صعوبة في مواجهة الأزمات الاقتصادية القادمة"، مضيفًا أنّ "عمليات الاندماج تحصل بشكل منظم تحت إشراف البنك المركزي حتى تتم حماية المنافسين الصغار".

وإذ يتحدّث عن سلبيات للاندماج من بينها تقليص الوظائف، يتوقع اندماجات أخرى في دول الخليج، قد يكون النصيب الأكبر منها في السعودية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close