السودان.. سوق ناشئة مهمة للطاقة البديلة

لجأت مشروعات صغيرة عديدة في السودان إلى حلول الطاقة المستدامة لسدّ نقص الكهرباء؛ ففي الطاقة الشمسية توفير للوقت والمال.

وينصح محمد محجوب، المزارع الذي يستعمل الطاقة الشمسية، كل شخص قادر على تحمل تكلفة الألواح التي تولّد الكهرباء من ضوء الشمس بتركيبها دون تردّد.

ويقول إن "ثمن الألواح يُدفع لمرة واحدة حتى ما لا نهاية، أو أقلّه لعدد طويل من السنوات".

صعوبات متكرّرة

ونتجت صعوبات متكررة عن نقص احتياطي النقد الأجنبي في السودان، لا سيما في تأمين إمدادات مستقرّة من البنزين والديزل والمازون وغاز الطهي.

وأدّت هذه الحال إلى تزاحم الواقفين في محطات الوقود وانقطاع الكهرباء.

عبدالمجيد خوجلي، وهو مدير بنك يستعمل في منزله الطاقة الشمسية، يؤكد أن الناس لن يتخلوا عن الطاقة الشمسية بعد إصلاح الامداد بالتيار الكهربائي، لأنها توفّر عليهم 50% من الفاتورة.

الاستثمار في القطاع

وتكلّف الوحدة الصغيرة للطاقة الشمسية عادةً حوالي 500 دولار، وتحصل شركات استثمار الطاقة على إعفاءات جمركية عند استيراد الألواح الشمسية، بينما تقدّم البنوك التمويل اللازم للمزارعين للحصول عليها بالأقساط.

ووصل الاستثمار في قطاع الطاقة الشمسية إلى 500 مليون دولار، ويُنتج نحو 500 ميغاوات سنويًا.

وترى شركة "سارويست" للاستثمار، التي تدير وحدها 1200 مشروع للطاقة الشمسية في السودان، أن هذه البلاد سوق ناشئة مهمة للطاقة البديلة.

ويقول مدير تطوير الأعمال في الشركة رشدي حامد إن "من المتوقّع أن ينتج هذا البلد على مدى السنوات العشر القادمة 2.4 غيغاوات من الطاقة الشمسية، بعض منها سيكون من إنتاج محطات كبيرة لتوليد الطاقة باستخدام الطاقة الشمسية".

"لم تشجع إلى الآن"

ويشير عميد كلية العلوم البيئية في جامعة أم درمان الأهلية خالد عبدالله في حديثه لـ "العربي" إلى أن ما من سياسة واضحة في السودان تختص باستخدام الطاقة الشمسية.

ويلفت إلى أن الجزء الأكبر من الاستخدام يمكن أن يتم عن طريق المواطنين أنفسهم، في ما يسمى بالتوليد المزدوج؛ حيث يستخدم المواطن حاجته من الطاقة بعد توليدها في المنزل ويعُطي الفائض منها للحكومة.

ويوضح أن سياسات الدولة لم تشجع إلى الآن هذا الأمر، الذي يتطلب وضع سياسات مالية وإطارًا قانونيًا. 

ويردف: "بالإمكان إن سرنا بهذا الطريق أن نوفّر كمية ضخمة من الطاقة".